رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يؤلمني كثيرا أن أرى الناس تتفرق يأساً وينتاب أغلبهم الإحباط.. خاصة الشباب الذين هم عماد الأمة وعمود الخيمة الرئيسي فيها.. ولقد سألت وبحثت عن سبب هذا الذي يحدث للناس. الناس العاديين وهم الغالبية العظمى من أبناء الشعب المصري الصابر. فوجدت أن الأمل تضاءل في نفوسهم لأسباب مهمة معلومة للجميع.. أولها عدم أخذ حقوق شهدائهم من الأبناء والشباب الذين قتلوا، أو استشهدوا، سميها كما تشاء على أيدي المجرمين من إرهابيي الإخوان.. وهم يرون كما يرى الجميع أن رؤساء الفتن ينعمون بالعيش في السجون دون أن يمسهم سوء.. وأن من صدر ضدهم أحكام بالإعدام كمرسي والمرشد وغيرهما لم ينفذ منها شىء.. وما هي إلا أحكام على الورق.. في حين نفذوا هم وأتباعهم وأذنابهم وعشيرتهم أحكام الإعدام على الشباب من أبناء الطبقات البسيطة ممن يجندون في الشرطة أو الجيش بدم بارد في مواقع ومواقف عديدة.. ولا يزالون يمارسون ذلك إذا ما أتيحت لهم الفرصة .. وهم في جلسات محاكماتهم يشيرون بعلامة رابعة مبتسمين في استهانة وكأنهم يخرجون ألسنتهم للناس ساخرين غير عابئين..

الأمر الثاني الذي يحبط الناس.. وأقصد بالناس.. جموع الشعب المصري البسيط التي تتعدى ثمانين في المائة من عموم المصريين، أن الأمور لم تتغير في شىء بخصوص الأموال والأراضي والمصانع وغيرها التي نهبت أو لطشت في العهد الفاسد لحسنى مبارك وأن أياً من هذه الأموال الضخمة.. سواء المهربة منها إلي الخارج أو المتواجدة في الداخل في صورة عقارات وأراضٍ ومنشآت ومصانع وغيرها.. هي.. هي.. لم تستطع الدولة أن تسترد منها شيئاً لصالح الشعب الذي يئن تحت وطأة الفقر والغلاء والمعاناة والبطالة وغيرها الكثير.. ورغم الترغيب والترهيب من بعض المسئولين وآخرهم وزير العدل لمحاولة استرداد هذه الأموال المنهوبة من الشعب.. فإن أحداً منهم لم يحرك ساكنا.. ومازال استنزاف المصريين قائماً حتى اليوم وهو ما أكدته المسئولة السويسرية عن أن أموال تتدفق على بنوك سويسرا في الشهور الماضية من البعض بالمليارات..

سيدي الرئيس: إن عزوف الشباب عن خوض انتخابات مجلس النواب في مرحلته الأولى والإحباط الذي يسود المجتمع لعدم الإحساس بأن شيئا ما لم يتغير للأفضل.. شىء خطر ويدعو للقلق.. إن الناس قد لا يهمها كثيرا تلك المشاريع التي تتداولها وسائل الإعلام بإقامة عاصمة جديدة أو مدينة جديدة بالساحل.. وقد لا يهمها كثيراً السفريات المهمة الكثيرة التي تقوم بها هنا وهناك لدول مهمة رغم أهميتها.. ولكن الناس يهمهم في المقام الأول أن يروا الظلم يرفع عن كاهلهم وأن يروا الإنصاف يعود إليهم.. وان تبرد دماء أبنائهم في مقابرهم عندما يقتص لهم.. وأن يجدوا لقمة العيش الطيبة في متناول أياديهم.. وأن يجدوا العلاج لأمراضهم المزمنة وغير المزمنة في مستشفيات الدولة إما بالمجان أو بأجور يقدرون عليها.. وأن يجدوا لِأولادهم وبناتهم الخريجين وظيفة يعيشون منها ويبدأون بها حياتهم العملية.. الناس في معاناة وهم يضعون كل أحلامهم وطموحاتهم على شخصك منذ وقفت إلى جانبهم ضد الخونة الذين اختطفوا الوطن في غفلة من الزمن القبيح.. سيدي الرئيس.. لقد كنت كتبت مقالا في هذه الجريدة بتاريخ 16/10/2013 بعنوان «نريد بطلا قوميا» وكنت أنت البطل الذي ناديت به وبررت في المقال طلبي باختيارك لتقود سفينة الوطن التي كانت «غارقة» في طين البئر وكانت عناية الله معك وانتشلت السفينة من الطين وأخرجتها إلى بر الأمان.. صعاب كثيرة قابلتك.. وكنت لها.. لكن السفينة مازالت متوقفة.. نريدها أن تسير.. أن تمضي.. أن تعبر من شاطئ إلى آخر أكثر رحابة واتساعا وخيرا.. ولن تتحرك السفينة وتمضي وتعبر بك إلا إذا كان الناس.. كل الناس الحقيقيين من حولك وخلفك يدفعونها للأمام معك.. ولن يتحقق ذلك أيضا إلا إذا التحمت بهم وحققت لهم ما حلموا به معك..