رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قرر مجلس الوزراء الذي اجتمع هذا الاسبوع زيادة الضرائب علي السينما، يا خبر مهبب، ضرائب تاني؟ في الوقت الذي ينسحب فيه كل الفن المصري من الساحة العربية وتضرب صناعة مهمة؟ وفي الوقت الذي تتغلل في المجتمع الجماعات الرجعية التي تفرز الجماعات الإرهابية وفي الوقت الذي يتم فيه تقسيم المجتمع المصري الي مسلم ومسيحي وسني وشيعي وفلول وإخوان والي ينارجية وسيساوية، يتم ضرب أهم أداة ثقافية وفنية لتوحيد وتجميع الشعب المصري علي أهداف وطنية وانسانية راقية.

يابشمهندس يا رئيس الوزراء السينما ليست «كباريه» انها فن رفيع وتجارة وصناعة.

انها ليست مجرد راقصة واغنية ومجموعة مهرجين يقدمون حكايات وهي ليست صناعة عادية نصدرها أو يحتاجها البلد مثل صناعة السماد أو الكيماويات أو النسيج لها شق واحد هو بيع وشراء بل هي أخطر وأجل صناعة قائمة علي الإبداع، وهي خير سفير للبلد وخير دعاية ومن افضل الوسائل وأسرعها لنشر ثقافة البلد، لقد كانت السينما المصرية الفرخة التي تبيض البيضة الذهب قائمة علي الإبداع الإنساني وفن يمتع الجماهير فن يمتع الملايين وثقافة وصناعة يعمل فيها الآلاف وتجارة راقية عابرة للقارات وسفير فوق العادة لا يحتاج الي تقديم أوراق اعتماده لدي أي سفارة.

 ولكن للاسف فمنذ يوليو ٥٢ حتي الآن؟ تعرضت السينما المصرية لظروف صعبة ونظرات مضرة وقاصرة من القائمين علي الحكم في مصر، وبالرغم من أن ثورة يوليو آمنت بخطورتها وتأثيرها الشديد علي الجماهير فوقعت في غرامها فأدخلتها بيت الطاعة وأممت كل وسائل الإنتاج من استوديوهات ومعامل وسينمات ولكن احيانا كثير من الحب يؤدي الي الوفاة أو العجز؟ وقد كان بالفعل، فقد استنزفها القائمون عليها حتي تعرضت للإفلاس، حقيقة تم إنتاج عظيمة وجميلة في تلك الفترة ولكن الصناعة ليست أفلاما، بل هي منظومة متكاملة كانت قد ضربت في مقتل؟ ثم جاء عصر الانفتاح بقيمة التي أعلت قيمة الربح الرسيع والفهلوة والبضائع المغشوشة!! فكانت افلام المقاولات التي انتجها تجار مغامرون لا يمتون للسينما بصلة ورأس المال الخليجي الذي كان ينمو في مجال السينما والاعلام، ثم تعرضت لكل انواع التهميش والازدراد والسحق، حيث تخلت الدولة عن أصولها تماما وأبعدتها عن مكانها الطبيعي وهو وزارة الثقافة وشردتها بين السياحة والتجارة والصناعة؟ وأحلت دمها لتصبح هدفا للجماعات السلفية والمتأسلمين الجدد يهاجمونها بشراسة ويتهمونها بالفحش والخروج علي الآداب! وفي أحيان وصفوها بالخروج علي الدين، حتي فزعت وارتعدت الأجيال الجديدة من السينمائيين انفسهم فكان اختراع مصطلح السينما النظيفة السخيف الذي يدين تراث السينما الجميل الرائع الذي قام علي أكتاف الممثلين والمغنين والراقصات العظام والمخرجين والمؤلفين الدارسين الذين رغم ثقافتهم الرفيعة لم يتعالوا علي جماهيرهم وظروف شعبهم فقدموا لهم أفلاما تجارية وطنية لطيفة وبسيطة تعطي للمتفرج المتعة والسعادة الراقية في نفس الوقت عميقة وغير مسفة.

وكانت السبب الأساسي في انتشار اللهجة المصرية والثقافة المصرية في كل المنطقة العربية، ولكن للأسف في الوقت الذي تعاني فيه السينما المصرية من كل ما حدث لها وفي الوقت الذي يغلب علي السوق المصري نوع وحيد من الأفلام وبدلا من أن تعمل الدولة علي محاولة إحياء السينما المصرية برفع كافة أنواع الضرائب التي تكبلها، تفرض ضرائب مرة أخري؟ «فياللهول» علي رأي يوسف وهبي.