رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فك شفرة براكين الطمي والضوء الأزرق بعد الزلازل

زلزال
زلزال

 تسبب زلزال تركيا فى خسائر ضخمة، ولكن المخاوف تتصاعد بعد وقوع زلزال آخر بسبب المخاطر والتداعيات التي قد تحدث نتيجة الزلازل القوية، حيث إن هناك عددًا من الظواهر الغامضة أيضًا التي ارتبطت بوقوع الزلزال لتظل سبب القلق والمخاوف، على رأسها انحسار المياه والضوء الأزرق و"براكين الطمي".

 

 

اقرأ أيضًا: استعدادات الحكومة المصرية لمواجهة الزلازل

 

 وكشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن خطورة تداعيات ما بعد الزلزال، حيث يفسر أسباب الظواهر الغامضة.
 

 الظواهر الجيولوجية:

 مخاطر ما بعد الزلزال تشمل بعض الظواهر الجيولوجية ومنها ظهور الفوالق، حيث إن هناك فوالق ظهرت بعد زلزال تركيا، وكل فالق يشمل كتلتين على جانبيه، وهذه الفوالق تتحرك مع الحركات الأفقية، ما يؤدي إلى اتساع الفالق، ولذلك نجد أن هذه الفوالق تؤدي إلى انقسام الطرق.

 

 

 شبكات الطرق والسكك الحديدية:

 تؤثر هذه الفوالق على شبكات الطرق والسكك الحديدية التي تتعرض لانثناءات في القضبان نتيجة تحرك الكتل بصورة عكسية، كل منها في اتجاه، اضافة إلى أنها من التغيرات الدائمة، ففي الأراضي الزراعية من الممكن أن تملأ هذه الفوالق بطمي، لكن هذا لا يعني الفالق انتهى لكنه يظل موجودًا.

 

 


 ومن المشاكل التي تسببها هذه الفوالق، أنه لا يمكن البناء في مناطق الفوالق، وإذا تم البناء على أحد جانبي الفالق فيتطلب الأمر هندسيًا طرق بناء معينة وخرسانات معينة، ومن الممكن أن مناطق الفوالق، في الغالب تحصل بها انزياحات في أي وقت أو حدوث هبوط أرضي، لأن هذه الجوانب تكون معرضة للحركة.

 

المباني الموجودة في مناطق الفوالق:

 أما المباني الموجودة في مناطق الفوالق أو فوق الفالق مباشرة حتى لو مطابقة للمعايير الهندسية، أو كود الزلازل فتتعرض للتدمير.

 

 وفى حالة تطبيق الأكواد الزلزالية، فهذا لا يعني أن المباني غير معرّضة للسقوط، لأن المباني التي تقع فوق الفالق مباشرة ستسقط، ولذلك فإن هذه الأكواد تقلل الخسائر ولا تمنعها، ولابد من التأكيد أيضًا أن هذه الفوالق لا تنتج عن الهزات الأرضية، لكنها مرتبطة بالزلازل الكبيرة، كما حدث في تركيا.

 

فوالق ضخمة وحالات إزاحة:

 تسبب زلزال تركيا في فوالق ضخمة وحالات إزاحة، حيث إن الكتلة الأناضولية بالكامل تحركت في اتجاه البحر المتوسط نحو 8 أمتار، هذه الكتل تتحرك بدون الزلازل من 2 إلى 3 سنتيمترات كل عام.

 

 الفوالق الموجودة:

 هذه التحركات تكون من خلال الفوالق الموجودة، ولذلك ليس صحيحًا أن الفوالق قد تلتئم لأنها تزداد، وفي حال حدوث زلازل جديدة فإن هذه الفوالق تنشط مجددًا وتزيد في الحجم.

 

المخاطر الأخرى التي تكون ما بعد الزلازل تتعلق بالمياه الجوفية، لأنه نتيجة الهزات وحدوث الفوالق تتسبب في تسريب المياه الجوفية.

 

 

خزانات السدود:

 التسريب من الطبيعي أن يؤثر على منسوب المياه الجوفية، إضافة إلى التداعيات التي قد تقع على خزانات السدود، كما أن أجسام السدود نفسها قد تتعرض للتضرر عن طريق حدوث الشروخ حتى وإن كانت هذه الشروخ غير مرئية، بسبب الفوالق الضخمة التي قد تتكون تحت الأرض.

 

وهذه التداعيات نتيجة التغير الذي يحدث في باطن الأرض، لكن مركز الزلزال قد يقع على عمق 10 أو 20 كيلومترًا، وبؤرة الزلزال تتسبب في موجات زلزالية لأعلى وأسفل.

 

تغيرات جيولوجية كثيرة:

 هذه البؤرة تمتد في باطن الأرض وترسل الموجات في كل الاتجاهات، ما يؤثر على تكوين الأرض في الأسفل، وهو ما يحدث تغيرات جيولوجية كثيرة.

 

 هذه التغيرات تنعكس أيضًا على البترول والغاز الطبيعي، مثلما حدث في سوريا، حيث شوهدت "الحُفر" التي تشبه فوهات البراكين.

 

براكين الطمي:

 الظاهرة التي حدثت في سوريا تسمى "براكين الطمي"، هي ليست براكين بالمعنى المعروف، ولكن هذه الظاهرة تحدث نتيجة خروج غازات من باطن الأرض.

 

هذه الغازات في طريقها للخروج تذيب الصخور وتنتج أتربة تخرج من الفوهة ممزوجة بمحاليل معينة، ما

ينتج عنه تشكل هذه الحفر أو العيون الصغيرة التي ترتفع سنتيمترات على سطح الأرض وقد تصل إلى نصف متر أو متر على الأكثر.

 

 

الضوء الأزرق ظاهرة مؤقتة:

 الضوء الأزرق ظاهرة مؤقتة، وهو وميض يحدث وقت الزلزال فقط، ويتكون نتيجة الكسر الذي يحدث في الصفائح أو الطبقات الصخرية.

 

 الكسر الذي يحدث تسبب في احتكاك شديد بين الكتلتين في منطقة الكسر أو الفالق، خصوصًا إذا كان مساحة الاحتكاك كبيرة تصل إلى 3 أو 6 أمتار.

 

 

الكسر في صخور صلبة أو بازلت:

 تأثر الاحتكاك يتزايد عندما يكون الكسر في صخور صلبة أو بازلت، ما تنتج عنه حرارة عالية ووميض، وهو شيء طبيعي بعد حدوث الكسر إضافة إلى سماع صوت يشبه الانفجار نتيجة هذه الكسر.

هذا الضوء أو الوميض لا يكون في كل الزلازل، لكن يكون حسب المنطقة التي حدث فيها الزلزال، ففي المناطق التي يكون الانكسار في طبقات "طمي" لا ينتج هذا الضوء، لكنه يرتبط فقط بالصخور الصلبة والحركة على جانبي الفوالق.

 

 شحنات كهربائية نتيجة الانكسار والاحتكاك:

 هذا الضوء هو عبارة عن شحنات كهربائية نتيجة الانكسار والاحتكاك، لكنه يرتبط فقط بوقت حدوث الزلازل، وقد يُرى الضوء قبل سماع صوت الكسر أو الانفجار، وذلك يرجع إلى صرعة الضوء التي تتجاوز سرعة الصوت.


 

 انحسار المياه:

 ظاهرة انحسار المياه في بعض السواحل المصرية ولبنان والأردن وسوريا، الاحتمال الأرجح أنها مرتبطة بحدوث الزلازل وذلك لسببين:

 

السبب الأول: أن الانحسار ظهر بهذه الصورة بعد حدوث الزلازل.

 


السبب الآخر: أنه في حالات المد والجزر، ففي حالة الجزر تعود المياه إلى طبيعتها، ونحن لسنا معتادين على المد والجزر بهذه الصورة في شواطئنا.


المواطنون الذين يعيشون في هذه المناطق الساحلية لم يشاهدوا هذه الظاهرة بهذا الشكل بحسب أقوالهم.

 

الأيام المقبلة ستحسم الأمر، ففي حال ارتباط الظاهرة بـ"الجزر"، فمن الطبيعي أن تعود المياه إلى طبيعتها مرة أخرى.

 

إذا لم تعد المياه مرة أخرى، فالأمر يكون مرتبطًا بالزلازل بشكل قطعي، لأن الزلازل تسببت في مئات وآلاف التشققات.

 

 هذه التشققات في عمق يصل إلى 18 كيلومترًا، وامتدت موجات منها إلى الأسفل، وفي كل الاتجاهات، وهو ما قد يكون السبب في انحسار المياه.

 

 

 تستمر توابع الزلازل لمدة شهور أو سنين على صورة هزات تتراوح بين 2 أو 5 درجات نتيجة الفوالق التي حدثت، حتى تعود الطبقات إلى طبيعتها، حيث تتعرض تركيا حاليًا إلى 50 هزة يوميًا تقريبًا، وهذه التوابع نتيجة الفوالق التي حدثت، وستظل فترة إلى أن تصل إلى الاستقرار.