رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

تحولت سرادقات العزاء قبل الثورة إلي مؤتمرات سياسية وندوات تختلف طبيعتها باختلاف الشخص المتوفي.. كان الوزراء والسياسيون يؤجلون مناقشة بعض الموضوعات السريعة لحين اللقاء في سرادق العزاء.. يجلس كبار الشخصيات داخل قاعة العزاء في مجموعات ثنائية أو أكثر وتستمر المناقشات حتي أثناء قراءة القرآن.. الغريب أن بعض أعضاء مجلس الشعب وغيرهم كانوا ينتهزون فرصة وجود الوزراء في العزاء للحصول علي تأشيراتهم.. كان السرادق إما مؤتمراً موسعاً أو داراً للندوة.. ليس هذا فحسب ولكن تحول العزاء إلي مناسبة يلتقي فيها الفرقاء الذين فرقتهم الأيام.

بعد الثورتين عادت سرادقات العزاء إلي سيرتها الأولي.. حتي أنك تقابل شخصيات عامة كانت ذائعة الصيت واختفت بفعل الثورتين.

جميع المسئولين والشخصيات العامة يحرصون علي تقديم واجب العزاء والظهور في هذه المناسبات باستثناء واحد فقط هو صفوت الشريف الذي اختار لنفسه حياة مختلفة.

أمس الأول وفي قاعة العزاء، التقيت بشخصيات عامة كثيرة لم ألتق بها منذ الثورة الأولي أبرزهم زكريا عزمي الذي ظهر متماسكاً وإن كانت الأيام قد غيرت منه بعض الشيء.

في الطريق إلي العزاء التقيت بالدكتور حسن يونس وزير الكهرباء الأسبق الذي يعد من أبرز وزراء الكهرباء في السنوات الأخيرة.. علي مدار 15 عاماً كنت فيها محرراً لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد عاصرت وزراء منذ حكومة الدكتور الجنزوري الأولي قبل الثورة وحتي حكومته الأخيرة بعد الثورة..

كان من أبرز هؤلاء الوزراء المرحوم المهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء النموذج الذي لا يتكرر كثيراً.. كنت أتصور أنه آخر وزير للكهرباء في مصر وأنه لن يأتي بعده وزير علي نفس الطراز سواء في كفاءته أو أخلاقه واعتزازه بنفسه.. أذكر أن شخصية قيادية بمجلس الوزراء ناداه مرة قائلاً يا باشمهندس ماهر وما كان من الرجل إلا أن أجري اتصالاً بالرئيس مبارك بمجرد خروجه من مقر مجلس الوزراء يقول له يا سيادة الرئيس أنت لم تنادني أبدا سوي يا ماهر بيه.. واليوم أحزنني أن يناديني فلان يا باشمهندس فما كان من الرئيس مبارك إلا أن أخذ له حقه.. هكذا كان الوزراء.

وعندما جاء المهندس حسن يونس اكتشفت أن ماهر أباظة مازال حياً وأن هناك من يكمل مسيرته خاصة أن الاثنين من أبناء الدولة العميقة حتي أن الاثنين أباظة ويونس كانا يتمتعان بخلق رفيع.

والآن.. وبعد الثورتين استمر قطاع الكهرباء متماسكا باستثناء بعض الشهور العصيبة وربما يرجع ذلك إلي فكر الدكتور محمد شاكر الوزير الذي يحمل فكراً غير تقليدي.. وكذلك رجال مدرسة حسن يونس في مقدمتهم أسامة عسران نائب الوزير المتمرس في العمل الميداني والمهندسة ابتهال الشافعي أول سيدة تتولي منصب رئيس شركة فهي تمتلك الطموح الذي تدعمه مقومات القيادة الناجحة، والمهندس حمدي عكاشة الذي تمت الاستعانة به في قطاع الإسكندرية بعد نجاحه في الدلتا.. هكذا يكون الوزراء.. وهكذا يكون العطاء.. رحل أباظة وخرج يونس ولكن مازالت المدرسة التي تأسست علي أيديهما تخرج الرجال.