ثورة من جديد
أصبحت الحوادث التى كانت تصيبنا بالفزع والرعب مع كل صباح من الأخبار العادية ، فلم نعد ننتفض عندما نشوب معارك بين عائلتين مستخدمين الأسلحة البيضاء أو الآلية ، السطو على محلات الذهب والصرافة
أو التعدى على الأفراد وتثبيتهم لسرقة سياراتهم ، عمليات الإغتصاب وخطف البشر لطلب الحصول على فدية ، عصابات التجارة فى المخدرات والسلاح بكل أنواعها ، قطع الطرق وتعطيل حركة مترو الأنفاق وخطوط السكك الحديدية والإضرار بمصالح البشر ، كل هذا كله إعتاد عليه المصريون ، لكن مايحدث الآن فاق كل حد ، فقائمة الإغتيالات التى ضمت العديد من الرموز والقامات الدينية والوطنية لم تعد خافية على أحد ، ميلشيات تحكم وتتحكم ، وكأن مصر كانت دولة لم تعد قائمة ، إنعدم فيها القانون وفقدت شرعيتها أمام دولة موازية تستقوى بالرئيس الجالس على سدة الحكم لأنهم منه وهو منهم ، أصبح الدستور مسألة حياة أو موت ، سيفرض على الشعب بالقوة ، سيتم التأثير على البسطاء كما كل إستفتاء أو إنتخابات ، وكأن الخيار بين إقامة دولة الدين أو دولة الكفر ، من يقبل تشويه وجه مصر الحضارى بما يندى له الجبين فى محيط مدينة الإنتاج الإعلامى ، رايات سوداء ، إقامة كاملة فى الخيام ، حمامات ومواسير مياة فى العراء ، إبل وخرفان وأبقار أعادوا لنا حياة القافلة البادية والرعى ، هتافات وسباب ثم ضرب وإعتداء من ( عيال أبواسماعين ) على ضيوف البرامج حتى يخرس صوتهم ، فلا يبدون رأيا مخالفا ، منع المذيعين عنوة من دخول مدينة الإنتاج وقهرهم وإرهابهم ، يعتقدون أنهم على صواب مجاهدون فى سبيل الله يحاربون الأعداء من الظالمين ، لكن اللوم لايقع على محدودى التعليم والثقافة الذين تعدوا حدودهم وباتوا يرددون مايملى عليهم دون إعمال للعقل أو فهم للدين الذى ينهى عن التهديد والوعيد بالقتل والسحق ، اللوم على القائمين على البلاد ، فى أى دولة تحاصر صروح القضاء من