عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة من جديد

أصبحت الحوادث التى كانت تصيبنا بالفزع والرعب مع كل صباح من الأخبار العادية ، فلم نعد ننتفض عندما نشوب معارك بين عائلتين مستخدمين الأسلحة البيضاء أو الآلية ، السطو على محلات الذهب والصرافة

أو التعدى على الأفراد وتثبيتهم لسرقة سياراتهم ، عمليات الإغتصاب وخطف البشر لطلب الحصول على فدية ، عصابات التجارة فى المخدرات والسلاح بكل أنواعها ، قطع الطرق وتعطيل حركة مترو الأنفاق وخطوط السكك الحديدية والإضرار بمصالح البشر ، كل هذا كله إعتاد عليه المصريون ، لكن مايحدث الآن فاق كل حد ، فقائمة الإغتيالات التى ضمت العديد من الرموز والقامات الدينية والوطنية لم تعد خافية على أحد ، ميلشيات تحكم وتتحكم ، وكأن مصر كانت دولة لم تعد قائمة ، إنعدم فيها القانون وفقدت شرعيتها أمام دولة موازية تستقوى بالرئيس الجالس على سدة الحكم لأنهم منه وهو منهم ، أصبح الدستور مسألة حياة أو موت ، سيفرض على الشعب بالقوة ، سيتم التأثير على البسطاء كما كل إستفتاء أو إنتخابات ، وكأن الخيار بين إقامة دولة الدين أو دولة الكفر ، من يقبل تشويه وجه مصر الحضارى بما يندى له الجبين فى محيط مدينة الإنتاج الإعلامى ، رايات سوداء ، إقامة كاملة فى الخيام ، حمامات ومواسير مياة فى العراء ، إبل وخرفان وأبقار أعادوا لنا حياة القافلة  البادية والرعى ، هتافات وسباب ثم ضرب وإعتداء من ( عيال أبواسماعين ) على ضيوف البرامج حتى يخرس صوتهم ، فلا يبدون رأيا مخالفا ، منع المذيعين عنوة من دخول مدينة الإنتاج وقهرهم وإرهابهم ، يعتقدون أنهم على صواب مجاهدون فى سبيل الله يحاربون الأعداء من الظالمين ، لكن اللوم لايقع على محدودى التعليم والثقافة الذين تعدوا حدودهم وباتوا يرددون مايملى عليهم دون إعمال للعقل أو فهم للدين الذى ينهى عن التهديد والوعيد بالقتل والسحق ، اللوم على القائمين على البلاد ، فى أى دولة تحاصر صروح القضاء من

ثلة تحفظ بعض الجمل ولاتفهم معناها ، يرددونها عندما يسألوهم لماذا تعتصمون ؟ لماذا أنت هنا فيجيب كل منهم ( من أجل تطهير القضاء ) فعلى الرغم من نقاء الثورة العظيمة وأهدافها النبيلة إلا أن من مسالبها ذاك الفهم الخاطئ الذى جعل الكل يتكلم فى السياسة وكأنه الأعلم ببواطن الأمور ، أما مارأته الأعين فى محيط الإتحادية من تعذيب وضرب بالأحذية وتكالب كل عشرة على فرد واحد بالأقدام والكفوف والدماء تجرى من شج  الرؤوس والعيون ، والأجساد تئن وجعا فدوّى الصراخ أرجاء المحروسة ،  فبكى الهرم والنيل حزنا ، ليطرح السؤال  المصريون من أجل ماذا يقتتلون ؟؟ على الرئيس أن يأخذ موقفا أكثر جدية ، ألا يسمح بالمهاترات ، يصدر أوامره للداخلية أن تنهى هذه المشاهد المأساوية التى جعلت العالم يتندر على المصريين وثورتهم ، هناك فرق بين الإعتصام السلمى ، بلافتة وعلم البلاد فى الميدان ، وبين إقامة غرف معيشة وحمامات فى الشارع تبعث على الغثيان ، أما الرايات فسوداء كما الأيام  ، لن يقف المصريون متفرجين ، هم طيبون متسامحون لكنهم لن يقبلوا بمنظومة القيم العنيفة المستوردة الوافدة ، فحضارة النيل ستقف حائطا صدا ضد الأخلاق الدخيلة على ماجبلنا عليه منذ آلاف السنين ، أما الثورة فلم تنته ....ستبدأ من جديد