عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جامعاتنا كتاتيب صغيرة ج2

 

من جامعة عين شمس إلى جامعة الأزهر العرض نفس العرض والمرض عين المرض. ففي نفس البرنامج وهو:"باحث ورسالة" على إذاعة القرآن سمعت مناقشة دكتوراه في أصول الدين عنوانها:"الإعجاز العلمي في أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في البخاري ومسلم وأثره في الدعوة الإسلامية."
الخطاب يظهر من عنوانه، ولا أدري ما علاقة الباحث في كلية أصول الدين التي تُعنى بالعقيدة، والحديث، والتفسير أو تحديدا قسم الدعوة الإسلامية الذي يُعنى بالثقافة الإسلامية عموما بشيء اسمه الإعجاز العلمي؟
ما حصيلة الباحث في العلوم الطبيعية، والتطبيقية حتى يحكم على الحديث أنه موافق لآخر ما كشفه العلم على يد الغرب – أكرر: الغرب وليس مُسلِمَة هذا العصر – وعليه ففي الحديث إعجاز علمي؟ لقد وصل البحث إلى سبعمائة وخمسين صفحة جعلت الدكتور بكر زكي عوض وهو رئيس القسم يضرب كفا بكف قائلا: هناك على الأقل ثلاثمائة وخمسون صفحة في بحثك لا محل لها من الإعراب، ويجب حذفها، مع أخطاء إملائية وكتابية رهيبة، والأدهى أنك ما فعلت في رسالتك سوى أن جمعت عشرين بحثا لأناس غير متخصصين، وإنما هم مثقفون، ثم حشرت هذه الأبحاث بجانب بعضها البعض، وكتبت اسمك على الرسالة فأين الإبداع؟
أين المنهجية في باحث يعتمد على جرائد، وصحف مثل الأخبار، والجمهورية، ويعتبرها مراجع بحثه؟! سلوا الباحث ما هو تعريف العلم؟ ما هو تعريف المراجع؟ ما هو الفرق بين المراجع الأصلية، والأخرى البديلة، والثالثة الثانوية؟ ما هي مشكلة البحث، وما أهميته، وما منهجه، وما أهدافه؟ والأهم هل تعلم الباحث كيف يتدرب على اختيار موضوع البحث أصلاً؟ ما هي حدود التخصص؟!

أين المنهجية في باحث لا يدري أي شيء عن مجال بحثه لدرجة أن رئيس القسم المناقش له يقول: كيف لباحث يبحث الدكتوراه يضع النحل ضمن خانة الحيوانات لا الحشرات؟!
إن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة حسب ما يبشرون به بهذا الغلو في عصرنا خرافة وأكذوبة كبرى.
فالقرآن وحي رباني أنزله الله تعالى على نبيه لهداية البشر، وليكون دستورا وتشريعا ينظم حياتهم من ناحية العبادات والمعاملات، وليحدد العلاقة بين الوجود والخالق، أعني أن القرآن ليس كتابا في الطبيعية أو الكيمياء.
يقول الزرقاني في كتابه "مناهل العرفان في علوم القرآن" تحت فقرة بعنوان: القرآن كتاب هداية وإعجاز

"أما العلوم الكونية، وأما المعارف والصنائع، وما جد أو يجد في العالم من فنون ومعارف كعلم الهندسة والحساب، وعلم الهيئة والفلك،  وعلم الاقتصاد والاجتماع، وعلم الطبيعة والكيمياء، وعلم الحيوان والنبات، فإن شيئا من ذلك لا يَجمُل عَدُّه من علوم القرآن، لأن القرآن لم ينزل ليدلل على نظرية من نظريات الهندسة – مثلا – ولا ليقرر قانونا من قوانينها. وكذلك علم الهندسة لم يوضع ليخدم القرآن في شرح آياته وبيان أسراره. وهكذا القول في سائر العلوم الكونية والصنائع العالمية."

ولنختم بمخرجات رأيتها رأي العين ومسؤول عنها أمام الله حتى نعرف ما في نظامنا التجهيلي مما هو أغرب من الخيال:

في الثانوية الأزهرية لم يكن مدرس أول مادة الحديث الذي يحصل على ممتاز في تقارير المفتشين يعلم أن الحائض تُعفى من الصلاة والصوم! السؤال المنطقي كيف كان يعيش مع زوجه؟

في الجامعة لم يكن السادة الدكاترة يحضرون، وكان من يأتي يرمي لنا عشرين ورقة ويصر أن يصحح الأوراق بطريقة عشوائية، ومنهم أساتذة عاشوا في أمريكا عقودا وتخصصوا في الصوتيات وينطقون الإنجليزية نطقا لا أقول خاطئا بل بشعا؟

في قسم الألمانية وحيث ترى هياما بألمانيا تعجب أحد أعضاء هيئة التدريس عندما ذكرت له ذات مرة أن الجولة التالية للشرق لا للغرب، وأن الصين ناهض شرقي بعد الاتحاد السوفيتي فقال: وهل الصين شرق وليست غربا؟

وحتى لا ننسى: إذا كان هذا حال بحث ديني في جامعة الأزهر، وفي معقل من معاقل الدراسات الدينية فيها وهي كلية أصول الدين، فكيف الحال في غيرها؟!