رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل تصدق يا عزيزي القارئ، ان الاب يوما يقتل ابنه؟؟ من الجائز ان يقتل الابن أباه، انما ان يقتل الأب ابنه، فهذا امر نادر الوجود إن لم يكن مستحيلا.

معروف ان جماعة الاخوان المسلمين، في الأصل كانت صنيعة انجليزية، ابان الاستعمار البريطاني علي مصر . لقد اوجد الانجليز جماعة الاخوان المسلمين - آنذاك - في مصر، ثم توارثها الامريكان بعد جلاء إنجلترا عن مصر . وسواء كان الانجليز او الامريكان، فكلاهما اتفقا علي استغلال الاخوان المسلمين، ليكونا عونا وسندا لهم في منطقة الشرق الاوسط - إذا ما لزم الأمر  - لتحقيق مصالحهم ومصالح اسرائيل.

ولمن لا يعلم، فإن نشأة الاخوان المسلمين في مصر كانت علي ايدي المستعمر الانجليزي. فبعد ان شعر الانجليزي ان الشعب المصري بدأ يفيق من غشاوته، في ثورة 1919 بقيادة زعيم الامة سعد زغلول. منذ هذا التاريخ، بعد ان بدأ الشعب المصري يطالب بحقوقه في الجلاء والدستور، عقد الانجليز العزم علي ايجاد من يعاونهم في الوقوف امام ثورة الشعب. من هنا كانت بداية الاخوان المسلمين، فتم تشكيل الجماعة في عام 1928 بمعاونة المستعمر الانجليزي، لكي يقفوا ضد صحوة الشعب المصري.

منذ هذا التاريخ، بدأ الاخوان في الانتشار داخل المجتمع المصري باسم الدين، وظل الحال علي ما هو عليه الي ان تم جلاء الانجليز من مصر . وبعد الجلاء، بدأت امريكا تحل محل المستعمر الانجليزي في مصر عن طريق التواجد الاقتصادي، ومنذ ذلك الوقت عمل الامريكان علي تقوية علاقاتهم مع الاخوان المسلمين، ثم دارت الدوائر وتغيرت الاحداث في مصر، فكان النظام تارة يبقي عليهم وتارة اخري يعمل علي ابعادهم عن مصر.

وطوال هذه الحقبة الزمنية، تمركز اغلب قيادات الاخوان المسلمين في إنجلترا، باعتبارها البلد الام بالنسبة لهم، واقاموا فيها العديد من الانشطة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، هذا كما انتشر بعض منهم في العديد من الدول الأوروبية الأخرى. وفي هذه الفترة وطد الاخوان المسلمين علاقتهم مع انجلترا وباقي الدول الأوروبية وكذا الامريكان حتي اصبح الاخوان هم الساعد الأيمن لهم في منطقة الشرق الأوسط.

فهل تتصور يا عزيزي القارئ - بعد كل هذا التاريخ الطويل - أن الانجليز يمكن أن يكنوا يوما العداء للإخوان المسلمين ؟؟ التقرير الاخير الذي أذاعه السيد ديفيد كاميرون رئيس وزراء انجلترا، كان مائعا، تارة يدعي ان الاخوان المسلمين لهم علاقة بالإرهاب والارهابيين ولهم اعمال مرتبطة معهم، الا انه في ذات الوقت يرفض الاقرار باعتبار تلك الجماعة ارهابية، كما يرفض منع اي منهم من مزاولة الانشطة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في انجلترا.

انا لا اصدق ابدا ان الانجليز او الامريكان سيقفان يوما موقف العداء من الاخوان المسلمين . الانجليز والامريكان مازالا في حاجة الي تلك الجماعة، لتعاونهم في تنفيذ مخططهم المسموم في منطقة الشرق الاوسط، مخططهم الرامي الي تفتيت وتقسيم ودمار المنطقة. الانجليز والامريكان واسرائيل والاخوان المسلمين كلهم من عجينة واحدة، وقد اتفقوا جميعا علي تدمير وتخريب منطقة الشرق الاوسط، فقد قطعوا جميعا في ذلك شوطا لا بأس به، ولا يتصور ابدا انهم سيتخلون عن مخططهم بهذه السرعة، خاصة أن تنظيم داعش البديل لم يقف بعد علي قدميه في منطقة الشرق الأوسط.

لا تصدق عزيزي القارئ الانجليز او الأمريكان، فهم جميعا لهم مصالح واطماع مشتركة في منطقة الشرق الأوسط، وهم الآن يحاولون تفتيت وتدمير وتخريب المنطقة، بمعاونة المتشددين الاسلاميين ... لا تصدقوهم وتذكروا قول شاعرنا الكبير، أحمد شوقي أمير الشعراء:

برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين .. يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين

ويقول الحمد لله إله العالمين .. يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبين

وازهدوا فإن العيش عيش الزاهدين .. واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا

فأتى الديك رسولا من إمام الناسكين .. عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا

فأجاب الديك عذرا يا أضل المهتدين .. بلغ الثعلب عني عن جدودي الصالحين

عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعين .. أنهم قالوا وخير القول قول العارفين

مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا

وتحيا مصر..  تحيا مصر.. تحيا مصر.