رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

تغيير التراث دون ضوابط.. يهدم شخصية الأمة

الدكتور أحمد معبد
الدكتور أحمد معبد عبدالكريم عضو هيئة كبار العلماء

الشريعة تستوعب التغيرات.. والثقافة الفكرية أهم مميزات الأمة الإسلامية

 

الدكتور أحمد معبد عبدالكريم عضو هيئة كبار العلماء أحد أهم علماء علوم السنة والحديث، ومن أكثر المنافحين عن السنة النبوية المشرفة. ولد «بقرية الشيخ» سعد ببلدة العجميين بمركز أبشواى فى محافظة الفيوم عام 1939م، حصل على الإجازة العالى «الليسانس» شعبة الحديث وعلومه من كلية أصول الدين بالقاهرة عام 1966م ثم نال درجة الماجستير فى التخصص نفسه عام 1970م، وحصل على الدكتوراه عام 1979م بمرتبة الشرف الأولى.
 

عمل «معبد» فى بواكير حياته العملية إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف وشئون الأزهر (1967-1972) ثم معيدًا بقسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين عام 1972م ثم مدرسًا مساعدا، ثم مدرسًا بقسم الحديث وعلومه، وأستاذا مساعدًا بقسم السنة وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1979م، وأستاذا مساعدًا بقسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق ثم أستاذا ورئيسًا لقسم الحديث وعلومه، ويعمل الآن أستاذا متفرغًا بقسم الحديث بكلية أصول الدين.

شارك المحدّث الكبير فى مناقشة عشرات الرسائل العلمية فى الحديث وعلومه وتحقيق نصوصه، وغير ذلك فى جامعة الأزهر وجامعة المملكة العربية السعودية والكويت والقاهرة وعين شمس ومعهد المخطوطات بالقاهرة.
 

كما شارك فى عدد من المؤتمرات والندوات العلمية حول السنة وعلومها سواء فى مصر أو خارجها.
 

نال «معبد» عضوية العديد من اللجان العلمية، فهو عضو بلجنة السنة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، وعضو فى لجان التحكيم لبحوث الترقية للمراتب العلمية الجامعية وللبحوث المنشورة فى عدد من المجلات العلمية المحكمة، وهو عضو لجنة السنة والسيرة النبوية بالأزهر الشريف، وعضو متعاون مع معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، ومستشار فى التصنيف الحديثى لبرامج الحاسوب، كما شارك فى إعداد مناهج الحديث وعلومه فى المراحل الجامعية والدراسات العليا بالأزهر والجامعات العربية والإسلامية، وشارك أيضاً فى الدورات التدريبية لطلاب الدراسات الشرعية المختصة بعلوم السنة، وله العديد من البحوث والمؤلفات المنشورة وتحقيق وتعليق لإحياء بعض المؤلفات فى تراث علوم السنة أهمها «النفح الشذى فى شرح جامع الترمذى».. «الوفد» التقت الدكتور أحمد معبد عبدالكريم، وهذا نص الحوار.

الدكتور أحمد معبد عبدالكريم عضو هيئة كبار العلماء:

< بداية..="" كيف="" تقرأ="" واقع="" الأمة="" الإسلامية="" فى="" ظل="" الظروف="" التى="" تحيط="" بها="" فى="" الوقت="">

< الأمة="" الإسلامية="" -="" كما="" تحدثت="" نصوص="" الكتاب="" والسنة="" -="" فيها="" سلبيات="" متعددة="" ولكن="" فيها="" أيضاً="" إيجابيات="" متعددة="" فآيات="" القرآن="" الكريم="" والأحاديث="" الشريفة="" تبين="" أنه="" لا="" تخلو="" الحياة="" فى="" أى="" مجتمع="" إسلامى="" من="" وجود="" سلبيات="" وإيجابيات،="" لكن="" كل="" المطلوب="" فى="" أنظمة="" الشرع="" ونظام="" الأمة="" الإسلامية="" أن="" تكون="" الإيجابيات="" أكثر،="" وأن="" نتجه="" بكل="" طاقتنا="" لتقليل="" السلبيات="" أو="" التخلص="" منها،="" وأن="" مسئولية="" التخلص="" من="" السلبيات،="" ليست="" مقصورة="" على="" طائفة="" معينة،="" ولكن="" كل="" مسلم="" عليه="" أن="" يصلح="" ما="" يراه="" من="" فساد="" سواء="" على="" المستوى="" الفردى="" أو="" على="" المستوى="" الأسرى="" أو="" على="" المجتمعى="" أو="" حتى="" على="" المستوى="" الدولى="" بمقتضى="" إسلامه،="" هذه="" المسئوليات="" تتوزع="" كالتالى،="" أول="" مسئولية="" لتقليل="" الفساد="" أو="" السلبيات="" أو="" القضاء="" عليها="" أن="" يقضى="" الإنسان="" ويتغلب="" على="" السلبيات="" فى="" نفسه="" والحكمة="" التى="" نتداولها="" جميعًا="" «لو="" أنصف="" الناس="" لاستراح="" القاضى»="" فلذلك="" مسئولية="" الفرد="" فى="" الإسلام="" هى="" أكثر="" فاعلية="" من="" مسئولية="" أى="" جماعة،="" لماذا="" لأن="" مسئولية="" الفرد="" دائمة="" وكذلك="" تدخل="" مع="" هذا="" الفرد="" كل="" الجهات="" التى="" يتعامل="" معها،="" لأن="" الآية="" تقول:="" «ادع="" إلى="" سبيل="" ربك="" بالحكمة="" والموعظة="" الحسنة="" وجادلهم="" بالتى="" هى="" أحسن»="" فهذه="" مسئولية="" الفرد،="" ودائمًا="" فى="" النظام="" الإسلامى="" مسئولية="" الفرد="" هى="" المنطلق="">
لأن الفرد عبارة عن خلية متكاملة تستطيع أن تصلح نفسها وتصلح غيرها كما قال تعالى عن سيدنا إبراهيم «إن إبراهيم كان أمة» لماذا، لأنه كان يصلح نفسه ويصلح غيره، وأيضاً إصلاح الفرد لا يحتاج إلى كثير من الإجراءات إلا صحوة الضمير وأيضاً كونه لا ينبغى بعمله إلا وجه الله ومن هنا كانت المسئولية الفردية أهم فى نظر الإسلام من المسئولية الجماعية، لأن المسئولية الفردية تستطيع أن تصلح مجموعة، وفى الوقت نفسه تكون أصلحت نفسها، هذا هو الذى أراه فى مسألة سلبيات الأمة الإسلامية، وما وعد الله تعالى به المؤمنين أنه مهما يصيبهم فالآية تقول: «كتب الله لأغلبن أنا ورسلى» وبالتالى إذا وجدت هذه العقيدة فى الأفراد فثق أنها ستكون ذات تأثير فى الجماعات وكذلك من الجماعات إلى المجتمع، ومن المجتمع الواحد إلى سائر المجتمعات التى يتعامل معها الفرد، لاسيما وأننا الآن نعتبر الدنيا كقرية صغيرة. وهذا ما آراه فى علاج سلبيات الأمة الإسلامية وهى كذلك لن تزول لابد أن تكون موجودة لكن مسئوليتنا جميعًا فى تقليلها حتى تسود وتنتشر الإيجابيات.
الدكتور أحمد معبد عبدالكريم عضو هيئة كبار العلماء:
 

< باعتباركم="" أحد="" محدثى="" الأمة="" الإسلامية..="" متى="" بدأت="" البواكير="" الأولى="" لعلم="" الحديث="" وكيف="" أتت="" الأحاديث="">

< البواكير="" الأولى="" معناها="" العلم="" الحديث،="" بدأت="" من="" تحديث="" النبى="" عليه="" الصلاة="" والسلام="" وفعله="" الذى="" رآه="" الصحابة="" وأيضاً="" موافقاته،="" لأننا="" إذا="" قرأنا="" كتابًا="" كالمعجم="" الكبير="" للإمام="" الطبرانى="" نجد="" أن="" الصحابة="" الكرام="" كانوا="" ينقلون="" عن="" الرسول="" (صلى="" الله="" عليه="" وسلم)="" قوله="" وفعله="" وإقراره="" على="" ما="" رأه="" ولم="" ينكره،="" فيسألون="" الصحابى="" هل="" أنت="" ترى="" أن="" الشىء="" الحلال="" أحله="" رسول="" الله="" (صلى="" الله="" عليه="" وسلم)="" يقول="" نعم،="" لقد="" كنت="" أنا="" وفلان="" وفعلنا="" كذا="" بحضرة="" رسول="" الله="" فلم="" ينكر="" علينا،="" وبذلك="" أصبحت="" البداية="" التى="" للسنة="" النبوية="" هى="" نقلها="" من="" قول="" الرسول="" وفعله="" ومن="" إقراره="" إلى="" صحابته،="" بعد="" الصحابة="" حدث="" فى="" الأمة="" الإسلامية="" باعتبار="" أنها="" ليست="" معصومة="" من="" الخطأ،="" أخطاء="" ومن="" بين="" هذه="" الأخطاء="" الخطأ="" فى="" نقل="" السنة="" النبوية="" من="" الصحابة="" إلى="" التابعين="" ومن="" التابعين="" إلى="" اتباعهم،="" ففى="" الحلقة="" التى="" بعد="" الصحابة="" تابعين="" وما="" بعد="" التابعين="" كلما="" بعدنا="" عن="" الصحابة="" وجدت="" الأخطاء،="" وأيضاً="" كلما="" وجدت="" صور="" الانحراف="" عن="" التطبيق="" السليم="" للمنهج="" النبوى،="" أكثر="" شىء="" عندما="" نقرأ="" آثار="" التاريخ="" الإسلامى="" هو="" تفكير="" عدد="" من="" الأشخاص="" فى="" ربوع="" الدولة="" الإسلامية="" التى="" كانت="" فى="" عصر="" التابعين="" تمتد="" من="" المحيط="" الأطلسى="" غربًا="" إلى="" حدود="" الصين="" شرقًا،="" وجد="" فى="" هذا="" الوقت="" بهذه="" الكثرة="" من="" المسلمين="" من="" يرتكب="" المخالفات="" التى="" لا="" توافق="" الشريعة="">

أهم شىء ترصده هو الصراع على الحكم بجميع مستوياته، فإذا قرأنا فى تاريخ الإسلام كتاب «البداية والنهاية» لابن كثير مثلاً نجد أن من هذه الأحداث خلال هذه السنوات كثير جدًا من المخالفات كانت تنشأ عن الرغبة فى الوصول إلى سلطة، هذه الرغبة عندما تقرأها تجدها أخذت طابعين: طابع من كانوا فى السلطة فى الأصل مثل «الولاة» والذين اعتمد عليهم الولاة من البطانات، فإذا قرأنا التاريخ فى هذه الفترة نجد أنه يبدأ فى وضع أحاديث تفيد أحكامًا وهى لم تثبت عن النبى عليه الصلاة والسلام.
 

< ما="" رأيك="" فى="" الدعوات="" التى="" تطالب="" بحذف="" هذه="" الأحاديث="">

< هذه="" الأحاديث="" الضعيفة="" موجودة="" فى="" مؤلفات،="" هذه="" المؤلفات="" منسوبة="" إلى="" الذين="" ألفوها="" ورووها،="" ثبت="" لهم="" بمقتضى="" هذا="" الملكية="" الفكرية="" التى="" نرددها="" الآن،="" فأنت="" لا="" تملك="" الملكية="" الفكرية="" لعالم="" ولو="" فى="" عمله="" أخطاء،="" لكن="" نترك="" ذلك="" ونكتب="" توضيحًا="" جديدًا="" أو="" تصويبًا="" لما="" كتبه="" فى="">
 

فلا يملك شخص تغيير ما كتبه السابقون، فأجر ما كتبوا لهم أو عليهم فلا يمكن أن نلغى ما كتب، فلو حذفنا ما كتب فأين هويتنا التى يعبر عنها تراثنا، فإذا عبثنا فى هذا التراث بحجة أن هذه الأفكار لا تعجبنا فسنصل فى النهاية إلى الشك فى كل التراث، فالذى يقول بذلك هو أصلاً لم يدرس قيمة التراث وحق الملكية الفكرية، فهذه أحاديث رواها البعض فلا تستطيع إلغائها فسيدنا مالك رضى الله عنه كان فى المدينة وسأله رجل: هل تخليل أصابع الراجلين فى الوضوء من السنة أم لا، فأجابه قائلاً: لا.

فقد قال ذلك لأنه لا توجد رواية لديه بذلك، أما سيدنا عبدالله بن وهب وهو مصرى، وذهب إلى المدينة وكان فى المجلس وانتظر بعد أن انفض الناس عن الإمام مالك وقال له يا إمام عندنا سنة بإسناد مصرى صحيح أن النبى (صلى الله عليه وسلم) أمر بتخليل الأصابع فملكية هذا الحديث لعبدالله بن وهب فهل يستطيع مالك أن ينسف هذا الحديث، لأن هذا الرجل موثوق به، فقال علىَّ بالرجل، وقال هذه سنة ما سمعتها إلا فى هذا الوقت وهى سنة حسنة، إذن فمن يقول بحذف الأحاديث الضعيفة هو شخص لم يدرس شيئين أن التراث بأخطائه وصوابه ليس ملكًا لأصحابه وليس من حقنا أن نبدله لكن ننقده وأيضاً هذا التراث هو هويتنا.
 

أليس هذا دليلاً على أن هذا التراث والثقافة الفكرية هى التى تميز أمم بعضها عن بعض، فهل هناك أمة على وجه الأرض الآن تفرط فى ثقافتها.. لا توجد، إذن لماذا نجعل تراثًنا نهبًا وليست له قيمة ولا قدسية ولا حقوق، فالدعوة إلى التخلص من هذه الأحاديث هى دعوة قصيرة النظر، لأنها تلغى هذين الأمرين، إذن مسألة تغيير التراث والتبديل فيه دون ضوابط هى عبارة عن دعوة لهدم شخصية الأمة الإسلامية وتلغى حقوق أناس ونحن جميعًا أو العالم كله الآن يسعى لترسيخ الملكية الفكرية.

 

< إذن="" ليس="" هناك="" ضرر="" أو="" خطورة="" من="" ترديد="" الأحاديث="">

< أبدًا،="" فالمشكلة="" أنه="" لا="" يوجد="" ما="" يسمى="" بالخلفية="" الشرعية،="" فلابد="" للتراث="" أن="" يبقى="" ما="" درس="" منه="" ليبقى="" وما="" لم="" يدرس="" يبقى="" كذلك،="" فالمسلمون="" أولى="" بتطوير="" تراثهم="" من="">
 

< من="" آن="" لآخر="" تظهر="" بعض="" الفئات="" التى="" تهاجم="" السنة="" النبوية="" وتسعى="" للتشكيك="" والطعن="" فيها="" فما="" ردكم="" على="" هؤلاء،="" وكيف="" ترى="" أبعاد="" هذه="" القضية،="" وهل="" الطعن="" فى="" السنة="" مخطط="" له="" منهج="">

< نعم="" هو="" مخطط="" الآن="" له="" منهج،="" فهناك="" قنوات="" ومواقع="" مخصصة="" لذلك،="" فليس="" من="" الذكاء="" إذا="" فهمنا="" أن="" هذا="" المخطط="" ليس="" من="" واجبنا="" جميعًا="" أن="" نقف="" فى="" مواجهته="" بدلاً="" من="" أن="" نصفق="" على="" أنه="" عقلانية،="" فالعقلانية="" لا="" يرفضها="" أحد،="" وأول="" شروط="" قبول="" الحديث="" أن="" يكون="" الراوى="" عاقلاً،="" لكن="" أى="" عقل،="" فلابد="" أن="" يكون="" عقلاً="" مكتسبًا="" من="" واقع="" التخصص،="" فكيف="" لغير="" متخصص="" أن="" يتخذ="" رأيًا="" فى="" هذا="" التخصص="" وهو="" لا="" يعلم="" عنه="" شيئًا،="" وهذه="" القضية،="" ولهذا="" كل="" هذه="" الدعوات="" أولاً="" ممولة="" وللأسف="" لا="" تجد="" من="" يقابلها="" بنفس="" الكثافة،="" لكن="" فى="" النهاية="" رغم="" كل="" هذه="" المعارك،="" فالشبهات="" التى="" يقولونها="" الآن="" إذا="" بحثنا="" فى="" كتب="" المستشرقين="" سنجد="" كثيرًا="" منها="" منقولاً="">

وهذا يعنى أن هذه الجهات التى تردد هذه الأقاويل مأجورة وممولة والقصد منها هو هدم النقاط الإيجابية للإسلام.
الدكتور أحمد معبد عبدالكريم عضو هيئة كبار العلماء:

إذن مسألة أننا نعادى العقل هى مسألة مدعاة وليست حقيقية، لكن لابد أن نبحث عن العقل الذى نحترمه.
 

< الإمام="" البخارى="" وصحيحه="" ناله="" الكثير="" من="" الهجوم="" فلماذا="" هذا="" الإمام="" بالتحديد؟="" وما="" ردك="" على="" الاعتراض="" على="" صحيحه="" بحجة="" أنه="" عمل="" بشرى="" من="" الممكن="" أن="" يحمل="" بين="" طياته="" أحاديث="" مغلوطة="">

< إنه="" عمل="" بشرى="" فهذا="" لا="" جدال="" فيه،="" لكن="" هل="" كل="" الأعمال="" البشرية="" نحن="" نتوقف="" فيها="" بحجة="" أنها="" عمل="" بشرى،="" فالإمام="" البخارى="" ألف="" صحيحه="" وقد="" توفى="" عام="" 256هـ،="" وأول="" من="" طبع="" صحيح="" البخارى="" هم="" غير="" المسلمين،="" فى="" أوروبا،="" وليس="" العالم="" الإسلامى،="" وهؤلاء="" الناس="" بعد="" أن="" طبعوا="" هذا="" الكتاب="" انقسموا="" قسمين:="" قسم="" شكك="" فيه="" والقسم="" الثانى="" لم="" تكن="" له="" قراءة="" كافية="" بصحيح="" البخارى،="" فالذى="" قرأ="" البخارى="" كاملاً="" وزار="" الأزهر="" قبل="" نحو="" (10)="" سنوات="" عاد="" عن="" كل="" الأفكار="" التى="" كانت="" تقال="" عن="" البخارى="" وقدم="" محاضرة="" فى="" الأزهر="" بناء="" على="" دعوة="" من="" الدكتور="" أحمد="" الطيب="" شيخ="" الأزهر="" عندما="" كان="" رئيسًا="" لجامعة="" الأزهر="" وهو="" محمد="" فؤاد="" سيزكين="" وهو="" رجل="" تركى="" وتزوج="" ألمانية="" وكان="" مدير="" معهد="" الدراسات="" الشرقية="" فى="">

فهذا الرجل ألف كتابًا تحت اسم «تاريخ التراث» من ضمنه النسخ الخطية لصحيح البخارى، قبل أن يقدم هذه الدراسة كان يكتب وهو يبحث فى تدريسه أن أسانيد البخارى ليست من المعقول أن تكون كلها صحيحة ثم بعد أن قرأها كاملة قال أن قراءتى لصحيح البخارى أثبتت أن جميع أسانيد البخارى ليس فيها خطأ يقتضى الطعن فيه، فلذلك عندما يقولون إنه عمل بشرى، فمهمتنا مراجعة الأعمال البشرية على يد مجموعة من العقلاء ويكمل بعضهم بعضها وهذا ما تم فعله مع البخارى، فإذا قرأت صحيح البخارى تجد أنه منذ تأليفه إلى الآن والعلماء الدارسون اعترضوا على البخارى فى (210) أحاديث، والحافظ بن حجر العسقلانى المتوفى (852هـ) له كتاب فى شرح فتح البخارى جاء بهذه الأحاديث (210) وبين أن وجهة نظر البخارى فيها هى الصحيحة وأن المعترض عليه هو المخطئ، فعندما يقول العقلاء هذا لم يجدوا إلا (210) أحاديث وأمكن رد الصواب فيها إلى صنيع البخارى. فهل هناك ضبط لعمل بشرى أكثر من هذا، فهناك كتب مجلدات درست ألفاظه ورجاله (أسانيده) وضبط الكلمات فيه، وفى جميع هذه الكتب ظهر أنه ليس فيه خطأ يمكن ألا يوجد رد إليه، فهل كونه عملاً بشريًا يصلح أن يكون هناك طعن عليه، ولو كان هذا كان هذا العلم مشهودًا له بالصواب أم إذا كان هناك عمل بشرى وشهدنا باعتبارنا أننا عقلاء بصحته.
 

< ماذا="" عن="" حديث="" النبى="" (صلى="" الله="" عليه="" وسلم)="" الذى="" يقول="" فيه="" «لا="" تكتبوا="" عنى="" غير="" القرآن»="" الذى="" يستند="" إليه="" القرآنيون="" فى="" رفضهم="" للسنة،="" بالإضافة="" إلى="" قوله="" تعالى="" «ما="" فرطنا="" فى="" الكتاب="" من="" شىء»="" وكيف="" ترد="" على="">

< هاتان="" قضيتان،="" فالحديث="" الذى="" قال="" فيه="" الرسول="" (صلى="" الله="" عليه="" وسلم)="" «لا="" تكتبوا="" عنى»="" قاله="" فى="" مرحلة="" معينة="" ثم="" ثبتت="" عنه="" أحاديث="" (اكتبوا)="" فعبد="" الله="" بن="" عمرو="" بن="" العاص="" وهو="" صحابى="" معروف،="" وأبوهريرة="" قال="" فإن="" هذا="" أكثر="" واحد="" قال="" عنى="" حديثًا="" وكان="" يكتب="" ولا="" أكتب،="" هذا="" الرجل="" جاء="" إلى="" الرسول،="" فالشبهة="" تعتمد="" على="" عدم="" المعرفة="" بالحديثين،="" فلو="" علمت="" معنى="" الحديث="" تستطيع="" الرد="" على="" من="" يثير="" هذه="" الشبهة،="" فالرسول="" قال="" «لا="" تكتبوا="" عنى»="" ثم="" قال="" لعبدالله="" بن="" عمرو="" بن="" العاص:="" «اكتب="" ولا="" حرج»="" ولما="" تكلم="" عبدالله="" بن="" عمرو="" بن="" العاص="" بأن="" الرسول="" قال="" له="" اكتب،="" عدد="" من="" الحاضرين="" قالوا="" نحن="" كنا="" معًا="" وكتبنا="" كما="" كتب،="" فلماذا="" لم="" يأتوا="" بذلك،="" فالكل="" يسير="" على="" كلمة="" «لا="" تكتبوا»="" فلابد="" للحقيقة="" أن="" تتكامل="" فلماذا="" يأخذون="" شطر="" النص="" ويتركون="" شطره،="" فإذن="" النهى="" كان="" فى="" مرحلة="" ما،="" ثم="" جاء="" متأخرًا="" بعده="" قال="" لعبدالله="" بن="" عمر="" (اكتب)="" فالذين="" حضروا="" مع="" «عبدالله»="" قالوا="" لقد="" كما="" معك="" نكتب="" كما="" تكتب.="" فإذن="" الرسول="" كما="" نهى="" أمر،="" وأصبح="" الأمر="" هو="" الذى="" استقر،="" وهذه="" نقطة،="" أما="" النقطة="" الثانية="" «ما="" فرطنا="" فى="" الكتاب="" من="" شىء»="" ونحن="" نتساءل="" أين="" فى="" الكتاب="" أن="" صلاة="" الظهر="" سرية،="" لا="" توجد،="" وأليست="" هذه="" شىء="" إذن="" قوله="" سبحانه="" وتعالى:="" «ما="" فرطنا="" فى="" الكتاب="" من="" شىء»="" يعنى="" من="" الدلالة="" الصريحة="" أو="" الإرشاد="" العام،="" فالقرآن="" يقول="" (أقيموا="" الصلاة)="" ثم="" قال="" للرسول:="" «وأنزلنا="" إليك="" الذكر="" لتبينه="" للناس»="" فعندما="" نضم="" هاتين="" إلى="" بعضهما="" نجد="" أن="" الكتاب="" هو="" الذى="" أمر="" بالهيئات="" التى="" فعلها="" الرسول،="" فلا="" يوجد="" تفريط،="" لكن="" هذا="" ذكر="" بالإجمال="" وذكر="">
 

< وهل="" يخرج="" منكرو="" السنة="" من="">

< السنة="" بها="" أشياء="" دخيلة="" عليها،="" فإنكار="" السنة="" له="" أمران="" إما="" أن="" تقول="" هذا="" الحديث="" لم="" يثبت="" عن="" الرسول="" (صلى="" الله="" عليه="" وسلم)،="" وهذا="" إنكار،="" وإما="" أن="" تقول="" وإن="" ثبت="" فأنا="" لا="" أؤمن="" به،="" فهل="" الصورة="" الأولى="" مثل="" الثانية،="" إذن="" الإنكار="" له="" أنواع،="" لا="" أحكم="" على="" إنسان="" بالخروج="" من="" الملة="" إلا="" إذا="" أنكر="" أن="" هذه="" السنة="" صدرت="" أصلاً،="" فهناك="" إنكار="" لا="" يخرج="" من="" الملة="" وهناك="" إنكار="" يطعن="" فى="" السنة="" ولا="" يؤمن="" بها،="" فالآخراج="" من="" الملة="" لأنه="" أنكر="" مصدر="" السنة.="" إذن="" هناك="" إنكار="" يكون="" من="" باب="" الخطأ="" وهناك="" إنكار="" من="" باب="" الجحود="" ولذلك="" القرآن="" يقول="" «فجحدوا="" بها»="" فالجحود="" هو="" الذى="" يترتب="" عليه="" الخروج="" من="">
 

< يتجدد="" الحديث="" عن="" الخطاب="" الدينى="" فقط="" مع="" وقوع="" الأزمات="" وكأنه="" «موضة»="" وليس="" رسالة="" وهدفًا="" يتم="" تحقيقه="" وفق="" برنامج="" منظم،="" فما="" مفهوم="" التجديد="" وما="" آلياته="" فى="">

< نحن="" لا="" نفهم="" مسألة="" التجديد="" فى="" الأصل،="" فالتجديد="" كل="" يوم="" يحدث="" فى="" أمور="" الإسلام،="" والناس="" يطالبون="" بالتجديد="" دون="" أن="" يعوا="" مفهوم="" التجديد="" وماذا="" يريدون="" أن="" يجددوا="" وماذا="" تريدون="" أن="" يبقى،="" فالتجديد="" يجب="" أن="" يفهم="" أنه="" ليس="" تخلصًا="" من="" كل="" التكاليف="" على="" هوى="" من="" يشاء،="" وإنما="" التجديد="" هو="" أمر="" يطرأ="" لشخص="" فيطلب="" الحل="" المناسب="" لعصره="" لا="" يضيق="" الشرع="" به="" أبدًا،="" فهذا="" هو="" التجديد،="" أن="" كل="" ما="" يتجدد="" فى="" الحياة="" فإن="" الشريعة="" تستوعبه="" وتجيز="" لصاحبه="" أن="" يتغير="" من="" القديم="" إلى="" الحديث،="" هذا="" هو="" التجديد="">
 

< ما="" رأيك="" فى="" الأصوات="" التى="" تنادى="" بـ«إسلام="" بلا="">

< ما="" السبب="" فى="" المطالبة="" بدونها،="" فالشريعة="" تلبى="" حاجات="" الناس="" فما="" هو="" الشىء="" الذى="" ترتب="" من="" المفاسد="" على="" المذاهب،="" فعندما="" تقرأ="" ما="" يسمى="" بالفقه="" المقارن،="" لا="" نجد="" أن="" فى="" المذاهب="" فسادًا="" ولكن="" المذاهب="" هى="" عبارة="" عن="" أفكار="" أئمة="" رأوا="" أن="" نصوص="" الشرع="" تفيد="" هذا="" فى="" هذا="" الوقت="" ولم="" يتفقوا="" على="" كل="" الأشياء="" فإذا="" بحثنا="" عن="" وجوه="" الخلاف="" بين="" المذاهب="" تجدها="" للتخفيف="" فإذا="" كان="" خلاف="" المذاهب="" رحمة="" فما="" هوى="" الناس="" فى="" إلغاء="" الرحمة،="" أليس="" اختلاف="" أمتى="" رحمة،="" فعندما="" تقول="" إسلام="" بلا="" مذاهب="" أى="" بلا="" رحمة="" فهل="" هذا="">