رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لن تكون جريمة ملهى العجوزة التى راح ضحيتها 18 شخصًا اختنقوا جميعا.. هى الأخيرة فى ظل فوضى الملاهى والمقاهى والمطاعم القائمة بدون تراخيص تحت سمع وبصر مسئولى الأحياء والمحافظين.. وأيضًا فى ظل انتشار أعمال بلطجة وفرض اتاوات بالقوة.

مئات الملاهى والمقاهى والمطاعم تعمل بلا تراخيص وفى أحياء راقية كمصر الجديدة ومدينة نصر والعجوزة وغيرها.. وكلها تحت أعين مسئولى المحليات التى يعشش فيها الفساد.

ادارات الأحياء لا تقوم بإصدار تراخيص لتلك المقاهى والمطاعم.. حتى يظل باب الرشاوى والفساد مفتوحًا.. ومن يغضب عليه المسئولون بالمحليات ترفع المعاول وتهدم المخالفات ويغلق مطعمه أو مقهاه.. فالسماح بالبقاء أو الاغلاق على المزاج والكيف.

الحكومة تدرك تمامًا ان المطاعم والمقاهى غير المرخصة تضم آلاف العاملين من الشباب وخريجى الجامعات فى ظل آفة البطالة القاتلة.. ورغم ذلك تترك مصير هؤلاء فى مهب الريح لأن أماكن عملهم معرضة للاغلاق فى أى وقت..

أما الملاهى العشوائية والتى تستقبل زبائن من الرجال والنساء والفتيات وتعمل ليلا حتى الصباح وتثير إزعاج السكان.. فإنها تستقبل أيضًا بلطجية ومدمنى مخدرات ولصوصًا باحثين عن سهرة حمراء و فسق ودعارة.. وهذه الدكاكين التى تضم عاهرات تفرض عليها اتاوات من بلطجية.. ومن لم يدفع يتعرض لأعمال عنف وعدوان وحرق بالنار.. ومن يمنع من دخول الملهى أو يحرم من السهرة الحمراء فمصيره الهلاك.. أو تنتظره ماء النار.. ودمار ملهاه.

مجال الملاهى الليلية.. يمثل خطرًا على رواده.. والعاملين فيه.. وقد يضطر بعض الشباب المحتاج الباحث عن لقمة العيش ان يقبل العمل فى تلك الأماكن على مضض لأن أبواب العمل الذى يوفر له الآمان مغلقة.. فليس كل من يعمل فى ملهى أو أحد دكاكين الليل «فاجرًا أو فاسقًا» لأن هناك المحتاج أو المضطر والمجبر الباحث عن مصدر للانفاق على أولاده أو أمه المريضة.. رغم كراهيته لهذا النوع من العمل..

فالبطالة تدفع بعض المحتاجين لقبول أعمال يرفضونها.. وقد يقبلون تلك الأعمال من وراء ظهر عائلاتهم.. أو بعيدًا عن عيون جيرانهم.. ولكنها ظروف الحياة القاسية.. لذلك اغضبتنى نبرة شماتة بعض الأصوات فى ضحايا ملهى العجوزة الذى أحرقه البلطجية بكل ما بداخله من مذنبين وأبرياء..

الفساد.. وغياب الرقابة.. والبلطجة.. كلها أسباب تؤدى لمثل هذه الحوادث الاجرامية التى يسفر عنها ضحايا..

قد يرى البعض ان الشرطة مشغولة فى مكافحة الإرهاب وتعقب المجرمين.. ولكن أوكار ودكاكين السهرات الليلية الحمراء التى تعد ملتقى للمجرمين والفاسدين والبلطجية وتجار المخدرات تمثل خطرا.. مكافحته واجبة وحتمية على رجال شرطة السياحة والآداب..والبحث الجنائى.

كيف تسمح الأجهزة المعنية.. للملاهى الليلية غير المرخصة بالعمل ومزاولة نشاط واستقبال زبائن فى أماكن لا تتوافر بها عناصر الآمان.. ويمكن ان يتحول كل من بداخلها إلى جثث بزجاجة مولوتوف أو عود كبريت..؟!

إنها العشوائية والفساد والفوضى والبلطجة..