رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يوم الأربعاء الماضى نشرت «الوفد» خبراً يقول إن الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع بمجلس الدولة قد حددت جلسة الأربعاء المقبل 14 يناير لنظر طلب الفتوى المقدم من الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى للفصل فى صحة إجراء انتخابات اتحاد طلاب مصر التى أجريت فى العاشر من ديسمبر الماضى.

وشرحت الجريدة موضوع القضية بقولها إن اللجنة المشرفة على الانتخابات الطلابية قد قررت قبول الطعن الخاص ببطلان انتخابات جامعة الزقازيق وارتأت اللجنة والوزارة أن بطلان تلك الانتخابات يؤثر بالتبعية على نتيجة انتخابات اتحاد طلاب مصر التى شارك فيها مسئولو اتحاد طلاب الزقازيق، وقررت اللجنة بناء على ذلك إعادة انتخابات طلاب مصر برمتها تلافياً لذلك البطلان الذى يهددها حسبما أعلنت الوزارة، إلا أن ذلك القرار قوبل بالانتقاد من قبل أعضاء اتحاد مصر المنتخبين، وتضامنت معهم شخصيات سياسية ومنظمات مدنية عدة.

وكان وزير التعليم العالى الدكتور أشرف الشيحى قد عقد لقاء مفتوحاً مع 46 طالباً من رؤساء ونواب رؤساء اتحادات الجامعات المصرية يمثلون 23 جامعة. وقال إنه حريص على الجلوس معهم بعد غياب 3 سنوات بدون اتحادات طلابية منتخبة، مشيراً إلى إجراء الانتخابات بشفافية ونزاهة وأن الوزارة ستلتزم بقرار مجلس الدولة فى هذا الصدد.

وقد أعادت إلينا هذه الأخبار ذكريات انتخابات طلابية وبرلمانية خلال النصف قرن منذ عام 1964 عندما أجريت انتخابات طلابية فى جامعة القاهرة فرع الخرطوم وكان الطلاب الشيوعيون ينافسون فيها بقوة وكنت مشرفاً على انتخابات كلية الحقوق التى حصل فيها الشيوعيون على الأغلبية واتصل بى رئيس الجامعة وقال لى منتقداً إن كلية التجارة نجح فيها الطلاب المنتمون لحزب الحكومة فما الذى حدث فى كلية الحقوق وكان ردى: يا سيادة الرئيس كلية الحقوق كلية قانون تعلم طلابها احترام القانون وتطبيقه بنزاهة كاملة فى الانتخابات الطلابية، وقد اختار الطلاب ممثليهم بحرية دون تدخل من جانبنا.

ودارت الأيام حتى وصلنا لعام 1973 مع إنشاء جامعة المنصورة ورئيسها الأول الأستاذ الدكتور عبدالمنعم البدراوى وكنا نجرى انتخابات الاتحادات الطلابية عام 1974 واتصل به رئيس الوزراء الدكتور فؤاد محيى الدين وأوصاه بأن يأخذ باله من طلابه حزب الحكومة وكنت جالساً فى مكتب رئيس الجامعة وسمعته يقول لرئيس الوزراء: كل الطلاب أبنائى ولا أفرق بينهم بسبب الانتماء الحزبى أو غيره، وخاصة فى انتخاباتهم الحرة النزيهة.. ولم تكن فى كلية الحقوق عام 1974 إلا الفرقة الأولى فقط فى المدرج الكبير فوضعت صندوق الانتخاب على منصة الأستاذ وطلبت من الطلاب ألا يخرجوا قبل أن يدلوا بأصواتهم فى انتخاب مرشحى الاتحاد فجاء كل واحد منهم يضع بطاقة انتخابه فى الصندوق، وكانت النتيجة فوز طلاب آخرين غير حزب الحكومة مما جعلها تتضايق من رئيس الجامعة وتربصت به حتى وصل لنهاية مدة رئاسته للجامعة ولم تمد له سنة أخرى كما طلب نادينا من وزير التعليم العالى الأستاذ الدكتور مصطفى كمال حلمى.. بل وتعمدت إهانته بأن عينت رئيس جامعة آخر دون أن تبلغه بذلك وهو فى مهمة رسمية فى الخارج، ونشرت مقالاً فى جريدة «الوفد» فى 11 نوفمبر 1997 قلت فيه «لقد ضاقت السلطة برئيس الجامعة ولم تجدد له رئاسته وعينت غيره وهو فى خارج البلاد ولم تنتظر حتى مجرد عودته إلى مصر.. ولكن الرجل الكبير لم يتأثر فقد غادر رئاسة الجامعة أو غادرته هى وهو نظيف تماماً لم يتلوث أو يلوث يده بالتزوير ومن حقه أن يفخر بتاريخه مثلما كان يفخر اللواء سيد فهمى، وزير الداخلية، بأنه أجرى انتخابات مجلس الشعب عام 1976 بنزاهة كاملة».

وهذا الأخير يذكرنا بانتخابات برلمانية كثيرة فى مصر كان يتم تزويرها بطريقة فجة حتى أننا نشرنا مقالاً فى جريدة «الشعب» يوم 21 أبريل 1987 بعنوان «تزوير.. اللهم ربنا أنزل علينا صاعقة من السماء».

وقد استجاب ونزلت الصاعقة فعلاً على نظام الحكم وأسقطته بثورة 25 يناير 2011، وكان من نتائجها إجراء الانتخابات البرلمانية الأخيرة بنزاهة كاملة والحمد لله.. والذكرى تنفع المؤمنين.