رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يتآمرون ويجادلون ونحن نتساءل لماذا نموت؟؟

اختلفت الآراء بعد أحداث مجزرة العباسية  فالبعض يصف الأمر  أنه مجرد مؤامرة  للوقيعة بين الشعب والجيش وآخرون يرون أنها مؤامرة على الثورة والثوار قبل تسليم السلطة  وآخرين يرون  أنها مؤامرة لعمل مؤامرة وبعض الثوار والحركات الثورية متحفظون على التظاهر حول وزارة الدفاع

  رغم تأيدهم للتظاهر ضد العسكري وأنا أرى أن الوضع تآمر  متعدد الاتجاهات فهناك المتآمر الفاعل والمتآمر المستفيد وهناك من يقعون في الفخ  ليتم ضرب عدة عصافير بحجر واحد  قتل وترويع الثوار وتبادل الاتهامات بين التيارات الفكرية وهذا ما حدث فعلاً  حيث أصبح الجميع يهاجم التيار السلفي باعتباره أحد أسباب  مجزرة العباسية   وإيهام الجميع أن ذلك مؤامرة لنشر الفتنة بين الشعب والجيش وكل ذلك بالتزامن مع حرق الممتلكات كحريق شركة توشيبا  وعمر أفندي  وشركة النصر للبترول  حتى تصبح مصر بلا اقتصاد وبلا تجارة بلا أمن بلا توافق سياسي لتظهر القوي الثورية أمام الجميع أنها بلا وعي وبلا خبرة تستطيع بها قيادة المرحلة القادمة
وأياً كان الفاعل ومهما كان  الخلاف السياسي فلماذا يموت أبنائنا ويذبحون كالخرفان؟؟؟ لماذا يتحول الصراع السياسي إلى بركة دماء ولا يدفع الثمن إلا البسطاء  فنحن لسنا طرفاً  في صراعاتكم  الدموية ولا ننتمي لأفكاركم المريضة بحب السلطة وضمائركم التي ماتت حتى أصبح المصريون حقلاً للتجارب وأداة لتصفية الحسابات  فليس من حق أحد أن يقتلني لمجرد اختلافي معه في الرأي   وكان  أولى  للعسكري  أن يحمي المتظاهرين على الأقل حفاظاً على ماء وجهه ويختمها ختام راقي وليس ختام دموي
ثم يهل علينا المجلس العسكري بغرور و بأسلوب متعجرف  ليعلن أنه ليس لدينا حمامات دماء !! إذن فكم يكفيكم من دماء المصريين حتى تشعروا بأن دماء المصريين تسيل  كم

أم عليها أن تفقد أبناءها حتى تشعرون بمرارة المصيبة. فيموت البسطاء  وهم يتنقلون بين القنوات الفضائية  يموت البسطاء وهم مازالوا  لا يستطيعون التفريق بين الجاني والضحية  يموت البسطاء  من أجل ألاعيب رخيصة بين العسكر والحرامية
ومازلنا نتجادل وندور في دوامة من التفريعات والمهاترات وكل طائفة وجماعة تحمل  مسئولية الأحداث للجماعة الأخرى لتظهر بمظهر حسن أمام الجميع  دون أن تفكر في حقيقة المشكلة ويبقى السؤال الصعب الذي  لم يستطيع أحد الإجابة عليه طوال العام ونصف السابقين بعد الثورة لماذا يقتل أبناءنا؟؟

ورغم أهمية السؤال وفجيعة الحدث لا أحد يجيبنا بعد كل مجزرة رغم أن هذا السؤال هو  مربط الفرس فلم تستمر الثورة حتى  تنحي مبارك إلا لسقوط شهداء ولم تخرج الملايين بعد تنحي مبارك إلا لاستمرار وقوع
شهداء في ماسبيرو ومحمد محمود وبورسعيد  ولم يكتفوا بتعمد   التستر على الإجابة  وحسب بل أصبحت  المحاكم تمطر براءة تلو الأخرى على قتلة الثوار  في مشهد عبثي غير إنساني فجثة الشهيد  أمامهم  ومازلوا يتجادلون ويقترحون ويرفضون ويجرحون ويقاضي بعضهم بعضا ويهمش بعضهم بعضاً ونسوا جميعاً أن  دماء المصريين أهم كثيراً مما   يجادلون  فيه