رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

زادها الأربعون بهاء فوق بهائها. تأثير الزمن علي ملامحها مغاير عما عهدناه في الوجوه. كلما تقدم بها العمر تزداد طفولة وبراءة.. في الوقت نفسه تزداد نضجاً وحكمة وجمالاً شكلاً وروحاً.. تذكرني بكلمات الشاعر الكبير محمود درويش فهي حقاً «سيدة تدخل الأربعين بكامل مشمشها» هي كرائحة الخبز في الفجر تردد دائماً «علي هذه الأرض ما يستحق الحياة.. كنا نتناقش فيما تعتزم فعله تجاه القضية التي تشغلها وتشغل كل ذوي الاحتياجات الخاصة وما يثير غضبهم في تعمد إظهار ذوي الإعاقة بشكل يسؤهم ويسيئ إليهم وفجأة وجدتها تغني بصوت مرتفع «وقولنا السعد هيجينا علي قدومك يا ليلة العيد» ضحكت من قلبي وقلت لها: عاوزين نتكلم جد إيه خطتك في مواجهة الإساءة الدرامية والإعلامية لذوي الإعاقة. ولا أنت هتبيعي؟.. نظرت الي وكررت أغنية العيد قالت سلوي التي وهبت حياتها للدفاع عن حقوق زملائها وإخوانها من ذوي الاحتياجات الخاصة: النهاردة عيد يا أستاذة خلينا نفرح شوية وبلاش نكد. بصراحة وجدت عندها كل الحق. لحظات ووجدتها تترك كرسيها الكهربائي الذي اشترته بجزء كبير من نصيبها فيما ورثته عن أبيها تركته واستندت إلي عصا تطول وتقصر وتحتفظ بها في نفس الكرسي وقفت حتي بدت لي إنسانة عادية تقف علي قدمين فأبهرتني ابتسمت ابتسامة جميلة وقالت: إيه رأيك في طقم العيد؟.. من قبل رمضان وأنا بألف علشان أجمعه والله كل قطعة من محل. وكل محل في منطقة مختلفة «شوفتي الروقان» صحيح طلع عيني في ركنة العربية وفي دخول المحلات اللي مش عاملة حسابها نهائي إن فيه معاقين في مصر وصحيح مش كل المحلات بتعرف تتعامل وتصبر علينا لكنني كنت مصرة علي أخذ حقي من الدنيا. من حقي أشتري لبس جديد في العيد وأتفرج علي فاترينات المحلات وأقيس وأبدل من حقي «أعيد» ولعلمك أنا اشتريت بالونات من كل الألوان والأنواع علشان ألعب مع ولاد أختي.وخرجت وأتفرجت علي بلدنا وهي معيدة مصر بتعرف تفرح رغم كل شىء صعب رغم الإرهاب ورغم أحزان الناس الغلابة اللي ماقدروش يشتروا الكعك الغالي ورغم دموع الأطفال الفقرا اللي ماقدرش أهاليهم يشتروا لبس العيد. برضه الشوارع فرحانة والناس بتضحك. كل واحد ربنا بيفتحله شباك يتنفس منه.

نظرت إلي سيدتي الجميلة وقلت لها ربنا يديم عليك الرضا والقناعة.

عادت لتجلس علي الكرسي ولم تسمح لضحكتها أن تختفي حتي وهي تقول «صحيح إني لم أتزوج رغم أنني كنت أحلم كثيراً ببيت وأولاد وأسرة سعيدة مثل كل البنات. لكن مفيش نصيب وكنت أحارب دائماً فكرة أن إعاقتي سبب في حرماني من الزواج والإنجاب حتي لا تخنقني حسرتي علي نفسي. وأنا مقتنعة بأن السعادة ليست فيما نعتقد أنه سيسعدنا. بل في الرضا بما قسمه الله لنا. وزي ما بتقول «ثومة» وقولنا السعد هيجينا علي قدومك يا ليلة العيد.