رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

نقرأ في هذه الأيام – بين الحين والآخر - عن قيام التحالف الامريكي الغربي ببعض الاستعدادات لضرب داعش في ليبيا.. مع ان الحقيقة الواضحة تقول ان التنظيم الارهابي المسمى داعش، هو صنيعة امريكية غربية في الأساس، الهدف منه اشاعة الفوضى في منطقة الشرق الاوسط، وتفتيتها وتقسيمها.

ضرب داعش في ليبيا بواسطة التحالف الامريكي الغربي، ما هو الا اكذوبة كبري. أمريكا وحلفاؤها ظلوا يدعون - لسنوات - ضرب داعش في العراق وسوريا، ثم كانت النتيجة توحش هذا التنظيم وزيادة سيطرته في المنطقة حتي أصبح قوة ضاربة تهدد الغرب انفسهم. أنا فعلا لا اصدق ان امريكا وحلفاءها جادون في ضرب داعش في ليبيا، والسبب بسيط فإنهم لو كانوا جادين في ضرب داعش لاستطاعوا القضاء عليها في سوريا والعراق. ولكن ما حدث، ان ضرب التحالف الامريكي والغربي كان كضرب الحبيب لحبيبه.

هروب تنظيم داعش - الآن - من سوريا والعراق وتحركه في اتجاه ليبيا، جاء نتيجة القذف الجوي الجاد من القوات الروسية. روسيا في اشهر بسيطة استطاعت ان تحقق ما عجزت قوات التحالف الامريكي الغربي عن تحقيقه في عدة سنوات. لقد استطاعت القوات الروسية بضرباتها الجوية ان تحد من تواجد هذا التنظيم الارهابي في سوريا والعراق، لدرجة ان قيادات هذا التنظيم أصبحت الآن تفكر جديا في النزوح الي ليبيا ونقل اعمالها الاجرامية هناك، نتيجة الخسائر الفادحة التي تكبدها التنظيم نتيجة التدخل الروسي شبه العسكري في سوريا والعراق.

وللحقيقة.. فإن دول أوروبا أصبحت الآن تعاني معاناة شديدة، نتيجة هروب اللاجئين من نار الارهاب. ولكن هل يا تري، ألم يكن كل هذا في حسبان التحالف الأمريكي الغربي حين خططوا لضرب مناطق الشرق الاوسط والقضاء عليها؟؟ بالطبع لا – ففي اعتقادي – أن أحدا منهم لم يكن يتصور، ان يكون نزوح اللاجئين بهذا الكم الهائل . هذا بالإضافة الي التهديدات الأخرى التي يتعرضون لها، الي حد ان تنظيم داعش نفسه، بدأ الآن في التمرد علي دول التحالف الامريكي الغربي، واصبح يهددها تهديدا صريحا وواضحا، بإنزال ضربات قاسية بهم، اشد من الضربات التي وقعت علي امريكا في احداث 11 سبتمبر 2001.

مكمن الخطر بالنسبة لأمريكا وأوروبا، ليس في انتقال داعش من سوريا والعراق الي ليبيا – كما يتصور البعض. الخطر الحقيقي بالنسبة للتحالف الامريكي الغربي، يكمن في التدخل الروسي - الصيني في منطقة الشرق الأوسط. في تقديري - ان تدخل الدب الروسي والمارد الصيني عسكريا أو حتي مدنيا في المنطقة، سوف يضطر امريكا ودول الغرب الي الوقوف جادين ضد داعش. فمن المعروف ان منطقة الشرق الاوسط طوال السنوات العديدة الماضية كانت منطقة نفوز غربي. ولكن التواجد الروسي الصيني هذه الأيام في المنطقة اصبح يمثل تهديدا كبيرا للمصالح الامريكية والغربية، كما أنه بالدرجة الاولي تهديد صريح لدولة اسرائيل التي كان من المفترض ان تصبح هي المسيطرة علي منطقة الشرق الأوسط لصالح امريكا ودول الغرب.

أعود فأقول: إن التحالف الغربي بقيادة امريكا، لن يغير موقفه من تنظيم داعش، إلا إذا وصل التدخل الروسي – الصيني في المنطقة الي الدرجة التي تهدد المصالح الأمريكية والغربية تهديدا صريحا وواضحا.. منطقة الشرق الأوسط – الآن - يتنازعها الشرق الأقصى، بزعامة الدب الروسي، والتحالف الغربي بقيادة أمريكا. وإلي أن يصل الصراع بين القطبين الكبيرين الي منطقة الخطر، فان التهديد الامريكي بضرب داعش في ليبيا، سيظل مجرد تصريحات علي صفحات الجرائد.. تلك هي الحقيقة الغائبة.

حمي الله مصر وجنَّب شعبها شرور الكارهين والحاقدين.. وتحيا مصر