في ذكرى رحيلها.. لما اعتزلت فيروز السينما المصرية في بداية مشوارها

فيروز أشهر طفلة في تاريخ السينما المصرية تنبأ لها الجميع أن تصبح واحدة من أشهر نجمات عصرها الذهبي، إلا أن جاء قرار اعتزالها في سن مبكرة جاء نافيًا لكافة التوقعات.
أثبتت فيروز تلك الطفلة المعجزة التي لا تتكرر كثيرًا، أن النجومية والمواهب لا تقتصر علي الكبار فقط، فقد بدأت مسيرتها الفنية وهي ابنة سبعة أعوام من أعلى الهرم عكس أطفال جيلها في مثل عمرها الذين يتم الاستعانة بهم لأداء بعض المشاهد.
حصلت النجمة على أول أدوار البطولة في فيلم "ياسمين"عام 1950، بعد أن اكتشف النجم أنور وجدي موهبتها، ومنحها فرصة حياتها من خلال دور ياسمين الطفلة التي تضيع من أمها الارستقراطية، لتتشرد وتعيش حياة صعبة قبل أن تعود إلى أهلها مرة أخرى في نهاية الفيلم.
توالت العروض الناجحة على الطفلة الموهوبة، حيث شاركت ثاني أعمالها الإبداعية "فيروز هانم"، واستطاعت أن تخطف الأضواء وهي تؤدي دور الفتاة الثرية المدللة التي تقف إلى جانب الخير فيقف الخير إلى جانبها.
ومن المواقف المثيرة خلال عرض فيلم "فيروز هانم"، أن اسم فيروز تصدر إعلان الفيلم قبل اسم الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا الذي جاء أسفل اسمها إلى جانب مجموعة من النجوم.
سعت الطفلة فيروز أن تصنع لنفسها مسيرة فنية ناجحة تتصدر بطولتها، جاء ذلك خلال المشاركة في فيلم "صورة الزفاف" أمام الفنانة الكبيرة زهرة العلا ومحسن سرحان عام 1952، إلا أن خابت آمالها، حيث عكس عرض الفيلم تراجع في مشاهدة واقبال الجماهير التي اعتادت على مشاهدة الطفلة فيروز.
وعلى الفور شعرت فيروز بالخطر، وسرعان ما تراجعت إلى أحضان أنور وجدي الأب الروحي، وقدما معا فيلم "ذهب" الذي صعدت مرة أخرى نحو قمة الهرم الناجح، من خلال هذا العمل الذي يعد واحدا من أجمل الأفلام الاستعراضية في تاريخ السينما المصرية، وما تزال أغنياته خالدة في أذهان معجبيها رغم مرور أكثر من ستين عاما على عرض هذا العمل.
لآول مرة، قدمت فيروز فيلم "الحرمان" في نفس العام، لتظهر معها شقيقتها "نيللي" لأول مرة، وهو الأمر الذي تكرر مرة أخرى في فيلم "عصافير الجنة" عام 1955، وكان العمل مع
وكبرت الطفلة في "أيامي السعيدة" عام 1958، وكان عمرها آنذاك خمسة عشرة عاما، مما أدى إلى تغيّر شكلها ونوعية أدوارها وهو تغيّر كان من الصعب أن يتقبله الجمهور الذي اعتاد على الطفلة الصغيرة، وكان من الصعب إقناعه بأداء فيروز الشابة.
ومن هنا كانت بداية النهاية التي جعلت الطفلة الشابة تقرر أن تنهي مسيرتها عام 1959، بالمشاركة في أخر أدوارها لفيلم "بفكر في اللي ناسيني" وكان ختاما موفقا مع عمل قام ببطولته رشدي أباظة وشكري سرحان وهند رستم وزهرة العلا.
قررت فيروز الزواج والبعد عن الفن والتمثيل الذي اعتزلته وهي في سن الـ16 من عمرها، وتزوجت الممثل بدر الدين جمجوم، الذي عرض عليها اعتزال الفن، وأنجبت منه أيمن وإيمان، حتى توفي عام 1992.
ولدت فيروز في القاهرة في 15 مارس عام 1943 إسمها الحقيقي هو بيروز أرتين كالفايان، من أسرة أرمنية من حلب سوريا ، هي أشهر طفلة مصرية وعربية في السينما بل هي نجمة أطفال السينما المصرية فيروز المعروفة باسم فيروز هانم، أو قطقوطة ولقبوها في بدايتها"شيرلي تمبل" غير أن أنور وجدي اسمها واختار لها لقب فيروز.
ورحلت فيروز فى 30 يناير 2016 عن عمر ناهز الـ73 عامًا بعد صراع مع مرض الُكلي، لكنها تظل ببصمتها الفنية المتميزة هى الطفلة الشقية الجميلة المعجزة.