رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

والحكمة تقول إذا مات منا شهيد وُلد ألف ألف شهيد.. على لسان كل مصرى، ومن أعماق قلوبهم يصدر هذا البيان البليغ بمعناه الوطنى الصميم، مصر في القلوب والعقول وهي في شتى الحالات على مجريات التاريخ، وكلنا يتذكر الثورة الشعبية الأم ثورة 1919 حين هب الشعب المصرى قاطبة من شمال البلاد إلي جنوبها ومن شرقها إلى غربها في مواكب الثورة، منادين من قلوبهم وفي حماس منقطع النظير:

نموت.. نموت وتحيا مصر.

وأصبح نداء صادراً من قلوب طاهرة متوضئة بنور العلم والإيمان.. وصرخات هذه العروس، وأسقطت جحافل الاستعمار الأجنبى من كل بقاع الوطن.. وكانت عزيمة المصريين وحماسهم ووحدتهم هي النور الذي أضاء ظلمات الطريق، نحو حياة حرة كريمة وعلت فيها طموحات وكبرياء الشعب المصرى الأصيل ومعدنه الحضارى.. وانضم إلي موكب الثوار جميع طبقات الشعب المصرى المسلم جنباً إلى جنب مع المسيحى، المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل شيباً وشباباً.. وهكذا انطلق لسان التاريخ في موكب الخلود.

<>

والآن مصر تبني صرح مستقبلها في وحدة كاملة المعاني والأركان نسيج أمة واحد، لا تهدها ولا تهزمها العواصف أو الرياح، فهي صلبة كالجبال الرواسى، تغذيها الهمة والعزيمة والإرادة القادرة على رسم خريطة المستقبل تدعيماً لحاضر حر كريم.

تحيا مصر -إذن- ثمنها العزيمة الجبارة والإرادة الحرة القادرة على التغيير، وكلها تستمد من أعماق التاريخ المصرى والذي صنعته الكرامة والهمة والآمال العظيمة في بناء صرح حضارى يليق بمصر، حاضرها ومستقبلها، فكان الثمن المدفوع من دم المصريين ممثلاً فى مواكب الشهداء «إذا سقط فيهم شهيد وُلد من رحم الغيب ألف شهيد وشهيد»، وكان رائدهم في قصة كفاهم دائماً قول الحكيم عن كل شهيد:

يجود بالنفس إن ضن الشجاع بها

والجود بالنفس أسمى غاية الجود

ورائدهم دائماً وأبداً:

يمشون للموت في شوق وفي جزل

لأنهم تحت ظل الله يمشونا

وعنوانهم أي أمام كل شهيد والموت في سبيل الله والوطن يناجيه، وأصوات شهداء الجامعة ضد الاستعمار الأجنبى علي ضفاف القنال:

«هبى.. هبى يا رياح الجنة»

نموت.. نموت ويحيا الوطن

وبدمائهم الطاهرة سطرت ملامح البطولة «لأنهم في مقعد صدق عند ربهم يرزقون تحفهم الملائكة من كل جانب، ونعم عقبى الدار».

وسلام علي شهداء الوطن فى عليين إلي يوم الدين.