عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فيضان النيل.. خير على جناح الخوف

بوابة الوفد الإلكترونية

طوفان المياه يهدد 8 محافظات .. ووزير الري الأسبق: مصر بعيدة عن سيناريو السودان

عضو اللجنة الوطنية لدراسة آثار سد النهضة الإثيوبي: 60 % من أراضى محافظة البحيرة طرح النهر

خبير موارد مائية: فيضان 2020 أعلى من فيضان 1946.. والسد العالى يحمى مصر

خبير استراتيجية المياه بالأمم المتحدة: ارتفاع منسوب مياه النيل  نعمة

 

«النيل فاض، ومناطق طرح النهر مهددة بالغرق».. عبارة انتشرت وسط كل فئات الشعب المصري، بعد تحذيرات محافظ البحيرة من غرق الأراضى الملاصقة لنهر النيل بسبب ارتفاع منسوب مياه النيل،

ورغم أن ملايين المصريين أسعدتهم أنباء فيضان النيل، خاصة بعد أسابيع عصيبة عاشها كل مصرى وسط مخاوف من انخفاض مياه النهر   بعد بدء إثيوبيا تخزين المياه أمام سد النهضة، ولكن الخوف من غرق طرح النهر أثار الفزع فى قلوب الكثيرين.

من جانبها أطلقت وزارة الموارد المائية والرى، تحذيرات فى 8 محافظات مطلة على النيل، وهى «الجيزة والمنوفية و الغربية والبحيرة وكفر الشيخ والدقهلية ودمياط والقليوبية» بسبب ارتفاع منسوب النهر، وقال المهندس محمد السباعى، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية فيضان هذا العام أعلى من المتوسط ومبشر، ونسبة المياه سترتفع فى مناطق طرح النهر، مضيفًا أن الوزارة تتابع السد العالى ثانية بثانية، من أول وصول المياه حتى تصريفها، موضحًا أن السد العالى آمن وحامى مصر من الأخطار، لافتًا إلى أن الوزارة حذرت كثيرًا من التعدى بالبناء أو الردم على منطقة طرح النهر، حفاظًا على أرواح المواطنين والممتلكات العامة، مضيفًا إلى أنه تم التحذير من فترة من ارتفاع منسوب المياه والذى قد يغرق بعض الأماكن التى تعتبر حرم نهر النيل، وتم توجيه تحذير لـ13 محافظة على نهر النيل بهذا الشأن حتى لا يحدث أى ضرر، مشيرًا إلى أن مصر تمر بموسم الفيضان بداية من الأول من  أغسطس حتى نهاية شهر أكتوبر، لافتاً إلى أنه تم التنسيق مع المحافظات لمتابعة مناسيب المياه على مدار الساعة، محذرًا من أن حالات التعدى الموجودة على أراضى طرح النهر قد تتضرر من الارتفاع المتوقع فى منسوب النيل.

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى، أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات بالتزامن مع احتمالية ارتفاع مناسيب المياه بفرع رشيد مما قد يترتب عليه غمر أراضى طرح النهر فى بعض المناطق، وهو أمر طبيعى ومعتاد عليه ولا داعى للقلق أو استخدام هذا الأمر فى غير سياقه الطبيعى، مطالبًا بضرورة العمل على استمرار تنفيذ إزالة التعديات على المجارى المائية، خصوصاً مجرى نهر النيل وفرعى دمياط ورشيد والتى تحد من قدرة الشبكة على استيعاب المياه الزائدة وقت الطوارئ أو أثناء فترة السيول، ومتابعة التعديات على كافة المجارى المائية بشكل مستمر واتخاذ كل الإجراءات القانونية تجاهها والتنسيق مع جميع الأجهزة المعنية لإزالتها، ترسيخًا لمبدأ سيادة القانون والحفاظ على أملاك الدولة.

 وبدورها أرسلت محافظة البحيرة، منشورًا إلى عدد من الوحدات المحلية الواقعة على نهر النيل بفرع رشيد، يشدد على اتخاذ الإجراءات الاحتياطية بشأن ارتفاع منسوب النيل خلال الأيام المقبلة، ما قد يتسبب فى غرق مناطق واسعة.

 كما حذرت الوحدات المحلية لثلاث مدن فى محافظة المنوفية مواطنيها المقيمين والمزارعين فى أراضى طرح النهر، بضرورة إخلاء تلك الأراضي، وكذلك إخلاء المنازل، نظراً لبدء موسم الفيضان للعام الحالي،، وارتفاع منسوب المياه فى النيل مما يهدد بغمر معظم أراضى طرح النهر، وكذلك المبانى المخالفة المقامة على جوانب النيل.

وكانت محافظة البحيرة، قد أرسلت مخاطبات رسمية لرؤساء الوحدات المحلية بالمحافظة، لاتخاذ الإجراءات الاحترازية بشأن ارتفاع منسوب النيل خلال الأيام المقبلة، مما قد يؤدى إلى غرق مناطق مختلفة متاخمة للنهر.

وعقد محافظ البحيرة «هشام أمنة» اجتماعات مع القيادات التنفيذية، للوقوف على درجة الاستعداد الخاصة بارتفاع منسوب مياه نهر النيل فى المحافظة، وتم  تكليف الوحدات المحلية بإخلاء المنازل والمبانى وحظائر المواشى والأقفاص السمكية الموجودة على أراضى الدولة بطرح النهر، لتفادى وقوع أضرار قد تنتج عن غرق الأراضى الزراعية، وحفاظًا على أرواح المواطنين، مع ضرورة نقل أى محاصيل أو متعلقات يمكن أن تتعرض للتلف نتيجة الغمر بمياه النيل، مع ارتفاع مناسيب النهر.

وعقدت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط، اجتماعًا طارئًا لوضع خطة عاجلة لمواجهة ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، مؤكدة ضرورة التنبيه على المواطنين فوراً بإخلاء المبانى والحظائر والأقفاص السمكية وإزالة أى تشوينات للمحاصيل الزراعية والمزروعات على أراضى طرح النهر وأى متعلقات قد تتعرض للتلف نتيجة إمرار تصرفات زائدة بمياه نهر النيل لحين مرور تلك الأزمة.

 

يقول التاريخ

 يسجل التاريخ أن فيضان 1946م، كان أحد أقوى الفيضانات التى شهدتها مصر، وأحدث ضجة كبيرة سجلتها صفحات الصحف والمجلات نظرًا لأنه أغرق نصف الصعيد، وأوقع الكثيرمن الضحايا تمامًا كما حدث فى فيضان عام 1887م والذى حمل الجثث من السودان والصعيد إلى القاهرة.

قال الدكتور محمد محيى الدين، عضو اللجنة الوطنية المصرية لدراسة آثار سد النهضة الإثيوبي، مستشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن غرق أراضى طرح النهر مشكلة بدأت منذ عشرات السنين، عندما تساهلت الدولة وأغمضت عينيها وتغاضت عن كل التعديات التى جرت على مجرى النيل سواء كانت من مؤسسات الدولة نفسها أو من المواطنين، مما أدى  فى نهاية الأمر إلى ضيق مجرى النهر، وارتفاع المياه فى عدة مناطق كالبحيرة، وانخفاضها فى مناطق أخرى كأسوان.

وتابع «محيى الدين»، حوالى 60% فى محافظة البحيرة تعديات على جوانب النهر، لذا يجب أن نقف بالمرصاد لكل من تعدى على تلك الأراضي، مؤكدًا أن إزالة التعديات هو الحل الأمثل والأفضل لمنع فيضان نهر النيل، لافتًا إلى أنه هناك عدة جزر ستغمرها المياه كجزيرة الوراق وبعض المناطق من المحافظات المتعدية على أراضى نهر النيل، مشيرًا إلى أن التعدى على المجرى المائى يعرقل عملية تصريف مياه الفيضانات بسبب ارتفاع منسوب المياه، لذا يجب إزالة التعديات بكافة أشكالها على الجزر النيلية ومنافع نهر النيل، فضلاً عن إجراء أعمال إزالة الحشائش والأعشاب وورد النيل من المجرى المائى والأخوار حول الجزر لضمان تحسين خدمات توصيل المياه إلى الأراضى الزراعية وكافة الاستخدامات المائية الأخرى.

 

نعمة وليست نقمة

قال الدكتور أحمد فوزي، خبير استراتيجية المياه بالأمم المتحدة، إن فيضان نهر النيل نعمة للمواطنين وليست نقمة، لافتًا إلى أنها تقوم بغسل مياه النهر من الملوثات بأقل تكلفة، كما تقوم بعملية غسل

الأملاح من التربة.

وأوضح «فوزي»، أن فرع دمياط من الناحية العلمية فرع ميت، وذلك لقلة حركة المياه فيه ولكن مياهه نقية، ولكن فرع رشيد يحوى كمًا كبيرًا من المخلفات الزراعية والصناعية، وبالتالى تلك السيول ستعمل على غسل مياه رشيد وطرد ما فيه من ملوثات قاعية وعالقة.

وأشار خبير استراتيجية المياه بالأمم المتحدة، إلى أنه عند انخفاض منسوب مياه نهر النيل، زرع البعض أراضى طرح النهر المملوكة للدولة، وزرعوا أيضًا الجزر المملوكة للدولة!

وقال «لغسل النهر ولعدم الضغط على نهر النيل، وللحفاظ على أمان السد العالي، يجب إطلاق المياه فى فرع رشيد، ورفع منسوب المياه به، والذى بدوره سيعمل على غرق بعض المناطق المنخفضة كالجزر، وهو نفس ما يمكن أن يتكرر فى المناطق المحيطة بفرع دمياط.

واختتم الخبير المائي، كلامه قائلًا: إن مصر لن تدخل مرحلة الخطورة، وأن الأراضى الزراعية أو الجزر المأهولة بالسكان هى جزر تكونت بفعل نهر النيل، وهى تخص نهر النيل بالأساس، ولكن بسبب انخفاض منسوب مياه نهر النيل فى الآونة الأخيرة ظهرت الجزر، ولكن عند عودة المياه لارتفاعها المعروف تغمر المياه أراضى طرح النهر وجزر النيل.

 

أعلى من المعتاد

الدكتور عبدالفتاح مطاوع، خبير الموارد المائية، أكد أن فيضان نهر النيل يأتى بصفة دورية كل عام، ويختلف من عام لآخر من حيث ارتفاع أو انخفاض منسوب مياه النهر، لافتًا إلى أنه من الواضح أن فيضان هذا العام، هو فيضان ذو منسوب مياه مرتفعة، خاصة بعد ارتفاع مؤشرات مناسيب المياه من نهر النيل فى السودان وإثيوبيا والخرطوم والنيل الأزرق، وهى أعلى من أعلى مناسيب تم رصدها خلال 100 عام الأخيرة وأعلى من فيضان الذى أغرق نصف الصعيد عام 1946 وأعقبه تفشى مرض الكوليرا والملاريا، وأعلى أيضًا من فيضان عام 1988 والذى ارتفعت فيه مياه بحيرة ناصر وارتفع منسوب المياه فى مجرى النيل 18 مترًا، وكان السد العالى على وشك وقف التوربينات المولدة للكهرباء، لافتًا إلى أن مناسيب المياه فى الوقت الحالى وتصريفات المياه وصلت لـ967 مليون متر مكعب فى اليوم الواحد، ووصلت المناسيب فى النيل الأزرق فى الخرطوم لأعلى منسوب وهى 17 مترًا و63سنتيمترًا، ومعناها أن تصريفات المياه كبيرة جدًا والذى نتج عنه غرق المدن بالسودان، مضيفًا إلى أنه عندما تقل المياه فى الهضبة الإثيوبية والخرطوم والسودان، ستعود كل تلك المياه مرة أخرى للنيل فى مصر، وبناءً عليه سترتفع المناسيب فى بحيرة ناصر، وكمية الوارد من المياه لمصر ستزيد بصفة يومية، لذا يجب التخلص من المياه الزائدة فى منخفضات توشكى وفى البحر المتوسط وذلك للحفاظ على جسم السد العالي.

وأشار «مطاوع»، إلى أنه حين امتلاء توشكى ووصول المياه إلى مستويات عالية فى بحيرة ناصر، سنضطر إلى تمرير مياه أبر عبر السد، وبالتالى وصول مياه نهر النيل إلى أراضى طرح النهر والمنشآت المتواجدة عليها، وتؤثر على المواطنين أو المواشى أو أى أنشطة مقامة على جوانب نهر النيل.

وأشار إلى أنه هناك بعض الحلول لاستيعاب مياه النهر ولكن تنفيذها حاليًا تأخر، لافتًا إلى أنها تحتاج لعشرات السنين لتنفيذها، مشيرًا إلى وجود مشروع تمت دراسته وهو بناء سد عال آخر داخل بحيرة ناصر جنوب أسوان على بُعد 135 كيلو مترًا، وذلك لأنها أضيق مكان فى بحيرة ناصر، والتى بدورها من الممكن أن تستوعب 30 مليار متر مكعب مياه من مياه السيول القادمة من السودان، بدلًا من إلقائها فى البحر أو النيل.

 

أراضى التعديات

قال محمد نصر علام وزير الرى الأسبق، إن مصر لن تغرق مثل باقى الدول التى غمرتها المياه، لافتًا إلى أن الأراضى التى تم وصول المياه لها داخل مصر، هى تعديات من المواطنين على أراضى وجوانب النيل الأساسية، وعند وصول المياه لمنسوبها الطبيعى تغمر جميع الأراضى الأساسية بها، والتى تسمى بطرح النيل.

وأوضح «علام»، أنه لا توجد خطورة على مصر من فيضان النيل، لافتًا إلى أنه فى وقت الفيضان التصريف السنوى للمياه فى نهر النيل إلى 500 مليون متر مكعب، إنما وصول المياه لـ250 مليون متر مكعب هى كمية ضئيلة وليس بها خطورة، لافتًا إلى أنه يجب على الحكومة تطهير وإزالة التعديات على جوانب النيل.