رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

أدخنة مصانع سكر نجع حمادي تفتك بصحة المواطنين

مصانع سكر نجع حمادي
مصانع سكر نجع حمادي

تبقى أزمة الأدخنة المنبعثة من مصانع سكر نجع حمادي بمحافظة قنا، هي مشكلة كل عام والتي تتجدد مع كل موسم عصير دون أن تلقي الحكومة لها بالًا او تضع لها حلولا وهو ما يؤثر على سلامة المواطنين وصحتهم. 

المصادر تؤكد نجاح إدارة مصنع نجع حمادي فى إخفاء أنبوب صرف مياه الصرف الصناعى على النيل، وتركيبها على أعماق من سطح مياه النيل، بعد الإغلاق المتكرر الذى واجهته الماسورة من قبل لجان التفتيش بوزارة الرى والموارد المائية وتحرير العديد من المخالفات المالية و القانونية لها . 

 

أهالي القرى المجاورة لمصانع سكر نجع حمادي، طالبوا الدولة بالنظر في كارثة الأدخنة المنبعثة من مصانع السكر في موسم تشغيله من كل عام، التي تهدد بشكل مستمر وعلني حياة الناس وصحتهم، مطالبين الدولة متمثلة في أجهزتها المختلفة بحل تلك الكارثة في أسرع وقت ممكن حفاظًا على حقوقهم في الحياة. 

 

يقول راضى فتحى من سكان قرية نجع عمر المتاخمة لفوهات أدخنة المصانع: "الجميع في القرية والقرى المحيطة يعانون من الأمراض الفتاكة مثل الربوة الصدرية وغيرها، نتيجة لتلك الانبعاثات الخطرة التي لم يسلم منها بيت أو فردًا واحد من أهالي القرية"؛ موضحاً أن الجميع مصاب بالأمراض الرئوية وأمراض الصدر وضيق التنفس. 

"الأدخنة تكسو وجوه الناس وتترك أثرها عليها" بهذه الكلمات أضافت "ذينب عطية"، "يا سيدي انظر لوجوه الناس لترى أثر السواد على أجسادهم" فى تعبير لتعبيرها من تلك الأزمة . 

وأوضح يسرى شهدى أنَّ "طيلة موسم التشغيل الذي يبدأ من فصل الشتاء ويستمر لمدة 6 أشهر؛ خلال تلك الفترة لا نستطيع رؤية الشمس مثل باقي البلدان نتيجة لتجمع الأدخنة لتكون بعد ذلك سحبًا سوداء، تستمر طيلة اليوم تحجب عنا أشعة الشمس". 

 

فيما ذكر احمد سالم أحد المواطنين المتضررين، أن تلك الانبعاثات تصل لعدة قرى مجاورة من الجهة الجنوبية للمصانع باتجاه الرياح، تبدأ من قرية نجع موسى، وهى الأكثر تضررًا نتيجة لقربها من مصدر الأدخنة، مرورًا بقرية نجع عمر وقرية هو التاريخية وقرى حاجر الجبل. 

 

وأشار إلى أنَّ الانبعاثات تسير لتصل للمدينة السكنية لمجمع مصانع الألومنيوم، مما اضطر عديد من سكان المدينة للتقدم بعدة شكاوى جراء بقايا الأدخنة التي تتساقط على شرفات المنازل، مما دعى إدارة شركة مصر للألومنيوم لمخاطبة الجهات المعنية للنظر في تلك المشكلة والعمل على حلها، وما أن كان من شركة السكر إلا أن قامت بتعلية ارتفاع أعمده الأدخنة قليلًا وما زال الوضع كما هو. 

 

وأوضح أن تلك الانبعاثات تزداد بشدة مع حلول الليل من كل يوم، وكذلك في أوقات العطلات الرسمية، ومع انتهاء دوام العمل اليومي للمصالح الحكومية لنجد أنفسنا وحيدين أمام تلك الأدخنة. 

 

وعلى صعيد متصل؛ أكد الدكتور مجدى السيد، استشاري أمراض الصدر والحساسية، على الأضرار التي تسببها الأدخنة بشكل عام، مشيراً إلى أنها تتسبب في أغلب الأمراض الصدرية، وأمراض المعدة والرئتين وكذلك الربوة الشعبية كما أن لها تأثيرا على العين. 

 

وفي ذات السياق؛ أوضح الدكتور أحمد مصطفى السيد، طبيب بيطري، أن المواد التي يحملها الدخان المتصاعد من فوهة مداخن مصنع السكر تحمل تركيبة كبيرة جدًا من المواد الضارة للإنسان والحيوان وحتى النبات، الناتجة عنحرق مصاص القصب بالمازوت. 

 

وذكر أنَّ تلك المواد تظل عالقة على الحشائش مصدر غذاء المواشي؛ مما يعني دخول تلك المواد لمعدة الحيوان، وبالتالي يؤثر عليه، كما أن تلك الأدخنة تترك أثرًا على جلود الحيوانات. 

 

من جهته؛ أوضح مصدر مسؤل بالإدارة الطبية بنجع حمادي أن الإدارة تقوم بعمل عدة بلاغات ضد شركة السكر والصناعات التكاملية جراء تلك الانبعاثات، المسمى بالهبوب الأسود التي لها أثر بالغ الخطورة على صحة أهالي القرى المجاورة، وخاصة أهالي قرية نجع موسى المتاخمة للمصنع. 

 

كما ذكر أن الوزارة متمثلة في إدارة نجع حمادي قامت بوضع أجهزة استكشاف وتتبع في تلك المنطقة، لرصد أي مخالفات أو تجاوزات من مصانع السكر ، نقوم على إثرها بعمل تقارير لرصد تلك المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها . 

 

و أوضح الحقوقي بركات الضمرانى، مدير مركز حماية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان بصعيد مصر، قال بالنسبة للأدخنة وما ينتج عنها من أمراض وتأثيرها المباشر وغير المباشر على الإنسان والحيوان، وقد حذرنا كثيراً ولسنوات عديدة من هذا الخطر الداهم، وطالبنا بإيجاد بدائل تكون أقل خطورة على الإنسان حتى أصبحت المناطق المحيطة بمصانع سكر نجع حمادي، مناطق منكوبة ذات نسبه عالية من الأمراض المزمنة التي يتسبب فيها التلوث الناتج من الأدخنة ومخلفاتها، وهناك نسبه عالية من الأمراض المزمنة. 

 

يأتي هذا نتيجة وضع كل اهتمامات المسؤولين بالأرباح دون النظر في صحة المواطنين والمجتمع المحيط بالمصانع، وهذا الشيء يتنافى مع المبادئ الاجتماعية التي أقرت وألزمت مثل هذه المنشآت بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه محيطها الاجتماعي، بل والعمل على مساعدة المواطنين لعيش حياة أفضل أكثر أمناً على صحتهم وأرواحهم. 

 

كما أوضح مدير مركز حماية بركات الضمرانى أن أنابيب الغاز الطبيعي قد وصلت إلى مدخل البوابة الرئيسية لمصانع السكر ، مما يتيح إمكانية حل تلك المشكلة الخطرة التي تهدد حياة آلاف المواطنين الأبرياء من خلال الاعتماد على الغاز الطبيعي الصديق للبيئة في التشغيل، بدلاً من إحراق المصاص الذى يترك أثرا بالغ الخطورة على البيئة المحيطة، كما أن حرقه يعد إهدر للمال العام، نظراً لإمكانية قيام صناعات أخرى عليه، مثل صناعات الورق وصناعة الخشب المعتمدة.