رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

لم تكن تنفض ما علق بثيابها من أتربة فحسب.. لكن صديقتي «رنا» كانت تهوي بيدها علي ساقها بقوة وعنف مزعج جعلني أسألها باستنكار «إيه يا بنتي انت بتضربي نفسك؟!»

فترقرقت عيناها بدموع الغضب واليأس.. أيوه.. أنا حاسة أني باتعاقب علشان معاقة.. «لا يمر أسبوع حتى وأسقط على الأرض بهذا «الجهاز اللعين» الذي لايعينني على رفع ساقي «المشلولة».. أنا مصدومة في ناس.. وحزينة على نفسي!

مسحت بيدي دموعها وقلت: احكيلي بس ايه اللي حصل؟

- حصل اني وقعت كالعادة من الاتوبيس وهذه المرة كدت افقد الوعي لأن رأسي ارتطم بالرصيف «السلم عالي» وما حدش كان بيساعدني! «الناس جري ليها إيه؟!

وتساءلت بغضب اين الاتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة طال انتظارنا لتطبيق الكود الهندسي وأنظمة الاتاحة المكانية في وسائل المواصلات وغيرها.

المشكلة ليست في المواصلات فقط بل في المباني أيضاً حتى المدارس والمساجد لاتراعي «اتاحة الاتاحة» واضافت الفتاة: امي كانت تضطر لحملي الى فصلي وأنا صغيرة لأن المدرسة لم تراع أن هناك اطفالاً معاقين حركياً وعندما كبرت لم أجد أي مكان مهيأ لاستقبالي وأنا على هذه الحالة.. فهل تعلمين أن قانون البناء يمنح فترة سماح للمباني القديمة لتعديلها هندسياً بقدر المستطاع بحيث تناسب الاشخاص ذوي الاعاقة.. لقد سبق وطالبنا أكثر من مرة وفي أكثر من مؤتمر ومناسبة ألا تمنح تراخيص المباني قبل التأكد من مطالبقتها للمواصفات وتوافر كود الاتاحة بها.. المشكلة الاكبر ليست في تشريع قوانين جديدة في هذا الشأن لأن القوانين الموجودة فعلاً تنص على حق ذوي الاعاقة وبخاصة «الحركية» منها في أكواد البناء هندسياً وفي الاتاحة المكانية لكنها غير مفعلة لأن ثقافة المجتمع «أصلاً» لا تعترف بهذا الحق وعلى سبيل المثال.. فمعظم محطات مترو الأنفاق لا يوجد بها مصاعد خاصة بالمعاقين وإن وجدت فهى معطلة ويتزاحم عليها الركاب من غير المعاقين ومقاعدنا في التوبيسات يزاحمنا فيها الجميع وأقسمت الشابة التي تسرب اليأس الى نفسها انها احياناً تظل واقفة مرتدية الجهاز امام مقعد مكتوب فوقه لافتة «كبار السن والمعاقين» دون أن يتنازل الراكب لتجلس..

تساءلت الفتاة بغض النظر عن الحق الذي يضيع أمام عيني وأعين كل المعاقين.. فهل هذه هى اخلاق المصريين؟! وهل هذه هى «جدعنة ولاد البلد»!!