رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«تعالي لي.. يا أمة!»

ما الذي جري للبنت الجميلة في مصر؟
وما كل هذا الحزن والشجن.. علي شفاه ووجوه الجميلات؟
الإعلامية الجميلة مها عثمان كتبت تقول: «مصر بتوجعني.. وقلبي كمان».

وابنتي الحلوة سارة وضعت صورتها علي شاشة الإنترنت، وإلي جوارها حقيبة سفر صغيرة، وعبارة تقول: «لو لم أكن هنا.. لوددت أن أكون هناك»!
بنات مصر الحلوات تغيرن كثيراً.. وتغيرت اهتماماتهن وأحاديثهن، لم تعد البنت المصرية تافهة كما كانت صورتها في الأغلب زمان، لم يعد حديث البنات مقصوراً علي الموضة والريجيم وآخر ماكياچ!
كشفت المرأة المصرية في الفترة الماضية عن وجه جديد، الفتيات خرجن في مظاهرات الثورة وبعدها، جنباً إلي جنب مع الشباب والرجال، من اليوم الأول للثورة انشقت الأرض في ميدان التحرير، عن نوعية جديدة من البنات المصريات.
حواء المصرية تصدرت مظاهرات الغضب، رفعت علم مصر وهي تهتف مثل نساء الثورة الفرنسية، وتتحدي بجرأة مذهلة جنود الأمن المركزي، وتلقي عليهم بالحجارة!
ولا يمكن لأحد إنكار دور الفتاة والمرأة المصرية في الثورة، فقد عرف ملايين المصريين، أسماء فتيات مصريات كان لهن دور واضح في الثورة، فهن ناشطات سياسيات معروفات وغير معروفات.
ولم يكن يخطر علي بال رجال مصر، أن البنت المصرية يمكن أن تكون ثورية، وأن تهتم بمشاكل مصر وأوضاع الوطن!
وهذا الوجه الجديد للمرأة المصرية، لم يكن مقصوراً علي الجامعيات والمثقفات، بل علي نساء كثيرات عاديات، ربات البيوت أصبحن يتحدثن في السياسة وصراعاتها.
الأسبوع الماضي في مقهي «ريش» الجميل، وجدت نفسي بين السيدة المناضلة شاهندة مقلد، والسيدة والدة خالد سعيد، والجميلة فاطمة المعدول، وكل منهن تمثل رمزاً سياسياً ومصرياً، لكن كل واحدة منهن كانت تحيط بها مجموعة من الشابات المصريات، متوقدات الحماس، ومتحدثات بلسان الثورة!
السياسة في مصر كانت للرجال، تماماً كما كان السجن لـ«الجدعان»، لكن ثورة 25 يناير قلبت الدنيا والمفاهيم وأشياء كثيرة في حياتنا، وإذا كان الشباب هم الذين أشعلوا الثورة، فإن الرجال حتي الآن فشلوا في إنجاح هذه الثورة، هناك رجال اختاروا بإرادتهم الانضمام إلي حزب «الكنبة» ورجال اكتفوا بالكلام في السياسة، ورجال تحولوا إلي خبراء استراتيجيين، ورجال لم يحصلوا علي الاعدادية وأصبحوا محللين سياسيين، ورجال لم يرفعوا إصبعاً واحدة للاعتراض،

ورجال لم يذهبوا إلي الاستفتاءات والانتخابات بدافع الكسل!
لكن وسط كل هذا التبلد واللامبالاة من الرجال، رفعت المرأة المصرية يدها من طشت الغسيل، وخرجت إلي الشارع تهتف وتحمل علم مصر، ولافتات تطالب بالحرية والعيش والعدالة والكرامة!
ولا أعتقد أن هذا شيء غريب علي المرأة المصرية، في الواقع أن هذه المرأة هي التي تقع علي رأسها كل بلاوي ومصائب السياسة، التي يرتكبها ويمارسها الرجال، المرأة المصرية هي وزيرة شئون تدبير حياة الأسرة كلها، ومطلوب منها أن تدير حياة أسرتها بأي دخل بسيط ولا يكفي!
وليس هذا فقط بل إن أكثر من 30٪ من النساء «معيلات» يتحملن بمفردهن أعباء أسرهن وأطفالهن، عشرات الآلاف من الرجال اسماً طفشوا من البيت والمسئولية، ومئات الآلاف من الرجال اختاروا الطلاق، والمرأة المعيلة في مصر تعمل في الشركات والمصانع والبيوت وفي مهن وحرف كانت مقصورة علي الرجال، وكل امرأة معيلة في مصر، أرجل من مائة رجل!
رأيت بعيني في طفولتي وصباي، كيف أن أمي التي لم تكن تعرف السياسة، تحملت بشجاعة نادرة سياسة عبدالناصر وسياسة السادات، ومبارك أيضاً في النهاية، وسياسة أبويا أيضاً.
كانت أمي وزيرة مالية بيتنا، وكانت وزيرة الأمن ووزيرة الخارجية، بل وكانت رئيس وزراء العائلة.
وحتي اليوم وأنا رجل بشنب ولحية أحلقها كل يوم.. وعندما يتولاني اليأس وشعور العجز، لا أردد إلا عبارة واحدة في نفسي، وأتمني أن أصرخ عالياً بهذه العبارة: «تعالي لي.. يا أمة!»