تعرف على سبب نزول سورة النصر
التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان وقبل الحديث عن مقاصد سورة النصر لا بدَّ من التمهيد بالحديث عن سبب نزول سورة النصر، وأسباب نزول السور القرآنية مختلفة، فالسور والآيات منها ما كان ينزل تأكيدًا على أمر حصل مع المسلمين أو نهيًا عنه، فالحوادث التي كانت تحدث مع المسلمين هي التي تؤدي إلى نزول بعض الآيات والسور، وبعض السور القرآنية كانت تنزل لسرد قصص الأمم الغابرة وضرب الأمثال وإظهار مصير المشركين والمكذبين من الأمم السابقة وغير ذلك، كما أنَّ بعض السور والآيات لم يرد في حقِّها أي سبب صريح لنزولها، وسورة النصر تحديدًا فقد صحَّ ما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: "كانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مع أشْياخِ بَدْرٍ، فقالَ بَعْضُهُمْ: لِمَ تُدْخِلُ هذا الفَتَى معنا ولَنا أبْناءٌ مِثْلُهُ؟ فقالَ: إنَّه مِمَّنْ قدْ عَلِمْتُمْ قالَ: فَدَعاهُمْ ذاتَ يَومٍ ودَعانِي معهُمْ قالَ: وما رُئِيتُهُ دَعانِي يَومَئذٍ إلَّا لِيُرِيَهُمْ مِنِّي، فقالَ: ما
يا ابْنَ عبَّاسٍ، أكَذاكَ تَقُولُ؟ قُلتُ: لا، قالَ: فَما تَقُولُ؟ قُلتُ: هو أجَلُ رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أعْلَمَهُ اللَّهُ له: إذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والفَتْحُ فَتْحُ مَكَّةَ، فَذاكَ عَلامَةُ أجَلِكَ: فَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ إنَّه كانَ تَوّابًا. قالَ عُمَرُ: ما أعْلَمُ مِنْها إلَّا ما تَعْلَمُ".
وهذا الحديث يبين إن هذه السورة نزلت قبل فتح مكة، والله أعلم.