الـ«أوفر برايس» تضرب سوق السيارات بعد تخفيضات «ديسمبر»
إعادة رسم خريطة الفئة الاقتصادية في ظل موجة الخصومات الأخيرة
خبراء: تراجع الدولار أمام الجنيه وراء انخفاض الأسعار.. والزيادات غير الرسمية ستنتهي قريباً
عادت من جديد ظاهرة البيع بأعلى من السعر الرسمي، أو مايعرف بالـ«أوفر برايس»، لتتصدر المشهد في سوق السيارات، على الطرازات الاقتصادية، خلال الأيام القليلة الماضية، مع عودة المستهلك للشراء من جديد، في ظل اشتعال «صراع التخفيضات» بين الوكلاء، وتقديم بعض الشركات طرازات جديدة بأسعار تنافسية.
قلة الكميات المعروضة من السيارات الاقتصادية، في ظل ارتفاع الطلب عليها، وتزايد قوائم الحجز بالشركات، دفع بعض التجار لإقرار زيادات غير رسمية على الأسعار، وفي النهاية يضطر المستهلك إلى شراء السيارة أعلى من السعر الرسمي لها، هرباً من قوائم الانتظار التي قد تمتد لعدة أشهر قبل الاستلام، عند الشراء من الوكيل بالسعر الرسمي.
قبل الحديث باستفاضة عن ظاهرة الـ«أوفر برايس»، يجب في البداية معرفة «ماهي المستجدات التي طرأت على خريطة السيارات
مرت خريطة السيارات الاقتصادية بتغيرات عنيفة مؤخراً، وكانت الشركة المصرية العالمية للسيارات «EIM»، وكيل علامة رينو الفرنسية، أول المبادرين بالإعلان عن خصومات غير مسبوقة على عائلة «لوجان»، وتلتها شركة نيسان موتور إيجيبت، التي أقرت تخفيضات أيضاً على جميع فئات سيارتها «صني»، قبل أن يفجر «المنصور للسيارات»، وكيل علامة إم جي، مفاجأة ويكشف منذ أيام عن أحدث طرازات العلامة الإنجليزية «إم جي 5»، وهي السيارة التي تم طرحها بسعر تنافسي، رغم كمية الكماليات غير المسبوقة المتوافرة بها.
تخفيضات «رينو»، و«نيسان»، وإطلاق «إم جي 5»، جاءت بعد أيام قليلة من تدشين شركة الأمل للسيارات وكيل علامة لادا الروسية في مصر، للنسخة الأوتوماتيك من السيارة لادا جرانتا، والتي تم طرحها أيضاً بسعر نال استحسان العملاء، لتنضم إلى شقيقتها «المانيوال» في السوق المحلية.
وسبقت مجموعة جي بي غبور أوتو، هذه الموجة التنافسية، بنحو أربعة أشهر،عندما طرحت في «أغسطس» الماضي، السيارة شيري أريزو المجمعة محلياً، لتكتسح الشريحة الاقتصادية، بعد نجاح «غبور»، في تسعير السيارة، ومغازلة عملاء هذه الفئة.
ورغم هذه التغييرات الجديدة، إلا أن أسعار بعض السيارات التي تنتمي إلى الفئة الاقتصادية، شهدت استقراراً، ولم يطرأ عليها أي تغييرات، وفي مقدمتها شيفورليه أوبترا، وشقيقتيها «أفيو»، و«لانوس»، وكذلك بروتون ساجا، وبي واي دي.
ورغم تأكيدات حملة خليها تصدي بأنها وراء هذه التخفيضات، إلا أن أسامة أبوالمجد، رئيس رابطة تجار السيارات، قال إن سبب تراجع أسعار السيارات يرجع في المقام الأول إلى انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.
وأكد «أبوالمجد»، أن «حملة خليها تصدى» أثرت فى أسعار السيارات خلال 2019، ولكن تأثير ثانوى، لافتاً إلى أن هذه الخصومات تحرك ذكي، من الشركات، حتى تستطيع الاستمرار في المنافسة.
بعد معرفة «ماهي المستجدات التي طرأت على خريطة السيارات
«سلوك سيئ» ..هكذا وصف محمود حماد، عضو مجلس إدارة رابطة تجار السيارات، الـ«أوفر برايس»، معتبراً أنها جريمة ضحيتها المستهلك، لأن مقدار الزيادة لا يتم إثباتها في فواتير البيع.
ويفسر «حماد»، عودة الظاهرة بسبب حالة الرواج الطفيفة التي شهدها السوق خلال الفترة الماضية، مقارنةً بالأشهر الماضية، فى ظل سباق التخفيضات الذي طال عددًا من الطرازات الاقتصادية، ما أدى إلى غياب بعض السيارات نتيجة للإقبال عليها، ومن ثم لجأ البعض للبيع أعلى من السعر الرسمى المعلن من الوكيل.
يرى اللواء حسين مصطفى، المدير التنفيذي السابق لرابطة مصنعي السيارات، أن هذه الظاهرة ترجع في المقام الأول إلى التاجر المباشر الذي يتعامل مع العميل، فهو من يقوم بتحديد مقدار السعر الزائد عن سعر الوكيل عندما يجد أن الطلب أكثر من العرض.
ويوضح «مصطفى»، أن زيادة تكلفة استيراد السيارات ومكوناتها، جعلت من الصعوبة على الوكلاء استيراد كميات كبيرة، في ظل تقلص القوة الشرائية للسيارات الأقل ثمنًا المعروفة باسم السيارات الاقتصادية، وهو ما أدى إلى عدم وفرتها، خاصةً مع العروض الأخيرة.
ويشير إلى أن تقلبات السوق غيرت خطط الشركات بشكل كبير، وأصبح من الصعب التخطيط لفترة طويلة قادمة، مؤكداً أن الـ«أوفر برايس»، سينتهي قريباً بتوافر السيارات المحلية والمستوردة، بما يتناسب مع حجم الحجوزات والطلبات المقدمة من المستهلكين.
* مقال عن رينو وفورد وناشيونال موتورز وإم جي
* المنصور يطلق إم جي
165 ألف جنيه السعر الرسمي للفئة الأولى من رينو لوجان
200 ألف جنيه السعر الرسمي للفئة الأولى من نيسان صني
158 ألف جنيه السعر الرسمي للفئة الأولى من لادا جرانتا
169.9 ألف جنيه السعر الرسمي للفئة الأولى من شيري أريزو
209.990 ألف جنيه السعر الرسمي للفئة الأولى من إم جي 5