عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من بلاوي كامب ديفيد !!

ما حدث في رفح لا يعدو أن يكون أحد بلاوي كامب ديفيد التي قيدت قدرات مصر علي نشر قواتها وسيطرتها العسكرية كاملة علي سيناء ومنع تعميرها بالكثافة السكانية والأمنية هناك ، فتحقق للصهاينة ما أرادوه أن تبقي فارغة أمنها مائع وأرضها مستباحة لأي خارج علي القانون ويسهل علي الصهاينة تدبير مؤامراتهم فيها .

ما نراه هو (الحصاد المر) من جراء كامب ديفيد ، وما حدث يدعو إلى إعادة نظر ومراجعة شاملة لهذه الاتفاقية ، وحسنا فعل الرئيس مرسي عندما اصدر أوامر واضحة بالسيطرة الكاملة على سيناء ، وإن كانت ستظل سيطرة أمنية لا فعلية للدولة لاستمرار تفريغ سيناء من الوجود الشعبي والاستثماري والعسكري .
هذا العدوان الجبان علي جنود مصر ساعة الافطار وخطف مدرعتين ، يوجب إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد لانه من غير المعقول أن تمنعنا هذه الاتفاقية من نشر جيشنا بكثافة علي حدودنا التي تمتد علي مساحة 180 كيلو متر مع العدو الصهيوني .
ما بين مصر وتل ابيب هو (معادلة صفرية) ، بمعني أن ما تحصل عليه تل أبيب من مكانة ، تنتقص من مكانة مصر على الفور ، وما حصلت عليه تل ابيب من هذه المعاهدة جاء علي حساب مصر وأمن سيناء ، فالاتفاقية جردت مصر تمام من إمكانية الدفاع عن سيناء إذا قررت إسرائيل اجتياحها كما حدث في عام 1967 كما أنها أرجعت أرضنا بشكل منزوع السيادة ، فحتي تحركات القوات المصرية في سيناء باتت مراقبة من قوات متعددة الجنسيات (بقيادة أمريكية) !.
والقوات الدولية المنشرة في قاعدتين عسكريتين و30 مركز مراقبة في سيناء لا تقوم فقط بمراقبة الحدود ومراقبة التزام مصر ببنود اتفاقية كامب ديفيد ، ولكن أضيفت لها مهام أخرى في عام 2005 فور

الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وهي مراقبة قوات حرس الحدود الموجودة بين مصر وغزة فماذا فعلوا !!.
الحكومة المصرية تملك من الحجج القانونية والوقائع ما يجعلها تطلب إعادة النظر في الاتفاقية ، وهناك بند في الملحق الأمني للاتفاقية يجيز أن يطلب أحد الأطراف إعادة النظر فيها ، إذا ما شكل الطرف الأخر تهديدا مباشرا له - وهو ما نراه كل فترة من فلتان أمني في سيناء نتيجة تحجيم القوات المصرية المنتشرة هنا - وإذا رفض الصهاينة التعديل فمن حق الحكومة المصرية اللجوء إلى التحكيم الدولي .
ما حدث عملية كبيرة وليست مجرد هجوم علي بعض الجنود المصريين ، وهي عملية أكبر من أن يقوم بها تنظيم مثل القاعدة أو الجهاديون العالميون لأن اسرائيل شكرت في "حرفية" من قاموا بها .. فهي عملية بحجم دولة والمتهم الرئيسي سيظل الصهاينة .
كنت أتحدث مع زميل صحفي عربي عبر الانترنت يعزيني في جنودنا الشهداء ، ففوجئت به يسألني غاضبا كيف حدث هذا ؟ وأين المخابرات المصرية وأين المخابرات العسكرية .. وأين فرقة ناجي عطا الله ؟! فلم أجد الرد : "هنشوف عادل إمام هيعمل ايه في حلقة النهاردة"؟