رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

هل أنت إنسان طبيعى إذا ما هدمت بيتك بنفسك، ووقفت على أطلاله شامتاً في انهياره، هل أنت إنسان سوى إذا ما أصاب زلزال بيتك بشروخ، ووقفت تتفرج عليه مهللاً، أو متجاهلاً، أو حتى صامتاً منتظراً لحظة سقوطه، هل أنت إنسان على فطرة الله الطبيعية إذا ما هاجم أحد بيتك ووقفت تراقبه لا تحرك ساكناً، فى انتظار أن يحطم باب أمنك، ويدخل إلى غرفة نومك، وينتزعك منها ويلقى بك على الرصيف ليتمتع هو بملكك ويتنعم بمالك فتصير بلا بيت أو وطن، لا.. لا والله لست إنساناً، ولا حتى حيواناً ولا أشر مخلوقات الله بأساً، حتى القط يدافع عن بيته والفأر عن جحره، ولا أقول الأسد يدافع عن عرينه، وأنتم أيها الشامتون فى مصر لم تستحقوا أن تكون فئراناً تنتنظركم مصائد الأعداء الذين تحلمون بهم لاحتلال مصر أو التدخل فيها لإسقاط النظام الذى تزعمون أنه يسير ببلدنا إلى الخراب.

ما هذه الشماتة المقيتة فى حادث الطائرة الروسية واهتزاز السياحة فى مصر والتى يعيش على دخلها أكثر من 4 ملايين مصرى فى شتى القطاعات اللصيقة بالسياحة، ما هذا التغنى بالخراب والدمار والانهيار الاقتصادى، وكأنكم أيهاً الشامتون بمنأى عن أى أضرار اقتصادية تصيب الوطن، أو علكم تعتمدون على إمدادات الليرات والريالات والدولارات القادمة من بلدان تخطط لخرابنا وتنتظر سقوطنا للتكسب من بيع أطلالنا، هل تعتقدون أى هزة سياحية أو اقتصادية يمكن أن تسقط الدولة، هل تصورتم مصيركم لحظة أيها الخائنون الجاهلون الحاقدون إذا ما سقطت مصر لا قدر الله، أو شابتها الفوضى التى تحلمون بها، هل رأيتم بعين خيالكم المريض مصير 90 مليون نسمة إذا ما غاب الأمن وعم اللاسلم، وانتشر الفقر والجوع واقتتلنا فى الشوارع على لقمة العيش، أو قتلنا على يد الأغراب تحت مزاعم التدخل الإنقاذ، هل تصورتم مصير شعوب ودول عربية تستمد قوتها وعظمة وجودها من قوة مصر ومن صمودها كرمانة ميزان فى قلب العالم العربى.

هل وضعتم سيناريوهات المستقبل الأسود لأعظم بلد صدر حضارته القديمة إلى الغرب وصدر ثورات التحرر إلى كل دول العرب، وصدر إليهم العلم والتعليم والثقافة والتقدم حتى علا شأنهم على أكتاف أبنائنا، إذا ما أصابه العطب وتعثر وسقط فى براثن الإرهاب منكم أيها الخونة ومن أعوانكم ومموليكم بالخارج، لا والله لم تفكروا لحظة فى المستقبل، بل تفكرون كيف تملأون جيوبكم بالمال الحرام لذبح الوطن وهو لا يزال يقاوم للخروج من غرفة الإنعاش، وتصدقون وعود أعداء الوطن بالمناصب والمراكز السياسية إذا ما سقطت الدولة أو النظام، ولا تعلمون أنكم ستكونون أول الضحايا لمن يشترونكم الآن بالمال، فمن يخون وطنه لا يمكن أن يؤتمن على أى حال، تشمتون وتفرحون وتدقون طبول الحرب فى الداخل والخارج، فى الوقت الذى يسعى فيه شرفاء البلد بكل الفئات حتى الفقيرة المعدمة إلى إنقاذها من العثرة، لأنهم يدركون بفطرتهم السوية أنه لا وطن لهم غير هذا الوطن، ولو ضاع الوطن أى كانت أوضاعه الآن لضاعوا.

هؤلاء المصريون الشرفاء الذين انطلقوا فى مبادرات شخصية أو جماعية لإطلاق نداءات لتشجيع السياحة فى مصر من بحرى لقبلى، بل والله من الشباب البسطاء من كونوا رحلات فيما بينهم ومن خلال مصروف جيوبهم البسيط للسفر لشرم الشيخ، رافعين علم مصر، ليثبتوا للعالم أن مصر آمنة، وأن حادث الطائرة الروسية ليس إلا مؤامرة، سترتد طعنتها لمن صنعها، وهؤلاء النساء اللاتى تجمعن بمبادرات ودعوات شخصية، الميسرات منهن قمن بدعوة أخريات على نفقتهن «اه والله حقيقى» وانطلقن فى سياراتهن الخاصة إلى شرم الشيخ لتعمير الفنادق والشواطئ، هؤلاء الإعلاميون.. الفنانون رجالات المال والأعمال.. وغيرهم الكثير من كل فئات وطبقات الشعب الذين تحركوا إلى شرم الشيخ فى مظاهرة حب ودعم للوطن ليقولوا لمصر «وعكة وتعدى يا غالية فى قلوبنا».

هؤلاء الشرفاء الذين انطلقوا قبل أيام على المركبة «كريستال» فى قلب نيل مصر الخالد فى مؤتمر اعتبروه فاتحة سلسلة مؤتمرات قادمة تحت شعار «مصر فى قلوبنا»، وتجمع بالمؤتمر العشرات من شركات السياحة وممثلون فى مجالات الفندقة والمطار والموانئ وغرفة السياحة ورجالات مال وأعمال واستثمار وغيرهم، لفيف من عشاق مصر نجح منسق المؤتمر الخبير السياحى محمد مطر فى جمعهم لإطلاق خطط رائعة لتشجيع السياحة، ليس فقط السياحة الداخلية والتى لا يمكن أن نعول عليها كبديل لجذب السياح من الخارج، وانطلقت فى المؤتمر الأفكار الرائعة والتى أتمنى شخصياً أن تتحقق بسرعة لنشيط السياحة، وتنظيم رحلات جماعية بأسعار مخفضة جداً، والانطلاق فى ليالى سياحية فى أوروبا والدول العربية للتأكيد على تمتع مصر بالأمن والأمان، والتعريف بالأماكن والعروض السخية للسياحة فى هذا الإطار، والليالى السياحية فى الخارج مطلب يجب أن تواصل وزارة السياحة فى تنفيذ بقوة واستمرارية لأهميته.

أقسم بحبى لك يا غالية، ستتجاوزين هذه الوعكة كما سبق وتجاوزت آلاف الوعكات، نعم ستتجاوزيها بأيادى الوطنيين المخلصين لها العاشقين لنيلها وترابها، الحامين لحدودها وأمنها، فمصر ستبقى تاج العلا فى مفرق الشرق فلو قدر الإله مماتها لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدها.

 

غنوة:

مصر يا أمة يا سفينة مهما كان البحر عاتى فلاحينك ملاحينك يزعقوا للريح تواتى، ده أنتى بلاد طيبة وقريبة وحبيبة ده أنتى أمل وحياة وقت الخطر أمى وبتحملى همى وحضنك دفا وأمان.

 

[email protected]