رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سمير الحجاوي يكتب:أمير العرب في غزة

سمير الحجاوي
سمير الحجاوي

لك الله يا أمير العرب... لك الله يا أمير قطر... الله أيها الشيخ الثائر.. يا زعيم الثوار والربيع العربي.. ما أجملك وأنت تكسر الحصار في غزة وتحطم الحصار والخنوع والخوف.

ما زالت عبارتك "حسبي الله ونعم الوكيل" يتردد صداها في الأرجاء.. سقط بعض الخونة الذين خنقوا شعب فلسطين.. وسيسقط الباقون بإذن الله.. لك الحب والمجد ايها الأمير... لك يزهر الربيع ونرفع الأكف عاليا لنقول حفظك الله، فنحن معك في السراء والضراء.. لم تخذل أهل فلسطين ولم تخذل الفقراء والمستضعفين، وكسرت الحصار على غزة وكسرت مع كسر الحصار قلوب أعدائك وأعداء فلسطين وأعداء العرب، وزرعت الحب في قلوب محبيك من الأحرار.. لم تخذل الثورة والثوار، ولم تخذل شعبك ولا العرب.. وعهد أننا لن نخذلك أبدا مهما كان الثمن.. كلمة من حر لم يداهن في عمره أحدا ولا أحنى رأسا إلا لله.
لله درك من أمير ملكت قلوبنا وعقولنا، وفجرت فينا العزة والأنفة التي كدنا ننساها.. كيف لا وأنت تبرهن يوما بعد يوم انك عربي، تجري في عروقك دماء العروبة الأصيلة، وتتنفس الإيمان الذي يسري في روحك من الإسلام العظيم.
لله درك من أمير كسرت انف تحالف الشر، وفرضت إرادتك على المتأبطين شرا وحقدا وعنفا وإرهابا وخنوعا، فكنت صاحب الرؤية التي نادت بمكان تحت الشمس للعرب، فنحن أصحاب الحضارة والثقافة واللغة العربية.. كسرت الحصار وخرقت جدار الموت وقلت للعالم إن الإرادة فوق كل اعتبار.
كم هدّ غزة وجع الحصار وكم وردة ذبلت هناك وكم امة جزعت، فجئت أيها الشيخ المبجل لتسقي الورد كي لا يذبل.. ذهبت هناك أيها الأمير لكي تضمد الجراح وتواسي المظلومين المحاصرين والثكالى والايامى واليتامي والأرامل.
أيها الأمير.. يا أمير العرب.. عندما وضعت قدمك في غزة قلت للعالم: فلسطين لنا وسنستردها، وحين تسلمت المفاتيح في حفل الجامعة الإسلامية في غزة، مفاتيح البيوت التي احتلها الاسرائيليون عام 1948 قال لك الشعب الفلسطيني: إننا نحملك مفاتيح بيوتنا المحتلة فهي أمانة في عنقك.. ويالها من أمانة كبيرة حملها شعب فلسطين العظيم لزعيم قطر العظيم الذي يقول للعالم إن الأمة العربية لها أيضا قيادة عظيمة، ويقول للعالم إن الدم الذي يجري في عروق الخليج العربي والبحر المتوسط دم عربي مسلم خالص.
لست شاهدا على الأحداث بل صانع لها أيها الأمير.. ولا ترتضي ان تكون متفرجا بل صانعا للتاريخ الذي يصنعه القادة الكبار والزعماء العظماء والكبار.. لم يدن الحصار بل كسره، ولم يستنكر الجدار بل خرقه، ليسجل بأحرف من نور ويكتب بماء الذهب عن العزة العربية الاسلامية.. وليخاطب العالم من قلب غزة المحاصرة ليقول له "انك تكيل بمكيالين"، أيها العاجز والمنحاز إلى الاحتلال وليقول للفلسطينيين وأهل غزة "إن صمودكم في وجه العدوان الإسرائيلي مثار عزة لكل العرب"

يا من قاتلتم بصدوركم العارية، يا من عريتم التخاذل.
لحظات ليست للنسيان.. والتاريخ لا ينسى مواقف الأبطال يا سمو الأمير، يا من كسرت محفوظات السياسة وتوازن القوى وقواعد الجغرافيا السياسية، واثبت ان الإرادة الكبيرة والعزيمة الصادقة والإيمان تغني عن كبر المساحة، واثبت أن قطر الصغيرة هي قاطرة لكل عربات العرب من المحيط إلى الخليج.
أيها الشيخ المبجل.. يا أمير الثورة والثوار.. وأمير العرب جميعا.. كم سيطرت علينا الانفعالات العاطفية ونحن نشاهدك بين أبناء الشهداء تقبلهم ويقبلونك، منحوك وساما، وقبة الصخرة التي قدمتها هدية غالية، وهي تقول لك إنها أمانة في عنقك.. وأبناء عائلة السموني الذين استشهد أهلهم جميعا.. لكنك منحت أبناء الشهداء أوسمة العزة والفخار بوقفتك وموقفك الذي لا ينسى، ولم يجد الشباب ما يقدمونه لك إلا أعلام فلسطين فأخذتها من أيديهم وحملتها، ولطالما حملت الهم الفلسطيني وأنت القائل في قلب غزة للفلسطينيين "انقسامكم هو مصدر الضرر الأكبر لقضيتكم وقضية العرب جميعا".
يا سمو الأمير.. لا يكفي كل هذا الحب لك كما قال خطيب الجامعة الإسلامية في غزة، فأنت تستحق الحب والإخلاص والوفاء والعرفان، وهو ما تستحقه أميرة القلوب والأفئدة الشيخة موزا بنت ناصر، أم الرجال وصاحبة المواقف التي ستبقى خالدة في عقول وأذهان وقلوب أبناء الشعب الفلسطيني، وهي التي تضمد جراحهم وما فتئت تشرف بنفسها على مشاريع قطر في غزة للحد من معاناتهم، فلها محبة لا تنقطع، ومودة لا تنقضي ولا تمحوها الأيام أبدا.
وكما قلتم يا سمو الأمير هي "غزة العزة.. وهي الحلم الذي نهلنا من مفرداته" وهم عرابي الربيع العربي، فلك من الرجال تحية الرجال التي تستحق أيها الأمير، رجال فلسطين والعرب الشرفاء الذين لم يخلفوا موعدا ولن يخلفوه بإذن الله من اجل " بشائر غد أكثر إشراقا وخيرا بإذن الله".
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية