عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاستثمار السياسي لحكم أحمد رفعت

* حدثني صديق تونسي بعد الحكم علي «مبارك» بالسجن المؤبد قائلاً: «يا أخي المصريين يضربون لنا المثل دوماً.. عندنا بن علي حكم عليه بـ16 سنة سجن وانتو حكمتوا علي مبارك بالمؤبد لكن كيف ولاده براءة وجنرالات الشرطة براءة»

ولم أجب فاستطرد قائلاً: «عموماً نحن نراقب ما يحدث عندكم لحظة بلحظة ونحمد الله انه لا يوجد قتل ولا دماء كالتي تحدث في سوريا» قلت وهل عندكم أزمة بنزين وسولار مثلنا فقال يا سيدي أزمة القمح والبنزين وكل الأزمات يتحكم فيها السلفيون عندنا، لقد صاروا دولة داخل الدولة وقد استبدلنا حكم بن علي الطاغية بطغيان الإسلاميين المتطرفين هل تتصور انهم دخلوا علي أكبر مسرح في تونس وحطموه والآن يسيرون في الشوارع يريدون تقليد ما يحدث في المملكة السعودية تحت ما يسمي بجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إن هناك دعوة للخروج بمليونية للحد من سيطرة السلفيين وفاشيتهم المستحدثة علي المجتمع التونسي، ولولا انني كنت مرتبطاً بأعمال عاجلة لاستجبت وأنصت لحديث صديقي التونسي الذي كان مصراً علي تحذيري في نهاية المكالمة من أن يركب الإسلاميون موجة الثورة كما حدث عندهم في تونس.. والحقيقة أن هذا ما حدث في كل ثورات الربيع العربي بالقالب أو كما يقول الكتاب، وكأن هناك كتالوج يتم تطبيقه بالحرف أو سيناريو تم صياغته وهناك من يحركه أو ينفذه خلف كواليس المسرح العربي. إذن فصديقي التونسي حذرني من سيطرة الإسلاميين والسلفيين وقطفهم ثمار ثورة شاركوا فيها متأخرين، وركبوا سنام جملها في آخر لحظة والنظام القديم يتهاوي وأنيابه تتحلل وتنخلع وهانحن نري ما حدث في مصر بعد النطق بالحكم بلسان القاضي أحمد رفعت، نزل الإسلاميون ميدان التحرير وأمامهم المرشح الرئاسي الدكتور محمد مرسي بعد أن عقد مؤتمراً صحفياً، وقال فيه إذا وصلت لمنصب الرئيس فلن يخرج مبارك من السجن أبداً لا هو ولا أولاده وسأجمع كل الأدلة التي تعيد قتلة الشهداء وتقتص لهم من

قاتليهم وسوف وسوف وسوف، ألا تلاحظ معي عزيزي القارئ أن الدكتور مرسي يذكرك بنائب الدايرة أيام الحزب الوطني المأسوف علي أيامه، تقريباً نفس المفردات والوعود والأسلوب.. إذن فالاستثمار السياسي لحكم القضاء حدث علي قدم وساق.. نزلت القوي السياسية ميدان التحرير وعادت المنصات، ونزل مرشحو الرئاسة الذين خسروا في الجولة الأولي واستخدم الإخوان الحدث لضرب شفيق مع الاحترام - لا التحقير - من الخمسة ملايين وشوية أصوات من عدد الناخبين الذين أعطوه أصواتهم - وهكذا تحول ميدان التحرير إلي أحد مشاهد ثورة يناير الأولي قبل موجاتها المتتالية، وأعظم ما في هذا المشهد هو عودة شباب الثورة ليؤكدوا انهم أصحاب هذا التجلي العبقري في أول قطفة بريئة غضوب ـ ثائرة ـ نبيلة قبل أن يستغلها محترفو السياسة وتجار الفضائيات.. عاد شباب الثورة ليؤكدوا للإخوان أن التكويش والاحتكار و«شفط» البرلمان والتأسيسية والرئاسة ومؤسسات الدولة ورقة خاسرة ورهان خارج المضمار ولعب بالنار، وأن مصر الثائرة.. المعتدلة.. المتحضرة لن تقبل بشفط دم الثوار واستثمار أحلام الشهداء في التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية، وأن سفينة الوطن لابد أن تحمل الجميع لبر الأمان. هذه شروط اللعبة بعد هذه الهبة الثورية المتجددة فأفيقوا وتعلموا وعوا.. التكويش وركوب الموجات الثورية لن ينطلي علي ركاب السفينة ولن يوصلها لبر الأمان..!!