همسة طائرة
فى «همستى الطائرة» بتاريخ 26 ديسمبر الماضى كتبت متسائلا شركة أمن بريطانية... لماذا الآن؟؟... وذلك عقب تعاقد الحكومة المصرية مع شركة بريطانية للاستشارات الأمنية للقيام بتقييم محايد لاجراءات الامن في المطارات المصرية، وقلت وقتها ان العديد من علامات الاستفهام تحوم حول طبيعة عمل هذه الشركات بالمطارات المصرية فى هذا التوقيت القاتل فى تاريخ الحياة السياسية والمصيرية والامنية وسط امواج من المكائد والمؤامرات التى تحاك ضد الدولة المصرية، وانها خطوة تعتبر سلاحاً ذا حدين، فعلى الرغم من السمعة العالمية لهذه الشركة فشهادتها بسلامة الاجراءات الامنية في المطارات المصرية يمكن أن تعزز الثقة في مطاراتنا من قبل الحكومات وشركات السياحة والطيران الاجنبية ويمكن أن يعجل من عودة تشغيل هذه الشركات لمطاراتنا بعد توقفها منذ حادث الطائرة الروسية... واعتقد ان ذلك هدف وزير السياحة عند طرحه الفكرة.
ثانياً: اعتقاد وزارة السياحة بأن هذه الشركات سوف تعيد السياحة الى المطارات هو أمر غير مؤكد وأخشى ما أخشاه أن تقوم هذه الشركة بتسريب معلومات عن الاجراءات الامنية بالمطارات ,والتساؤل هنا هل السلطات الامنية العليا في الدولة ستقوم بمتابعة هذه الشركات والعاملين بها لضمان عدم حصول هذه الشركات على معلومات تخص الامن القومي المصري؟ وخاصة ان «اندرياس كارلتون سميث» الرئيس التنفيذي للشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا قال وقتها «إن العمل بدأ بالفعل وان مراجعة اجراءات الأمن في مطاري القاهرة وشرم الشيخ يستغرق ما بين شهرين أو ثلاثة شهور»
ووقتها طالبت الحكومة المصرية بضرورة التفكير في إنشاء «شركة أمن مصرية خالصة» نضمن ولاءها لمصر لتقوم بالاجراءات الأمنية بالمطارات، كما هو مطبق في معظم مطارات العالم مع استمرار الشرطة بالمطارات كقوة لإنفاذ القانون في حالة وجود أية مخالفات... هذه الشركة يمكن أن تستعين بالخبرات الشرطية النادرة المتوافرة بمصر وكذلك الخبرات الامنية الكبيرة المتواجدة بقطاع الطيران المدني وكذلك تطعيمها بخبرات الأمن القومي والمخابرات لتشكل درعاً قويا مؤهلا تأهيلاً علميا ويتم تدريبه بشكل راق ودوري، كما يتم حالياً مع قطاع الامن بمصر للطيران وتصدر لهم رخصة لمزاولة أمن الطيران من سلطة الطيران المصري.
وخلال الاسبوع الماضى عقد الطيار حسام كمال وزير الطيران مؤتمرا صحفيا اعلن فيه عن أن الحكومة المصرية بصدد إنشاء «شركة أمن مصرية متخصصة في إدارة المطارات»، وسيكون تشكيلها وكوادرها من بعض الجهات الأمنية المصرية، وستبقي الجوازات بعد افتتاح الشركة وبدء عملها من اختصاص وزارة الداخلية والجمارك لوزارة المالية.
همسة طائرة.. يا سادة قلت وفكرت وبفضل الله استجابت الحكومة المصرية واعلنت بالفعل عن تأسيس الشركة فشكرا للحكومة المصرية التى تقرأ وتتابع كل ما يكتب لصالح ومصلحة الوطن وتسعى للحفاظ على الامن القومى المصرى ... .اكرر واؤكد ان التفكير فى شركة كهذه ليست رفاهية ولكن يمكن تسويق خدماتها لشركات الطيران العالمية التي تعمل في المطارات المصرية لتدر الكثير من الارباح على المساهمين بها, ويمكن أن يساهم في رأس مالها «الشركة القابضة للمطارات» و«شركة مصر للطيران» و«صندوق دعم و تطوير الطيران» وكذلك «وزارة السياحة» و«هيئة تنشيط السياحة»، ويمكن أن تتوسع هذه الشركة المتخصصة في أمن الطيران لتشمل تأمين المناطق السياحية و الفنادق... فصدقونى شركة أمن بريطانية فى التوقيت الحالى أمر جد خطير... ولذلك فأهلاً بشركة امن للمطارات المصرية.