رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

يا جنود يا مصر.. يا خير شهداء الأرض..

أسعد الله اوقاتكم في جنة السماء كما اسعدتمونا في مصر.. جنة الله على الأرض..

 افتديتم أرواحنا بدمائكم، وضحيتم بحياتكم لنحيا، وحرمتم أنفسكم من سعادة امهاتكم وآبائكم وأبنائكم، لنسعد نحن بأمهاتنا وآبائنا وأبنائنا.. واستغنيتم عن حلاوة الحياة لتخليص مصركم من مرارة المؤامرات، وأعطيتمونا درسا عمليا في كيفية عشق الوطن بالأفعال.. لا بالأقوال ولا بكتابة «بوستات» أو «كومينتات» لقتل الوقت التافه على المقهى الافتراضي «الفيسبوك»!!

يا أبناء جنود العبور العظيم، ان ما انجزتموه في سيناء معجزة ثانية، بعد الأولى في أكتوبر 73. وان ما حققتموه في سيناء الله المقدسة.. عجزت عن تحقيقه دولا كبيرة في بلاد صغيرة !!

وإن ما فعلتموه، عن رضا وايمان، سرى كشعاع يصل السماء بالبقعة الطاهرة على الأرض، ومكان التجلي الفريد للعلي القدير للكليم موسي، وكان بمثابة رسالة محبة جديدة تتنزل علي سيناء الممر الآمن للام العذراء وطفلها يسوع المسيح..!!

أيها الجندي الشهيد .. سلام عليك يوم قاتلت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا، وهنيئا لك ان تكون اول العابرين على ارض مصر مع الأنبياء والصديقين الى جنة الله.. فمن مصر بدأ الايمان بالله وفي مصر ينتهي الكفر بالأوطان!!

إن «حق الشهيد « ليست مجرد معركة، لاستعادة ارض حاولت مجموعة من العملاء والخونة، اغتصابها، او مواجهة لفكر متطرف ومتعصب، ولكنها حرب لإنقاذ حضارة الأمة المصرية، وحماية تاريخها، وثقافتها من مؤامرات طمس الهوية المصرية.

وأن «حق الشهيد».. علامة بارزة في تاريخ العسكرية المصرية.. ولن أبالغ إن قلت علامة بارزة في تاريخ جيوش العالم.. فخلال الخمسين عاما الماضية لم يستطع جيش واحد ان يدخل معركة ويحسمها لصالحه مثلما فعل الجيش المصري في حرب أكتوبر ثم في عملية «حق الشهيد».. أمريكا خسرت معركتها في فيتنام وانسحبت ذليلة ومهزومة، حتى النصر الذى توهمت انها حققته في العراق.. كان بطعم الهزيمة وخرجت بمهانة وبخسارة اكبر عدد من جنودها، ونفس الشيء في أفغانستان حيث لم تتمكن حتى الآن ان تحسم المعركة لصالحها ضد طالبان او القاعدة.. وكذلك إسرائيل وايران وكل دول أوروبا.. لم تتمكن جيوشها ان تحسم معاركها أو تحقق اطماعها او تتخلص من اعدائها.. بل ان جيوش هذه الدول جميعها.. إما خرجت مهزومة او مازالت عالقة في حروب لا تستطيع ان تنهيها.. هو الجيش المصري، لوحده، الذى استطاع ذلك.. ليس لأنه جيش من الالهة او منزّل من عند الله او ان الملائكة تحارب معه.. ولكن لأنه جيش لا يعتدى على الشعوب، ولا يشن الحروب لاحتلال ارض دول أخرى، ولا يقتل ولا يسفك دماء الأبرياء.. ولم يذكر التاريخ حادثة واحدة للجيش المصري أنه غزا أو فتح أو احتل دولة طمعا في ثرواتها، فهو من الجيوش القليلة في العالم الذي لا يحارب الا للدفاع عن أرضه وليس للاستيلاء علي أرض الغير!!

ولمن لا يعرف، أو يجهل، حقيقة، ومعنى، وقيمة ما يجرى في عملية «حق الشهيد».. فإنها بمثابة خطوة أولى لاستعادة قوة ومحورية الدور المصري في المنطقة والعالم، وأن الحضور المصري المؤثر في المنطقة والعالم، الذى خسرناه طوال الثلاثين عاما الماضية، آن له أن يعود، وأن نستعيده ليس فقط بالقوة الناعمة، من ثقافة وادب وفن، ولكن بالقوة العسكرية أيضا، لأن تسلل مئات الافراد المدربين، بكل هذا السلاح والمعدات العسكرية المتطورة وملايين الدولارات لم يكن من اجل نصرة الإسلام أو الأقصى وهذا الكلام العبيط.. ولكن من اجل سرقة حضارة هذا الشعب، وتشويه تاريخه العظيم، وسلب دوره السياسي.. ووقف ايه طموحات أو آمال في نهضة اقتصادية يتبعها بالضرورة نهوضا علميا وثقافيا ومعرفيا.. وأعطوني دولة واحدة في المنطقة، وكذلك في العالم، تريد للدولة المصرية أن تتقدم.. فهناك دول ينتابها الفزع والرعب وتأتيها كوابيس ستينات عبد الناصر، من احتمالية أن تتقدم مصر اقتصاديا، فالجميع، ولا استثنى الصديق منهم، يريدونها شقيقة كبيرة.. ولكن ضعيفة. ولهذا فإن عملية «حق الشهيد» هي عملية حق كل مصري!!

[email protected]