رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما علة هذا الإقبال اللامسبوق نحو برلمان الأمة؟.. لاحظ الشعب المصري قاطبة تلك الظاهرة اللامسبوقة وهو يعايش ذلك الإقبال نحو الترشيح للبرلمان الآتي، زحمة في كل بقاع البلاد أمام المحاكم الابتدائية وكأنهم في سباق مع الزمن لتقديم مستندات ترشيحهم لذلك البرلمان الذي طال انتظاره، ومن كل الطبقات شباباً وشيوخاً ورجالاً ونساء جنباً إلي جنب ليستعد بإتمام مستنداته المطلوبة وتقديمها للقضاة المشرفين علي هذه العملية الانتخابية واللامسبوقة في مدلولها ومضمونها ومؤادها.

صفوفاً.. صفوفاً من كل حدب وصوب، من الجنوب وكل مدنه وقراه، ومن الشمال بكل طوائفه، نظرة ثاقبة مؤكدة لهذا الحماس نحو تقديم صورة حضارية لإثبات أن مصر بلد الحضارة قولاً تؤكده واقعات الحياة، تلك الحياة التي جاءت مع ثورة كبري قدم فيها الشهداء دماءهم الطاهرة لتكتب أمجاد وخلود لمصر في عصرها الماثل في عقد الزمن، وهذا الإقبال لم يأت من فراغ وإنما جاء أثر تخطيط قانوني وقضائي لتقديم مجلس نيابي عالي المقام، وها هي الأيام تثبت وبيقين أن «العقد قد اكتمل» وأن «شجرة الحرية والديمقراطية قد أتت ثمارها مؤكدة صدق القائمين علي تحريك دفة الحياة في مصر الجديدة».

هذه الظاهرة تدفعنا لأن نباركها، وفي الوقت نفسه لها وجه آخر لتوكيد نجاحها، وذلك يتعلق بجموع الناخبين أن يؤدوا دورهم ليكتمل البناء التشريعي وفيه حماية للقيم المتوارثة في طول البلاد وعرضها، أن يراعي كل ناخب وهو يدلي بصوته أنه بهذا الصوت إنما يبني وطناً جديداً في ثوب من الحرية قشيب، وفي ظل الديمقراطية الحسناء التي بدأت تطل من فوق عرشها ثابت الأركان لتغير طريق الحياة الحقة التي يستأهلها الشعب المصري الصبور ويتحقق معه «الحكمة الشعبية المتوارثة جيلاً بعد جيل» «صبرت ونلت»، وقد جاء بشير هذا المجلس النيابي ليؤكد هذا الموكب الذي بدأ يلقي بأنواره وأضوائه شعاب مصر قاطبة، ليؤكد وهذا حقاً وصدقاً «مصر تبني مستقبلاً جديداً ونواصل توكيد أن مصر أم الدنيا فعلاً وقولاً، وشهود ذلك، ذلك الإقدام المنقطع النظير لطرق بيت التشريع وحماية الدستور وحصانته».

كل هذا يشير تماماً إلي أهمية هذا المجلس الوليد، مخاطباً التطور الذي عانق كل نواحي الحياة، في شمولها وتوكيداً لدور مصر الحضاري الذي نباهي به بين الأمم.

كل اليقين أن البرلمان القادم سوف يحقق كل هذه الطموحات التي يناجيها الإنسان المصري المعاصر، فيكون جمالاً لأمته وهي «جمال له مقيم».

ومن هنا، كل شيء في الساحة المصرية في عليين، اكتمل مع الثورة التي قامت ببناء صرح جديد في حاضر هذه الأمة ومستقبلها، أثمرت الثورة دستوراً صاغه عقل مصري متوضئ بالعلم والإيمان، وتم انتخاب رئيس كله آمال لتحقيق «آمال كل المصريين، وجعل مصر كسابق عهدها علي جسر التاريخ» مصر العظمي، مصر الحضارة، مصر أم الدنيا، ولذلك وجب أن يعي الشعب المصري هذا التحول في المسيرة التاريخية لمصر المعاصرة، ويذهب أبناء الشعب مواكباً مواكباً لاختيار نواب الأمة بالعلم والإخلاق، وأن يعتبروا إن هي إلا الأمانة وعليهم حمل هذه الأمانة والقيام بالحفاظ عليها حتي يكتمل البناء، وينعم الشعب المصري بحياة تشريعية ودستورية، نتباهي بها بين الأمم وفي مصر فقهاء وأساتذة للقانون والدستور.

والله ولي التوفيق.