أمازون توقف برنامج Prime Invitee وتشدّد القيود على مشاركة الحسابات
في خطوة جديدة تهدف إلى ضبط مشاركة الحسابات، أعلنت شركة أمازون رسميًا إيقاف برنامج Prime Invitee، وهو النظام الذي كان يتيح لأعضاء Prime مشاركة مزايا الشحن المجاني مع أشخاص من خارج نطاق أسرهم المباشر. ووفقًا لما جاء في صفحة الدعم المحدثة على موقع الشركة، فإن هذه الخدمة ستتوقف نهائيًا في الأول من أكتوبر 2025، فيما سيُخطَر الضيوف الذين تمت دعوتهم مسبقًا بالتغييرات اعتبارًا من الخامس من سبتمبر.
نهاية امتياز مشاركة الشحن المجاني
كان برنامج Prime Invitee يُعد وسيلة ذكية لتمكين المشتركين من تمرير بعض المزايا – وعلى رأسها الشحن السريع والمجاني – إلى أصدقائهم أو معارفهم. لكن مع القرار الجديد، سيُطلب من جميع المستخدمين خارج الأسرة إنشاء حساباتهم الخاصة في Amazon Prime إذا أرادوا الاستمرار في الحصول على المزايا نفسها.
بحسب تقرير نشره موقع The Verge، فإن أمازون ستعرض على هؤلاء المشتركين الجدد عرضًا ترويجيًا خاصًا يتمثل في دفع 14.99 دولارًا فقط للسنة الأولى كاملة، قبل أن ينتقل الاشتراك إلى السعر القياسي البالغ 14.99 دولارًا شهريًا بعد ذلك.
أمازون تلوّح بـ Amazon Family كبديل
وبينما تغلق الشركة الباب أمام مشاركة الحسابات عبر Invitee، فهي تشجّع في المقابل على الاستفادة من خدمة Amazon Family. يتيح هذا النظام مشاركة مزايا Prime داخل نطاق الأسرة نفسها، بحيث يمكن لشخصين بالغين – بما في ذلك صاحب الحساب الرئيسي – إضافة ما يصل إلى أربعة أطفال، فضلًا عن إمكانية إشراك أربعة مراهقين إضافيين بشرط إضافتهم قبل تاريخ 7 أبريل 2025.
تمنح هذه الصيغة أفراد الأسرة حق الوصول إلى الشحن المجاني، وخدمة Prime Video، وغيرها من الامتيازات التي تجعل الاشتراك أكثر قيمة عند توزيعه بين أفراد يعيشون تحت سقف واحد.
الخطوة الأخيرة من أمازون تأتي في وقت بدأت فيه معظم خدمات البث الرقمي القائمة على الاشتراكات تتخذ إجراءات مماثلة للحد من مشاركة الحسابات. فقد شددت منصات شهيرة مثل HBO Max وDisney+ من سياساتها، في محاولة لزيادة الإيرادات من خلال دفع كل مستخدم للاستفادة من حساب مستقل.
وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققه يوم Prime Day هذا العام، والذي استمر أربعة أيام وكسر أرقامًا قياسية في المبيعات، إلا أن تقارير وكالة رويترز أشارت إلى أن أمازون لم تحقق أهدافها المتوقعة فيما يتعلق بعدد الحسابات الجديدة المسجلة في خدمة Prime. وهو ما يفسر جزئيًا سعي الشركة لإعادة صياغة سياستها الخاصة بمشاركة الحسابات.
حتى الآن، لم تكشف أمازون عن تفاصيل واضحة بخصوص الآليات التي ستعتمدها لمنع مشاركة الحسابات خارج إطار الأسرة، باستثناء إيقاف خدمة Invitee. وتطرح هذه النقطة العديد من التساؤلات، خصوصًا حول ما إذا كانت الشركة ستلجأ إلى تتبع عناوين الأجهزة أو تحديد عمليات التسليم على عناوين محددة لضمان الالتزام بالسياسة الجديدة.
أمازون اكتفت بالتأكيد على أن التغيير يستهدف تعزيز التجربة الفردية للمشتركين وضمان استفادتهم الكاملة من المزايا مقابل رسوم الاشتراك، لكنها لم تعلن عن أي خطة تقنية مفصلة حتى الآن.
يمثل إلغاء برنامج Prime Invitee لحظة فارقة في مسيرة أمازون، إذ يعكس توجهًا عالميًا أوسع لإعادة ضبط قواعد مشاركة الخدمات الرقمية. فمع ازدياد المنافسة وارتفاع تكاليف التشغيل، لم يعد بإمكان الشركات التساهل مع مشاركة الحسابات التي قد تحرمها من ملايين الدولارات سنويًا.
وفي ظل هذه التحولات، يبدو أن مستقبل الاشتراكات الرقمية يسير نحو مزيد من التخصيص والصرامة، حيث تُشجع الشركات على بقاء المزايا محصورة في دائرة المستخدمين الفعليين أو أفراد الأسرة، مع إغلاق الباب أمام التوسّع غير المنضبط في مشاركة المحتوى.
بهذا القرار، تُعيد أمازون صياغة معادلة Prime، لتجعلها أكثر حصرًا وتنظيمًا، لكنها في الوقت ذاته تُثير جدلًا حول ما إذا كانت هذه السياسات ستؤثر على رضا المشتركين أو تضعف جاذبية الخدمة على المدى الطويل.