25 ميدان التحرير
سن إبرة
تغيير قيادات المؤسسات الصحفية المسماة بالقومية واتحاد الإذاعة والتليفزيون أحد أهم الأولويات لو كنا جادين في إصلاح هذا البلد.
فليس سراً أن الإعلام المصري عامة يسير في منظومة أعدها وهيمن عليها، رجل كل موهبته أنه كان رئيس إدارة للدعارة في زمن انحراف المخابرات المصرية علي عهد صلاح نصر، وهو العقيد محمد جمال الدين صفوت الشريف واسمه الحركي كان العقيد "موافي". والاسم كان مناسبا جدا لمهمته وموهبته ولا يحتاج لشرح.. فهو رجل "يوافي" كل صاحب مزاج بـ "المزة" التي توافق هواه.. ثم يقف شاهرا "قرناه" وهو يسجل لحظات الفجور بينهما في دور يسمون من يقوم "قورني".
والعجيب أن رجلا كان هذا دوره وتلك موهبته الوحيدة، يتلقفه الرئيس المخلوع مبارك ويفسح له المجال حتي يصل لمركز الرجل الثالث في مصر والثاني في الحزب الذي يحكمها!! أما الأعجب فهو السؤال الذي حيرني وحير الملايين: كيف استمر هذا "القورني" في ممارسة مهام تسهيل الدعارة بكافة أنواعها علي مدار تاريخه، ورغم ذلك لم نشاهد بروز أي "قرون" ظاهرة في رأسه؟! اختلف المختصون في تفسير ذلك.. لكن التفسير الوحيد المقنع حتي الآن لعدم ظهور "قرون" صفوت الشريف، أن الرجل كان عنده "نقص كالسيوم"!!
محمد الشربيني
يا تكونوا أسود الشعب.. يا تعيشوا كلاب الحاكم
يعقد اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الآن لقاءات عديدة ويقوم بجولات ميدانية يتفقد فيها أقسام الشرطة والسجون وذلك لتحقيق تضييق الفجوة بين الشرطة والمواطنين.. وسيقول البعض "اللي فات مات" ولكن لنأخذ العبرة مما كان يحدث في الماضي كي يحقق السيد وزير الداخلية ما يصبو إليه من استعادة الثقة بين الشرطة وخاصة أمن الدولة وبين المواطن، فلو تتبعنا ما كان يحدث عندما يدخل المواطن قسم الشرطة إذا أراد الإبلاغ عن مشكلة أو مخالفة ما فيقابل بالاستخفاف من الضابط المنوب أو أفراد الشرطة المساعدين له وإذا طالب بحقه في رقم المحضر كأنه أخطأ في الذات الملكية ويتحول من مجني عليه إلي متهم إلاّ إذا كان له ظهر يحميه.. ولذلك يجب أن تستقبل أقسام الشرطة المواطنين بما يليق بهم من احترام ويتم اتباع اللوائح والقوانين في التعامل معهم.
ليس حقا مطلقا أن يحتجز الضابط أي مواطن في قسم الشرطة بدون سند قانوني ويجب أن يمر وكيل النيابة التابع له القسم دوريا للتفتيش علي الحجز ليتأكد أن ليس به مواطن شريف بريء يبيت ليلة سوداء بين محترفي الإجرام أي تعلو كلمة القضاء علي السلطة الشرطية ليستقيم الأمر خاصة بعدما ساعد النظام السابق علي التجرؤ علي القضاة انتقاما منهم لمعارضتهم تزوير الانتخابات. يجب أن يكون مكتب السيد مفتش الداخلية مفتوحا لأي مواطن عنده شكوي من سوء المعاملة من ضابط أو جندي شرطة وأن يوقع عليهم العقاب إذا ثبت تورطهم فعلا.
كان أسلوب تعامل الشرطة دائما أن المواطن متهم حتي تثبت براءته ولابد أن يتغير هذا المفهوم ويظل المتهم بريئا حتي تثبت إدانته. علي ضابط الشرطة إذا أنهي نوبته في عمله وذهب إلي منزله واستبدل الزي الرسمي بالملابس المدنية يجب أن يخضع في تعامله مع الشارع كمواطن عادي ليس له أي تميز عن الآخرين دون استغلال لمنصبه بأي شكل من الأشكال. عند تعامل الضباط مع المتهمين هناك وسائل أخري غير السب والتعذيب والقتل يفترض دراستها في مناهج كلية الشرطة ويجب أن يقوم بتطبيقها في حدود اللوائح والقوانين، وليس معني ذلك ألاّ يقوم الضابط بعمله علي الوجه الأكمل بل يجب أن يفرض شخصيته علي المكان بوسائل حديثة متحضرة راقية ليكسب احترام الجميع المذنب والبريء في حدود السلطة المخولة له دون تجاوز.
يجب أن يعاد النظر في المناهج الدراسية بكلية الشرطة بما يتماشي مع شعار "الشرطة في خدمة الشعب ولا يعدو أن يكون شعارا فقط!! ولا نكتفي بمجموعة من الصور في وسائل الإعلام يبدو فيها الضابط ضاحكا مع مواطن مربتا علي كتفه أو مداعبا طفلة صغيرة وفقط ولكن نتمني أن يحدث ذلك حقيقة وليس لمجرد التقاط صورة فحسب.. فما يصدر من القلب يدخل القلب.
مصطفي شرف الدين - طنطا
لا لتغيير الهوية
بينما كانت الثورة المصرية المجيدة تطلق أولي شراراتها ارتفعت حناجر ممن تصطاد في الماء العكر للمطالبة بتعديل المادة الثانية في الدستور حتي لا يصبح الإسلام هو مصدر التشريع.. وأقول لهؤلاء: إن هذه الثورة قامت للوقوف ضد الظلم والفساد ولم تقم لتغيير هوية مصر الإسلامية أو العربية.. ومصر لن تخلع رداءها الإسلامي إلي يوم القيامة لأنها تستمد قوتها واستمرارها من الإسلام ولن تكون مصر أبدًا تركيا أخري ولا يمكن ان تصبح مصر دولة علمانية. بل علي العكس نحن ما تأخرنا إلا بسبب ابتعادنا عن الإسلام وأن الدين هو جزء مهم في تركيبة شخصية المصري منذ عهد الفراعنة وحتي اليوم ولا يمكن تجاهله أو تهميشه.
يقول الدكتور أحمد شوقي الفنجري في كتابه: "كيف نحكم بالإسلام في دولة عصرية؟" إن خير ما نفعله هذه الأيام هو وضع مبادئ الحكم التي جاء بها القرآن والسنة في شكل دستور مكتوب. فمن المعروف أن الحكم في الإسلام يعتمد علي الشوري وإلا فقد شرعيته فقد قال الإمام ابن عطية: "الشوري من قواعد الشريعة ومن تركها فعزله واجب" ولقد دخل العالم الإمام أبو مسلم الخراساني علي معاوية بن أبي سفيان فقال: "السلام عليك أيها الأجير" فاستنكر جلساء الخليفة وقالوا له:"قل السلام عليك يا أيها الأمير" فأعاد في إصرار: "بل السلام عليك أيها الأجير، إنما أنت أجير استأجرك رب هذه الأمة لرعايتها فإن أنت داويت مرضاها وشفيت جرحاها وفَّاك سيدها أجرك وإن أنت لم تفعل عاقبك سيدك". وهذه هي ضمانات الإسلام لعدم استبداد الحكام. والإسلام ضامن أيضا لحرية العقيدة.. والأقباط واليهود لم ينالوا حريتهم إلا تحت عباءة الإسلام بدليل أن جميع المستشرقين في الغرب حتي يومنا هذا يتعجبون من روعة هذا التشريع الإسلامي الذي كان في القرن السادس الميلادي يعتبر الحاكم مجرد أجير يمكن عزله أو قبض الراتب عنه أو سحب التوكيل منه في حين كان الحكام في أوروبا إذ ذاك يعاملون كأنصاف آلهة.
نرمين كحيلة
مبارك والأربعين حرامي يحتكرون مزبلة التاريخ!!
لا أكاد أصدق هذا الكم الرهيب من قضايا الفساد الذي يتم الكشف عنها كل يوم، ولا أستطيع أن أكتم دموعي التي تنهمر وأنا أنظر إلي صور هؤلاء المفسدين وأصرخ بيني وبين نفسي كيف يهون الوطن علي بعض أبنائه الي هذه الدرجة فيفرطون في أرضه ويتاجرون في عرضه دون خوف من حساب ودون إحساس بوخزة من ضمير، أبكي بشدة كلما تذكرت وهم الاستقرار الذي عشنا به سنوات قبل أن نكتشف أن ما توهمناه استقرار لم يكن إلا تبلدا، بل موتا بطيئا بعد أن خدرنا الفساد لسنوات طويلة اختلط فيها الفساد بالهواء الذي نستنشقه، وبالماء الذي نشربه وبالطعام الذي نأكله، أعمانا الفساد وأصمنا، حتي أصبحنا ننكر الضي لأن عيوننا كانت قد اعتادت الظلام، وننكر الربيع لأن وروده اليانعة تحولت إلي أشواك، واختنقت رائحة الفل والياسمين برائحة المجاري، حتي الابتسامة البريئة اغتالها القهر المتدلي بأعناق الرجال والنساء، حتي الأطفال لم يسلموا بعد أن اغتالت براءتهم الشوارع التي ألقيناهم فيها، عشنا غرباء في بيوتنا وأوطاننا، وأدمنا الكذب حتي علي أنفسنا، كرهنا النظر في المرآة لأنها كانت تعكس صورتنا الحقيقية التي كرهناها، يا إلهي كيف لإنسان خلقتَهُ في أحسن تقويم ثم يرضي لنفسه أن يردَ الي أسفل السافلين، يا إلهي إرادتك وحدها هي التي أخرجت من رحم هذا العفن من يصرخ بأعلي صوته »ارفع رأسك فوق أنت مصري« ما أروعها كلمات عانقت الوجدان كالغيث الذي ترسله السماء إلي الصحراء القاحلة لتبعث اليها الحياة، يا له من هتاف كأنما ألقاه الله في روع قائله، ليحيي به قلوبا رضعت من أثداء الموت، هذا الهتاف لا يتوقف صداه في وجداني وأنا أستعرض المؤامرات الدنيئة التي يقوم بها أذناب الفساد لقتل الروح الوليدة التي سرت في جسوم شباب هذه الأمة، استعرض هذا الهتاف وأنا أستمع إلي شيطان ينصح أتباعه بأن يسحقونا ويضربونا بالأحذية وهو لا يدري أن هذه الأحذية إنما اشتراها بأموالنا ومن أجل توفير الحماية لنا لأنه أولا وأخيرا أجير عندنا، لا يزال بعض الطغاة غير مصدقين أن دولتهم زالت بلا رجعة ربما يكون السبب في ذلك البطء الشديد في محاسبتهم بما يستحقونه ليكونوا عبرة لغيرهم دون أن تأخذنا بهم رأفة أو شفقة لأنهم لا يستحقونها، وهم والله يتربصون بنا الدوائر ويتمنون لو أتيحت لهم فرصة الانتقام، ارفع رأسك ولا تحزن ولا تسمح أبدا بمن يلوث حياتنا مرة أخري من هؤلاء الأقزام الذين تغص بهم قوائم العار لأن مكانهم اللائق بهم هو مزبلة التاريخ حتي يتسني لنا أن نعيد كتابة تاريخنا بالشكل الذي يليق بنا كأمة أرادت لنفسها الحياة فحقق الله لها ذلك.
مهندس / علي درويش
الرجال الواهمون يهتفون: "أسقطنا النظام والدورع المدام"!!
بعد أن نجح شباب الثورة في تحقيق شعارهم: (الشعب يريد إسقاط النظام).. شعر الرجال في مصر بأن الوقت قد حان ليتخلصوا هم أيضا من قهر النساء ورفعوا شعار: (الزوج يريد إسقاط الـمَـدَام) وهددوا بخروج مظاهرة مليونية رِجَـالية تُـرَدّد هذا الهتاف حتي يتحقق لهم ما يريدون.. في المقابل وعدت بعض (الزوجات) بإجراء تعديلات جذرية تتمثل في إصلاحات وتنازلات وطَـلَـبْـن من الرجال عدم التظاهر أو الاعتصام، ومن تلك التنازلات أو الإصلاحات:
< السّـمَـاح="" للرجال="" بتعدد="" الزوجات="" كما="" أقر="" الشرع="" بعد="" تعسفهن="" من="" قبل="" وقولهن="" أنا="" زي="" الفريك="" ماحبش="">
< السماح="" لهم="" بالخروج="" مِـن="" المنزل="" في="" أي="" وقت="" يريدون="" دون="" سؤالهم="" أين="" تذهب="" أو="" متي="" تأتي="" ؟="">
< عدم="" مراقبة="" الجوال="" والحاسب="" الآلي.="">
ولكن المتظاهرين من الرِّجَـال رفضوا تلك التصريحات، ورفعوا سَـقْـف مطالبهم حيث نادوا برحيل المُـدَام التي ظلت كالحجر علي صدورهم لِـعقود طويلة. وقد تجَـوّل مراسلو القنوات الفضائية العربية مثل الجزيرة والعربية وBBC العربية وغيرها بين المتظاهرين الذين يحملون العديد من اللافتات، وخرجوا بالتصريحات التالية:
< طائفة="" من="" المتظاهرين="" تهتف="" (هي="" تمشي="" مش="">
< متظاهر="" آخر="" قال:="" لقد="" أفنيت="" صحتي="" وقُـوّتي="" في="" خدمتها="" وعندما="" مِـرِضت="" ؛="" كان="" رد="" الجميل="" أنها="" تخلت="" عني="">
< طائفة="" ثالثة="" من="" الرّجَـال="" ذكرت="" أنها="" أعلنت="" تمردها؛="" لأن="" (الـمَـدَام="" المتسلطة)،="" كانت="" تستولي="" علي="" رواتبهم،="" وتنفق="" عليهم="" بالقطارة="" ؛="" والآن="" جاء="" زمنهم="" للقضاء="" علي="" فَـسَـاد="">
< طائفة="" رابعة="" من="" المتظاهرين="" تهتف="" (الرحيل="" الرحيل="" ياللي="" خليتوا="" نهارنا="" ليل)="" وبسؤاله="" أحدهم="" عن="" السبب="" قال="" لقد="" كمّمت="" (الـمَـدام)="" فمي="" ومنعتني="" من="" التعبير="" وحرية="" الكلام="" سنوات="" طويلة،="" والآن="" جاء="" دوري="" لأقول="" كلمتي:="" (الرِّجال="" يريدون="" إسْـقَـاط="" الـمَـدَام)،="" هذا،="" وقد="" كان="" ردّ="" (الـمَـدامات)="" علي="" تلك="" الأصوات="" التي="" تطالب="" برحيلهنّ="" بأن="" تلك="" أصوات="" مأجورة="" وأن="" هذه="" الأحداث="" مؤامرة="" خارجية="" من="" النساء="" ذوات="" العيون="" الزرقاء="">
وقد ذكرت القنوات الفضائية التي تبنت مطالب الرجال في الشوارع بأن المظاهرة مازالت قائمة، وسقف مطالبها يرتفع، فالرجال بحسب - شهود عِـيـان - لم يقتنعوا بتلك الإصلاحات التي أطلقتها (الـمَـدَامات)، ووصفوها بأنها مجرد فرقعات إعلامية!! ولكني من وجهة نظري المتواضعة أري أن الرجال يستطيعون إسقاط أي نظام إلا نظام وجبروت النساء (إن كيدهن عظيم) ولا يقدر عليهن إلا الله - فهل تتوقعون أن يـثْـبت الـرِّجَـل أمام تَـسَـلط وجبروت (الـمَـدَام)؟!
رأفت محمد السيد
ك ل م ا ت م ت ق اط ع ة
نظيف
ما أهم إنجازات حكومة نظيف؟ طبعا ح تقوللي تنظيف جيوب الشعب.
عبير حجازي
< حكومته="" "نظفت"="" خزانة="" مصر="" من="" المنبع="" ولم="" تترك="" شيئا="" ليصل="" جيوب="" الشعب="">
حرامي
اللي سرق فلوسنا حرامي.. واللي باع مصر خاين وحرامي.. طب واللي ضيع 30 سنة من عمرنا وسرق مستقبلنا نسميه إيه؟!
جني خلف - سوهاج
< نسميه="" مبارك..="" ما="" هي="" الكلمة="" دي="" ح="" تبقي="" شتيمة="" في="">
كبير
مخطئٌ من ينسب إلي الشباب وحدهم فضل استردادنا الحرية.. الفضل يعود أيضا إلي كبار مثقفينا وعلمائنا وشيوخنا وسياسيينا الشرفاء.
هناء المداح
< الكبير="" ربي="" حلال="" فطرحت="" شجرة="" مصر="">
تلميذ
إذا كان عبيد ونظيف فاسدين فمن هو التلميذ ومن هو الأستاذ؟!
عادل عباس - الغربية
** نظيف تلميذ عبيد.. لكنه تفوق علي أستاذه.
عبيد
أكبر فساد شهدته مصر كان في عهد عاطف عبيد فلماذا لم يحاسب حتي اليوم؟!
محمود عبد الشافي - البحيرة
** كان عامل حسابه.. تعاملاته كلها كانت كاش من غير ورق ولا بنوك.
صبي
إذا كان البعض يعتبر لصوص الحكم صبيان الرئيس وصبيان جمع صبي (مذكر).. وعليه يكون الفساد رجلا.
أسماء عبد الحكيم - أكتوبر
< لو="" كان="" الفساد="" رجلا="" فـ="" "أم="" الفساد"="" امرأة..="" واسألي="">
مبارك
أنا خالد يا سيادة الرئيس.. هل قرأت المقال الذي حذرتك فيه مما حدث قبلها بشهور؟!
خالد الشافعي
< الأحداث="" أثبتت="" أن="" مبارك="" لم="" يكن="" يقرأ="" ولا="" يكتب..="" وهذا="" خطأ="" سببه="" أن="" الدستور="" لا="" يشترط="" فيمن="" يتولي="" الرئاسة="" الحصول="" علي="" أي="">
اللصوص
لو صدر قانون يعدم كل اللصوص لتوقفت السرقة في مصر فورا؟!
هدي محمود - فيصل
< أخشي="" أن="" يستغله="" اللصوص="" الذين="" مازالوا="" في="" الحكم="" ليعدموا="" به="" الشرفاء.="">
الرئيس يختار الشعب!!
من الطبيعي أن يختار الشعب الرئيس الذي سوف يحكمه وهو ما دفعنا كشباب مصريين للاحتجاج علي فرعون مصر لشعورنا بأنه كان مفروضاً علينا وأنه لم يتح لنا فرصة الاختيار أو التفكير من الأصل في هذا الأمر وكانت هذه هي أحد أسباب قيام الثورة ونأمل أن يكون رئيس مصر القادم من اختيارنا بالفعل ولا نحتاج وقتها لثورة أخري، وجدير بالذكر أن الثورة المصرية فتحت الطريق لجميع الدول العربية التي تشعر بما كنا نشعر به من ظلم وقهر للاحتجاج وها هي ذي ليبيا تمر الآن بمثل ما كنا نمر به مع اختلاف الظروف المحيطة بالحدث، فالقذافي فاق كل التوقعات بما يفعله فعندما تسمعه يتحدث وتشاهد ما يفعله تشعر بأنه يعيش في كوكب آخر وأنه شخص من سلالة غريبة يصعب فهمها وأنه نوع من البشر لا يستوعب ما يقوله حتي نفهم نحن مايقصده من وراء خطاباته التي من الأفضل أن تذاع علي قناة موجة كوميدي وليست قناة إخبارية، ومن وجهة نظري المتواضعة أعتقد أن القذافي سيترك ليبيا محمولاً علي الأعناق لا لحب الناس فيه ولكن لكونه عندئذ سيكون قد فارق الحياة فما يفعله يجعلني أشعر بأنه لن يترك الحكم إلا بعد اغتياله، فدعواتي لشعب ليبيا أن ينال الحرية ويتخلص من هذا المجنون الذي كان يقول في إحدي تصريحاته العجيبة: إن الشعب الذي لا يحبه لا يستحق الحياة وأنه سيقوم بعمل ثورة هو ومؤيديه حتي يقضي علي هؤلاء المتظاهرين المعارضين فهو يقوم بثورة حتي يقضي علي الشعب الذي لا يريده ويبقي علي الشعب الذي يريده.. فالرئيس في عرف مجذوب ليبيا هو من يختار الشعب!!
إبراهيم عزمي - جامعة القاهرة
النكسة والعبور وثورة التغيير
القراءات لأحداث السنوات الأخيرة من تاريخ المحروسة تتفق وتختلف في كل مرحلة.. لكن قاسما مشتركا بينها يقطع بأن شباب ورجال مصر من معدن قلما تجد مثله في معظم الشعوب والبلدان الأخري. فمثلا في نكسة 67 وقعت نتيجة لغرور القيادة السياسية والعسكرية وعدم دقة الحسابات.. إضافة إلي فساد بعض القيادات ولهوهم وانصرافهم عن المسئولية والتفرغ لمصالحهم الخاصة.. بعدها خرجت الآراء باتفاق ان مصر لن تقوم لها قائمة ولن تستطيع استرداد الارض.. لكن مصر لملمت الشمل و اخذت الصالح وأطاحت بالطالح ورتبت الأوراق و طورت السلاح واهتمت بالجندي فكانت حرب الاستنزاف التي شهد الجميع بتفردها وروعتها. ذهب ناصر وجاء السادات ليكمل البناء فكانت حرب العبور التي كسرت كل القواعد العسكرية والتكنولوجيا وأصبحت تدرس في كل المحافل العسكرية ويوما بعد يوم نكتشف أسراراً أخري من هذه الحرب التي دللت أيضا علي من هو المواطن المصري.
رحل السادات مغتالاً علي المنصة وجاء مبارك وسارت الأمور رائعة حتي السنوات العشر الأخيرة (وعادت ريما لعادتها القديمة) ودب الفساد في أرض المحروسة وضاق الناس شباب اليوم (وعواجيز النكسة والاستنزاف والعبور) وأيضا أقر العالم أن المواطن العربي لا يرفع الظلم عنه ولايستطيع تحريك الأحداث والمقادير وتم نعت الشباب بكل طوائفهم بالنعاج ولم يفطن الجميع انهم (أسود في حالة غفو ونعاس) وكان ما كان في يناير من ثورة أطلق عليها ثورة التغيير ولكن أحب أن أسمعها ثورة (الصابرين).. مصدقا لقول الله "واصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل".. وفي اللحظة المناسبة أمر الله الصبر أن ينفد ويذهب إلي ميدان التحرير معلنا التغيير.. ليعلم الجميع أن المواطن المصري يصبر إلي حين لكنه لا يموت.
حسن كمال الجزار
المندرة - الإسكندرية