رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشتاء فرصة لاستعادة عرش السياحة المفقود

الاهرامات
الاهرامات

30 مليار دولار إيرادات مستهدفة للقطاع.. وتوقعات باستقبال 13 مليون سائح

 

تعد السياحة أحد أهم مصادر النقد الأجنبى لمصر بجانب قناة السويس وتحويلات العاملين فى الخارج والتصدير، ولكنها تضررت بشكل كبير فى الآونة الأخيرة بسبب عدة عوامل، منها جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية بعدما كانت روسيا وأوكرانيا مصدرين رئيسيين لتدفق السياح.

 

الشتاء فرصة لاستعادة عرش السياحة المفقود

وتسعى مصر خلال الشهور المقبلة مع دخول موسم الشتاء لجذب أعداد أكبر من السياح، خاصة من أوروبا المهددة بشتاء قارس بسبب أزمة الطاقة والتدفئة، مع توقف إمدادات الغاز الروسى إليها نتيجة العقوبات المفروضة بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

 

وطبقاً لتقرير صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، قفز عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 85.4% خلال النصف الأول من العام الجارى، ليبلغ 4.9 مليون سائح، مقابل 2.6 مليون فى نفس الفترة من العام الماضى، لكنه لا يزال أقل مقارنة بـ6.1 مليون سائح فى النصف الأول من 2019.

 

حفل نقل المومياوات الملكية وافتتاح طريق الكباش ومؤتمر قمة المناخ أبرز عوامل الجذب

 

وأوضح التقرير أن عدد الليالى السياحية التى قضاها السائحون فى النصف الأول من عام 2022، بلغ 52.6 مليون ليلة سياحية، مقابل 32.2 مليون ليلة فى نفس الفترة من العام الماضى بارتفاع 63.6%.

 

وقبل جائحة كورونا، سجلت مصر فى 2019 رقماً قياسياً فى عدد السياح القادمين إليها، والذى وصل إلى 13.1 مليون سائح، قبل أن يتراجع العدد إلى 3.7 مليون سائح فى 2020، ثم ارتفع إلى 8 ملايين سائح فى 2021.

 

وكانت دول أوروبا الشرقية أكثر المناطق إيفاداً للسائحين إلى مصر خلال عام 2021، بنسبة تصل إلى 50.6%، تليها منطقة الشرق الأوسط بنسبة 18.9%، وأوروبا الغربية بنسبة 16.4%، ثم أفريقيا بنسبة 7.1%.

 

يذكر أن مصر استقبلت أكبر عدد من السائحين فى تاريخها عام 2010، والذى بلغ 14.7 مليون سائح، وبلغت الإيرادات فى هذا العام 12.5 مليار دولار.

 

خبراء: تحسين الخدمات والتسويق وحل مشاكل التأشيرة والإجراءات الأمنية أهم التحديات

الشتاء فرصة لاستعادة عرش السياحة المفقود

ومع أزمة الطاقة التى من المتوقع أن تمر بها أوروبا خلال فصل الشتاء أصبحت الفرصة مواتية لمصر لاستعادة مكانتها على خريطة السياحة فى العالم، ولذلك عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا مع عدد من المسئولين لمتابعة خطوات تنفيذ حملة ترويجية عالمية لمختلف البرامج والمقاصد السياحية فى مصر، أكد فيه أن مصر أمام فرصة استثنائية خلال فصل الشتاء لجذب أكبر عدد ممكن من السائحين، فى ظل الأزمة العالمية الحالية.

 

وطالب مدبولى بسرعة الترويج لمقاصدنا السياحية، واستهداف المزيد من الأسواق الجديدة، سعيًا لزيادة حركة السياحة الوافدة لمختلف المدن المصرية، وخاصة شرم الشيخ، والغردقة، ومرسى علم، تلك المقاصد السياحية الدافئة المتميزة، مشيراً إلى ما تتمتع به مصر من تنوع فى مقاصدها السياحية، قائلًا: «علينا استغلال ما نتمتع به من تنوع فى المقاصد السياحية فى زيادة أعداد السائحين».

 

وأكد رئيس الوزراء على استعداد الحكومة لاتخاذ أى قرار من شأنه زيادة أعداد السائحين الوافدين إلى مصر على الفور، وطالب بأن يتم الاتفاق بين الوزراء والمسئولين المعنيين على خطة عمل تنفيذية، من أجل تحقيق المستهدفات فى هذا القطاع الحيوى، وسنبدأ تنفيذها على الفور.

 

مطالب بالاستفادة من الأسواق المنافسة مثل تركيا والإمارات وتطبيق تجاربهم.. وأزمة الطاقة فى أوروبا

الشتاء فرصة لاستعادة عرش السياحة المفقود

وعقب ذلك الاجتماع، عقد مدبولى اجتماعاً آخر مع مجموعة من المستثمرين السياحيين بمدينة شرم الشيخ، لاستعراض مشروعات تطوير ورفع كفاءة المنشآت الفندقية، فى إطار الاستعدادات الجارية لاستضافة مؤتمر المناخ (Cop 27).

وطرح المستثمرون عدداً من التحديات والإشكاليات، من بينها تنفيذ برامج تسويقية للمقاصد السياحية فى مصر، كما سلطوا الضوء على دور الإعلام فى هذا الشأن، من خلال برامج ترويجية هادفة تركز على ما تزخر به الدولة من كنوز أثرية، وما تتمتع به من أنواع متعددة من السياحة، وضرورة توفير برامج للسياحة فى مدن أسوان والأقصر.

كما ركز المستثمرون على فكرة تنشيط حركة السياحة الداخلية بتكاليف منخفضة خاصة حركة الطيران، متوقعين أن يساهم ذلك فى مضاعفة حركة السياحة بما لا يقل عن 50%، فضلاً عن أهمية رفع كفاءة الفنادق القائمة، ليس فقط من ناحية تطوير المنشآت، بل وتطوير الإمكانات المتاحة للفنادق، إضافة إلى اتباع الأساليب العالمية فى الحجوزات والتقييم لكل فندق.

وفى هذا السياق، أكد رئيس الوزراء أن كل ما هو مطلوب من الدولة فى هذا القطاع، ستنفذه الحكومة على الفور، وطلب من المستثمرين إعداد قائمة بجميع الطلبات والمقترحات للنهوض بقطاع السياحة قائلاً: «ولو لبن العصفور هييجى دعمًا لهذا القطاع.. احلموا واحنا نحقق الأحلام دعما لهذا القطاع الحيوى»، من أجل الوصول إلى هدف الـ30 مليار دولار من قطاع السياحة، ولكن عليكم أنتم أيضا دور كبير فى النهوض بهذا القطاع، الذى يعتمد على القطاع الخاص بصورة كبيرة.

من جهته، قال باسم حلقة، نقيب السياحيين، إن تصريحات رئيس الوزراء باستهداف 30 مليار دولار من السياحة جاءت نتيجة عدة عوامل، وتتمثل هذه العوامل فيما قامت به الدولة المصرية من مشروعات فى البينة التحتية وطرق الربط البرى والجوى ما بين المدن السياحية وبعضها البعض، والمشروعات السياحية الجديدة مثل العلمين الجديدة وجبل الجلالة ومنطقة التجلى الأعظم فى سانت كاترين فى جنوب سيناء وغيرها، من مشروعات سياحية جديدة والتى أصبحت عنصراً جاذباً لأعداد أكبر من التى كانت تستقبلها مصر فيما مضى.

وأوضح نقيب السياحيين أن هناك قرى سياحية وفنادق جديدة بدأت تدخل الخدمة أيضا، وأعدادها قد يضاعف عدد القرى والفنادق السياحية الموجودة حاليا، ما يعطى أملاً كبيراً لمضاعفة الدخل من القطاع السياحى، الذى كان أعلى رقم حققه نحو 15 مليار دولار فى عام 2019، مشيراً إلى أننا قادرون على تحقيق الإيرادات المستهدفة، خاصة أن هناك العديد من المناسبات التى أقيمت خلال الفترة الماضية تشجع على زيارة مصر، مثل افتتاح متحف الحضارة المصرية وحفل نقل المومياوات الملكية الأسطورى وتناقل وسائل الإعلام فى العالم كله لهذا الحفل، إضافة إلى افتتاح طريق الكباش فى الأقصر، وقرب الانتهاء من مشروع المتحف المصرى الكبير واستعدادات الدولة المصرية لاستقبال الملوك والرؤساء فى حفل الافتتاح.

وتابع، «كما تم إنشاء عدد من المطارات الجديدة دخلت الخدمة، مثل مطار سفنكس ومطار العاصمة الإدارية وغيرها، مع تطوير المطارات السياحية القائمة فى المدن المختلفة، وكل ذلك يدل على مدى الاهتمام بالقطاع السياحى وإنفاق الكثير من الأموال على البنية التحتية فيه، من أجل تعزيز القدرات المصرية فى هذا القطاع المهم الذى توليه الدولة أهمية كبيرة، خاصة وأنه أحد أهم مصادر الدخل من العملة الأجنبية التى تعزز قدرات مصر الاقتصادية».

وفيما يتعلق بالموسم الشتوى، قال حلقة، إن مصر أحد أهم المقاصد السياحية الواعدة خلال هذا الموسم، لاستقبال أعداد أكبر مما كانت تستقبله فى الأعوام السابقة لعدة أسباب، أهمها أزمة الطاقة فى أوروبا والبرودة الشديدة فى الطقس هناك، ما يحتم على الأوروبيين التوجه إلى مناطق أكثر دفئاً لقضاء أطول فترة ممكنة وأكبر عدد ممكن من الليالى السياحية، فضلا عن أزمة الحرب الروسية الأوكرانية وامتناع بعض دول أوروبا عن منح تأشيرات للمواطنين الروس للتوجه للسياحة

فيها، وبالتالى ستزيد حصة مصر من السياحة الروسية التى كانت تتجه إلى أوروبا.

الأمنيات وحدها لا تكفى

وقال الدكتور زين الشيخ، المستشار السياحى السابق فى اليابان، وأمين المجلس المصرى للشئون السياحية، إن استهداف مصر جذب عدد أكبر من السياح الروس والأوروبيين خلال الشتاء مع زيادة إيرادات السياحة إلى 30 مليار دولار، لن يتم بالأمنيات وإنما بالعمل على أرض الواقع.

وأضاف الشيخ، أن الـ30 مليار دولار المستهدفة رقم أقل من إمكانيات مصر السياحية، وكنا قد وصلنا إلى 14 مليار دولار قبل يناير 2011، ورغم ذلك نحن بعيدين عن تحقيق هذا الرقم الآن، وحتى نحقق الرقم المستهدف يجب أن تتوافر لدينا عناصر عديدة على أرض الواقع، على مستوى الخدمات المقدمة والتسويق والفنادق والمطارات والتأشيرات.

وأوضح الشيخ، أن إمكانياتنا جيدة ولدينا كل ما يجعلنا نحقق أرقاما أعلى من 30 مليار دولار، كما أن هناك دول لا تمتلك ربع ما نمتلكه لكنها تحقق أرقاما جيدة جدا من السياحة، أبرزها تركيا القريبة من مصر فى الطبيعة والجغرافيا، وذلك لأن الدولة والمجتمع كله يتعاون فى تقديم الخدمات السياحية سواء على مستوى السياحة الرياضية أو العلاجية أو الثقافية أو الشاطئية بشكل جيد ومنظم، وهذا ما ينقصنا ويجب أن نعمل على تنفيذه حتى يعود إلينا مرة أخرى، ولا تكون زيارته واحدة فقط، بحيث يكون لديه انطباع جيد عن البلد.

وطالب الشيخ، بحل المشاكل المتعلقة بالحصول على التأشيرة والإجراءات الأمنية فى التحرك داخل المدن مع تطوير الخدمات المقدمة، فضلا عن المشاكل التى تظهر بين الحين والآخر مع وسائل الإعلام العالمية والمدونين على الانترنت، بخصوص المنع من التصوير فى الشوارع ومصادرة الكاميرات، إضافة إلى القصور فى الخدمات المقدمة فى بعض الأماكن السياحية وأبرزها دورات المياه غير النظيفة.

وأشار إلى أن هناك إجراءات قصيرة المدى يجب اتخاذها الآن وإجراءات طويلة ومتوسطة المدى، أما الطويلة ومتوسطة المدى فهى تطوير كل ما يتعلق بالطيران والفنادق والتسهيلات المقدمة للمستثمرين لزيادة استثماراتهم فى القطاع، وإزالة العوائق التى تعترض طريقهم والبيروقراطية الحكومية، ومن الممكن أن نتخذ الإمارات مثالا للمقارنة فى هذا الشأن.

بينما الإجراءات القصيرة لاستغلال الموسم الشتوى من أجل جذب أعداد كبيرة من السياح الأوروبيين، تتمثل فى إطلاق الحملات التسويقية وإعلان الحكومة عن تسهيلات جديدة فى التأشيرات والخدمات، مع استغلال مؤتمر قمة المناخ العالمى فى نوفمبر المقبل للترويج لمصر، وإظهار الصورة الجيدة عنها، مع إصدار توجيهات وزارية من رئيس الوزراء لكل الوزارات لخدمة القطاع السياحى، لأن السياحة ليست وزارة واحدة وإنما تكامل بين الوزارات المختلفة.

ولفت إلى أن ما يقال عن ارتفاع أسعار الخدمات السياحية المقدمة فى مصر غير صحيح، لأنها ليست أعلى من الأسعار فى الدول الأخرى، لكن يجب فى هذا الصدد الاهتمام بشكل أكبر بالفنادق ذات الثلاث نجوم والنجمتين، لأن السائحين ليسوا دائما أغنياء ومنهم من يكون من الطبقة المتوسطة أو أقل فى بلده، مؤكدا أن مصر لديها كنوز طبيعية وتاريخية وإنسانية لو تم إستغلالها نستطيع جذب إيرادات أكبر من 30 مليار دولار.

والتقط أطراف الحديث محمد فاروق، عضو غرفة شركات السياحة، مشيرا إلى أن مصر أمامها فرصة قوية لجذب أكبر عدد ممكن من السياحة الأوروبية والروسية خلال الموسم الشتوى.

وأضاف فاروق أنه يجب علينا استغلال مشكلة الطاقة الحالية فى أوروبا، خاصة مع موسم الشتاء القادم القارص البرودة فى ظل توقف إمدادات الغاز الروسى بسبب العقوبات المفروضة على روسيا نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضح عضو غرفة شركات السياحة أن الاستفادة لن تكون مع السائح الأوروبى فقط وإنما السائح الروسى أيضا، لأن عدة دول أوروبية منعت التأشيرات أمام السياح الروس، ولذلك فمن المتوقع حدوث ارتفاعا كبيرا فى السياحة الروسية خلال هذا الشتاء، مشيرا إلى أن حصة السياحة القادمة إلى مصر قد تصل إلى 13 مليون سائح بنهاية الشتاء، مع زيادة نسبة الإشغال فى شرم الشيخ التى تعتبر شبه مغلقة الآن بسبب مؤتمر المناخ، وبالتالى نتوقع موسم جيد جداً.

 

ولفت فاروق إلى أن التوصية الرئيسية المطلوب تنفيذها الآن هى النظر إلى الأسواق المنافسة، وخاصة السوق التركى لأنه نشط جدا وواعى، واستطاع جذب 3 ملايين سائح ألمانى و2.2 مليون سائح روسى منذ بداية العام وحتى شهر يوليو الماضى بخلاف الجنسيات الأخرى.

 

وأكد أن هذه الأرقام ممتازة، ولذلك يجب أن نعمل على تقوية التعاون بين القطاع الخاص والدولة، من خلال حملات الترويج القوية للمقاصد السياحية المصرية وتنظيم الزيارات الخارجية، وخلق برامج سياحية متجددة ومتنوعة مع الحفاظ على أسعار جيدة للمقاصد للحفاظ على الدخل القومى، إضافة إلى الترويج لبرامج الإقامة الطويلة والاستفادة من السائح، للوجود فى مصر لأكبر عدد من الليالى السياحية.