رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معذور الشعب المصري، في تخلفه عن الحضور للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الحالية. صحيح ان المرحلة الثانية كانت أفضل من المرحلة الاولي، انما في حقيقة الأمر أغلب شعب مصر لا يعرف شيئاً عن الانتخابات، باعتبار انها المرآة الحقيقية للديمقراطية.

هل تتذكر يا عزيزي القارئ، وقت ان كانت نتائج الانتخابات تعلن - في الماضي - بفوز الرؤساء السابقين بنسبة 99.9%؟؟ أتذكر - آن ذاك – ان نسبة الحضور، كانت تدور حول 90 %، سواء بالنسبة للانتخابات الرئاسية، أم الانتخابات النيابية، أو حتي المحليات. في الماضي، وعلي مر ما يقرب من ستين عاما، لم يكن في مصر انتخابات أو ديمقراطية حقيقية. آن ذاك، كانت الانتخابات يتم تزويرها بمعرفة الحكومة وأعوانها.

الشعب - في الماضي - كان يجلس في بيته يأكل ويشرب، والحكومة كانت تختار نيابة عنه المرشحين، سواء الرؤساء أم أعضاء المجالس البرلمانية او حتي المحلية، حتي الاستفتاءات كانت أيضا محلا للتلاعب والتزوير. في الماضي كان التزوير مفضوحا ورائحته تزكم الأنوف، لدرجة ان الشعب اعتاد علي أن الحكومة هي التي تختار نيابة عنه مرشحيه. هكذا، عزف الناخبون عن الذهاب لصناديق الاقتراع، وظل الناخب إما في بيته يشرب الشاي، أو علي المقهى يلعب الطولة، أم في النادي يتسامر.

معذور شعب مصر، لعدم اقباله اقبالا جديا علي صناديق الانتخابات البرلمانية الحالية، فمازال الشعب يظن ان الحكومة – كعادتها – ستتولى نيابة عنه اختيار مرشحيه في البرلمان. ثقة الشعب في الحكومة مازالت مفقودة فيما يخص الانتخابات أو الاستفتاءات. الشعب المصري لم يفطن بعد، أنه قد آن الأوان لكي يقول كلمته، باعتبار أنه هو صاحب الكلمة الاولي والاخيرة في اختيار من يمثله.

من هنا، يمكن القول، إن الانتخابات البرلمانية كانت في مرحلتها الثانية افضل من المرحلة الأولي، لعودة ثقة الشعب في الحكومة، بعد أن شعر ان الكلمة في اختيار من يمثله هي كلمته . لقد كانت الانتخابات البرلمانية بحق غاية في الشفافية والنزاهة والصدق، سواء في مرحلتها الاولي أم المرحلة الثانية، فلم يكن في تلك الانتخابات أي تدخل من جهة الحكومة أو أعوانها، وهذا وحده مكسب كبير، سوف يدفع جموع الناخبين مستقبلا للحضور الي صناديق الاقتراع.

الشعب المصري - لأول مرة في تاريخنا المعاصر - يري بنفسه ويسمع ويقرأ عن انتخابات نزيهة وحرة مائة بالمائة. لقد أحس الشعب فعلا، انه قد بدأ تطبيق الديمقراطية الحقة في مصر، بعد أن شعر بنفسه أنه هو صاحب الكلمة الاولي والأخيرة في اختيار من يمثله. وهذا في الحقيقة لب الديمقراطية الحقة، فالديمقراطية كما عرفناها هي (أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، عن طريق اختيار حكامه في انتخابات حرة نزيهة)، وهذا هو ما حدث في الانتخابات البرلمانية، سواء في مرحلتها الاولي ام المرحلة الثانية.

لعن الله من تسبب - في الماضي - في إعلان نتائج الانتخابات بهذه الأرقام المفضوحة، التي أقنعت شعبنا ان الانتخابات في مصر هزلية، لا تمت للجدية بشيء، ولا علاقة لها بالديمقراطية. منذ هذا التاريخ قاطع الشعب المصري الانتخابات، ولم يذهب للانتخابات إلا لخشيته من توقيع العقاب بسبب عدم الحضور. لقد آن الأوان لممارسة الديمقراطية الحقة في مصر، وسوف تعود – بإذن الله – الثقة رويدا رويدا بين الشعب والحكومة مستقبلا.

الانتخابات الحالية كانت بحق مرآة حقيقية للتعبير عن إرادة الشعب المصري، صحيح انه قد حدثت بعض المآخذ والشوائب في المرحلتين الأولي والثانية، كإعطاء الرشاوي لبعض الناخبين واستغلال المال السياسي في شراء الأصوات، مثل هذه الأمور – مع الوقت - سوف تتلاشي إلي أن تنتهي تماما، خاصة وأن شعبنا فقير ومحدود العلم والثقافة، ويسهل التأثير عليه بأي عطية.

وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.