عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

إيه الحكاية؟!.. سؤال سألته إلى نفسي، وربما سأله كل مواطن مصرى مازال يشعر بالنخوة الوطنية، والحب، والخوف على مصريته ومصير بلاده، سؤال أصبح لسان حال المصريين، وهم يشاهدون يومياً شغل «فرش الملايات»، من إعلاميي فضائيات رجال الأعمال الذين طالما تظاهروا بأنهم الفئة الوحيدة التي تخاف على الوطن، وتفعل المستحيل من أجل الحفاظ عليه.. أي هراء هذا، وهل هذا إعلام وطني مسئول، جاء بعد ثورتين، لإعادة بناء دولة؟!.. أم جاء لتدمير كل أخلاقيات وتراث المصريين المعروفة بالشهامة والوطنية.

إن المواطن المصري البسيط أصبح بين فكي الرحى، بين إعلام أصبح يشوه الإحساس الوطني يومياً ببذاءات، واصطناع بطولات مزيفة لتنفيذ أجندات رجال الأعمال في الاستحواذ على عقول المصريين، وبين تليفزيون دولة أصبح طريح الفراش، ولا يقوى حتى على النهوض بمسئولياته، بفعل سياسة العواجيز التى يتبناها، ولا يزال يغوص فيها، مثله مثل حال مؤسسات الدولة التي شاخت على الفساد والمحسوبية، التي تحولت إلى جسد هزيل، لا يجدي فيه حتى فيتامينات أو جرعات التنشيط، ولن يقوم مرة أخرى إلا بثورة على عشش الدبابير، الذين يريدونه أن يبقى جسداً منهكاً دون حراك، لكي ينهبوا الوسية التى تحولت إلى تكايا لنهب ما تبقى فيها من أصول وخبرات لصالح من يدفع أكثر!

يا سادة ماذا يفعل مشاهد وهو يرى مذيعاً يقول لنفسه «أنا حمار.. أيوه أنا حمار.. هات يا واد ربطة البرسيم؟!»، وماذايفعل المصريون وهم يشاهدون مقدمي برامج يتراشقون بالألفاظ على طريقة «فرش الملايات»، وكأنهم في زنقة الستات، هذا بخلاف بهوات السبوبة الذين يطلون يومياً على المشاهد لتلقينه كيف يكون وطنياً ومضحياً من أجل الوطن، وأن يتعرى من أجل الوطن، وأن يربط الحزام من أجل الوطن، وأن يجوع هو وأطفاله من أجل حب الوطن، وهم يتقاضون الملايين سنوياً من دم أبناء الوطن.

إن إعلام فضائيات رجال الأعمال هو نفسه سينما السبكي التى تنخر فى عقول شبابنا، بدعوى حرية الإعلام، التى لا تزال الدولة عاجزة عن إيقاف هذه النوعيات التى خربت الذوق العام، وزرعت العنف والجريمة فى عقول الكبار والصغار، حتى تحول الشارع المصري إلى بانوراما من العنف والتحرش بسبب إعلام أوكا وأورتيجا.. يا سادة إن الوضع خطير، ولا يقاس تحضر أي دولة هذه الأيام إلا بوجود إعلام هادف مسئول له رسالة، وبرنامج، ومنهج.. إعلام لتطهير العقول من دنس التلقين المشوه، وانعدام الأخلاقيات والتصفيق، والتلفيق، إعلام ينهض بوطن ويبني عقولاً على الذوق الرفيع، وحب الوطن، وحب النظام والعمل.

إننا بحاجة إلى ميثاق شرف إعلامي وصحفي غير مكتوب على ورق، ولكنه التزام أخلاقي قبل أن يكون إلزاماً تشريعياً، التزام بتطهير الإعلام، وتعهد رئاسي ببناء إعلام وطني حر ومسئول في ذات الوقت، لكي نستطيع أن ننهض بالدولة، بدلاً من أن تغرق في وحل التخلف والعهر الإعلامي، والهبوط المتدني للذوق العام، الذي لن يستفيد منه سوى أصحاب السبوبة، ورافعو لواء السح الدح إمبو.

 

[email protected]