عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

مع اتساع المساحات الإعلامية المتاحة بكافة أشكالها وألوانها لم يعد الاكتفاء بالتواصل مع أصحاب القرار ومن يتخذونه والخبراء والأكاديميين وأصحاب الرأى، فكان السعى واللهاث نحو الوزراء والمسئولين والمحافظين ورؤساء الهيئات السابقين لعقد مقارنات بين المسئول الحالى والسابق والأسبق، للتباكى المريض على أزمنة غابرة، والتغنى بزمن معالى المسئول الأسبق نكاية فى الحالى!

لقد بتنا نطالع مانشيتات وتحقيقات صحفية، ونشاهد برامج المكلمة والحواديت التافهة الحافلة بأخبار وتصريحات المسئول الأسبق العفيف الطاهر صاحب سير الاستقامة الخالدة، أو الآخر صاحب الرؤية المستقبلية العبقرية، والثالث من كان لديه استراتيجية كاملة للإصلاح، وكمان المسئول الذى لولاه ما كانت لنا سعادة على أرض المحروسة، فقد كان يملك المفاتيح السحرية لحل كل مشاكل المواطن المصرى..

ويبدو أن العديد من وسائل الإعلام تحرض على دعم حالة من الاستسهال فبدلاً من تحفيز الناس على الإبداع والإنتاج والعمل المتواصل لتحقيق التنمية والتقدم نلجأ، وفى حالة إفلاس فكرى لاجترار أزمنة المسئول السابق أو الأسبق، وفى كثير من الأحيان يتم استعراض هذه الحلول «الماضوية» بشكل يفتقر إلى الموضوعية التى تبتعد بنا عن تحليلات علمية لظروف الواقع الحالى وحسابات فرضياته التى تفرض نفسها ولا يمكن تجاوزها، فضلاً عن تقليدية تلك الحلول وافتقارها إلى الإبداع والتجديد..

إنها حالة عبثية وضعف مهنى لإعلاميين باتوا يبحثون فى الدفاتر القديمة لشغل مساحات من إعلام الوطن التى يجب أن تشهد حالة احتشاد لتقديم أطروحات إبداعية متجددة..

وعليه، هل لنا طرح مثل تلك الأسئلة:

هل نسى المسئول السابق أنه كان عنصراً فى يوم من الأيام فى صياغة الواقع المصرى بكل سلبياته؟!

أليس غريباً أن نتحدث عن طهارة يد أو استقامة مسئول سابق، وكأن المفروض مقدماً أن يكون المسئول الحالى فاسداً؟!

هل يجب أن تدفع حالة المرارة المسئول السابق نظرا لفقدان موقعه إلى تصور أن الكون يجب أن يتوقف عند زمن إبداعاته؟!

ألا يخجل المسئول السابق أو الأسبق أن يتحدث عن فساد موقع تركه بالأمس القريب ونحن نعلم أن الفساد يحدث عبر تراكم وتوالد فعل الفاسدين والمفسدين عبر أزمان طويلة ولا ينشأ فجأة؟!

ألا يخجل معالى «الأسبق» عندما نجد أن مواسير المياه، وتوصيلات الصرف الصحى التى تنفجر وتحدث كوارث، ونشاهد ونتابع التصريحات التى تصاحب الإعلان عنها أن هذا حدث بفعل الزمن وانتهاء العمر الافتراضى بينما يواصل هو أحاديثه عن عبقرية الانتهاء فى زمنه من تحديث البنية الأساسية على سبيل المثال؟!

لماذا يتصور المسئول الأسبق أن الحديث عن إنجازات الماضى لا يجب أن يتوقف، وأن هناك استحالة تكرار النجاح فى زمن قادم مع أنه يجب ترك الحديث عن النجاح للتاريخ وكتاب أحداثه والحكم عليه؟!

لقد حفل تاريخ مصر بالعديد من الرواد والعظماء لن ننساهم، ولن ننسى ما قدموه للبلاد والعباد فى مصر المحروسة، ولكننى أرى أن قيمتهم الأكثر خلوداً فى ترك بصمة فى مجال إنشاء منظومة للنجاح والحلول القاطعة لتحقيق التقدم لا تنتهى أو تموت برحيلهم عن الدنيا أو تركهم لمواقعهم.. أما أن يحدثنا مسئول عن فساد موقع شغل قيادته لسنوات عديدة فهذا حديث عبثى، وكان ينبغى لصاحبه أن يلزم بيته، وألا يشوه ما قد يتصور أنه إنجاز عبقرى قد تحقق فى عهده..

ومن منا ينسى حديث وزير أسبق عن فساد وزارة كان يتولاها على هامش معرض الكتاب، وأطروحات معاليه للإصلاح والتطوير، فنظر إليه «مبارك» قائلاً بسخرية «هوه مش معاليك كنت وزير للوزارة دى عشر سنين؟!» لينفجر الحضور فى الضحك!!!

وعلى العكس نرى حملات معارضة يقودها رموز وأهل فكر ورأى، وعندما يكونون فى موقع المسئولية، وقد نسوا أو تناسوا القضايا التى ادعوا أن من أجلها عاشوا (ومن منا ينسى حملات الكاتبة سكينة فؤاد التى شنتها على وزراء الزراعة وفسادها والحديث عن زراعة القمح، ولكن عندما صارت مساعدة للرئيس وجدناها فص ملح وداب ياولداه)!!

[email protected]