«سوق الجمعة».. حكايات واقعية نقلتها الشاشة الكبيرة

أعد الملف - علاء عادل:
يغرد فيلم «سوق الجمعة» خلال موسم عيد الأضحى المبارك خارج سرب الأعمال المنافسة له، حيث يقدم دراما واقعية لسوق الجمعة المتعارف عليه فى محافظة القاهرة، فينقل خلال الشاشة عدداً من الحكايات والمشكلات التى يمر بها البائعون فى هذا السوق، بعيداً عن أفلام الكوميديا والأكشن التى تنافس خلال هذا الموسم.
ويكمل فيلم «سوق الجمعة» سلسلة الأفلام التى بدأها المخرج سامح عبدالعزيز والكاتب أحمد عبدالله، والتى تنتمى إلى دراما اليوم الواحد، بعد فيلم «كباريه» و«الفرح»، وتدور أحداث الفيلم حول عالم سوق الجمعة والأسر التى تسكن فى السوق والوافدين عليه والتجار وحياتهم الاجتماعية، وما يحدث من مفارقات طوال هذا اليوم.
والفيلم يشارك فى بطولته كل من: الفنان عمرو عبدالجليل ونسرين أمين، ريهام عبدالغفور، دلال عبدالعزيز، محمد لطفى، أحمد فتحى، محمد عز، محمود حجازى، سلوى محمد على وهو من قصة محمد الطحاوى، وسيناريو وحوار أحمد عادل سلطان، وإخراج سامح عبدالعزيز.
وخلال هذا الملف تحاور «الوفد» بعض صناع العمل، الذين تحدثوا عن كواليس الفيلم، رأيهم فى تقديم مثل تلك النوعية من الأفلام، والإيرادات التى حققها خلال موسم كبير به عدد كبير من الأفلام لكبار النجوم.
عمرو عبدالجليل: أبحث عن فكرة جيدة.. ولا أشغل بالى بالبطولة المطلقة
أكد الفنان عمرو عبدالجليل أنه لا يشغله البطولة المطلقة، ولا يسعى إليها، ويفضل المشاركة فى الأعمال التى تضيف إلى مشواره الفنى، دون النظر إلى نوعية العمل الذى يقدمه، وقال فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»: أنا لم أسع إلى النجومية، وكان أقصى أحلامى مشاركة الفنانين الذين كنت أشاهدهم فى التليفزيون، والوقوف معهم أمام الكاميرا، هذا كان حلمى، وربنا منحنى أكثر مما حلمت.
وأضاف: لذلك لا يشغلنى المنافسة أو الإيرادات، فأنا ما يشغلنى هو تقديم عمل جيد، يضيف إلى مشوارى الفنى، فيوجد من يهتم بالإيرادات فيقدم أعمالاً دون المستوى، ولكن أنا أقدم ما أحب، وأسعى لترك أعمال جيدة يتذكرها أبنائى وجمهورى من بعدى.
وعن تقديمه عدداً كبيراً من الأعمال الشعبية قال: لا أشترط تقديم عمل شعبى، ولكنى أحب أن أرى نفسى فى الدور قبل تقديمه، وأقرر بعدها المشاركة أو الرفض فى العمل، ربما تكرر دور الشعبى، لكن المخرجين هم من يضعوننى فى تلك الأدوار، وفى النهاية لن تجد شخصية تشبه الأخرى فيما قدمته، وهذا هو الاختلاف، فيمكن أن أعيش أنا وأنت نفس الحالة لكن تعبيرنا عنها يكون مختلفاً.
وعن تحضيره للشخصية وذهاب عدد من الفنانين إلى السوق قال: لا يشترط مقابلة أشخاص من سوق الجمعة لكى أقوم بتقديم شخصية عنهم، فأنا أقوم بمعايشة الشخصية نفسها المكتوبة على الورق، وأستمع إلى تعليمات ورؤية المخرج الذى يرى الشخصية من منظوره هو، وأبدأ فى تنفيذ تلك الرؤية، خاصة أنه من الممكن أن تكون الشخصية التى أجسدها من خيال المؤلف، فيجب الاجتهاد للخروج بشكل مختلف ومعبر عن الشخصية، ويخدم تلك الرؤية.
وأوضح «عبدالجليل» أن تلك النوعية من الأفلام قدمت من قبل، منها من نجح وآخر أخفق، ففى النهاية من يتحكم فى المنظومة هو جودة العمل، خاصة أن الأفلام الشعبية تقدم من وجهة نظر صناعها، وكل شخص من حقه قبول أو رفض تلك الأعمال حسب ميوله وأهوائه، وفى النهاية شباك الإيرادات يقول كلمته.
وبسؤاله عن إساءة بعض الأفلام للواقع بحجة تقديم أعمال واقعية تعبر عن الشارع قال: الواقعية فى السينما ليس نقل الحدث كما هو فى الشارع، بل يجب تحسين الصورة التى يتم نقلها للجمهور، وإلقاء الضوء على المشكلة دون التجريح أو إزاء مشاعر، فالألفاظ الخارجة والأعمال غير الأخلاقية نقلها على الشاشة لن يجعل العمل أفضل، بل سوف يقلل من جمهور هذا العمل.
دلال عبدالعزيز: زرت السوق بالصدفة.. والواقعية تصنع فناً حقيقياً
أعربت الفنانة دلال عبدالعزيز عن سعادتها بالعمل فى فيلم «سوق الجمعة» و«المخرج سامح عبدالعزيز»، وأكدت أن الفكرة كانت أول ما جذبها للمشاركة فى الفيلم بجانب سعادتها بالتعاون مع المخرج سامح عبدالعزيز للمرة الثانية، وقالت: أحمل لسامح عبدالعزيز معزة خاصة فى قلبى لأنه كان السبب فى تقديم ابنتى دنيا سمير غانم للسينما بشكل جديد، من خلال فيلم «كباريه»، ومن بعده «الفرح»، فهو مخرج متميز فى تقديم مثل تلك النوعية من الأعمال الفنية.
وأضافت: أحب تقديم الأفلام الواقعية التى تلمس الشارع المصرى، وتخاطب البسطاء من هذا الشعب، والتى تعبر عنا كمصريين، بعيدًا عن أعمال الأكشن، والمطاردات والبلطجة، التى أصبحت منتشرة خلال الفترة الماضية، فالأعمال الإنسانية تعيش أكثر وسط الجمهور، حتى لو لم تستطع تحقيق إيرادات.
وتابعت دلال عبدالعزيز: يوجد فرق كبير بين الأعمال الواقعية مثل التى كان يقدمها المخرج الكبير صلاح أبو سيف، وما نشاهده تلك الفترة من أعمال تدعى الواقعية، وهى تسىء للشارع المصرى، السينما شكل جمالى، وكنت تلاحظ ذلك من خلال نظافة البيوت التى تظهر فى المجتمع الشعبى، وهذا موجود فى الواقع، ربما تكون المنازل بسيطة ولكنها نظيفة، وليس ما تنقله بعض الشاشات.
وأشارت إلى أن «سوق الجمعة» فيلم يقترب من المواطن البسيط، ويناقش مشكلاته التى يتعرض لها فى الحياة العادية، وتمت كتابته بشكل متميز، وأقدم خلاله شخصية امرأة بسيطة تزوجت فى سن مبكرة، وتوفى زوجها فأصبحت هى الأم والأب، ومن تحمل المسئولية كاملة، فتحاول تربى أولادها، فيتحول أحدهم إلى فاشل ويقوم بدوره عمرو عبدالجليل»، وآخر «ناجح».
وواصلت حديثها قائلة إنها زارت «سوق الجمعة» فى إحدى المرات عقب وفاة الفنانة الكبيرة كريمة مختار، وقالت لم نستطع الوصول إلى المقابر بسبب معروضات الملابس الموجودة، وغيرها من الأشياء التى يتم بيعها داخل السوق، فرأيت أن المكان والأمور التى تحدث داخل السوق تصلح لفيلم سينمائى جداً، قبل عرض العمل علىّ، لذلك لم أشعر بغرابة وأنا أقرأ السيناريو أو أثناء التصوير، لأننى وجدت الكاتب أحمد عبدالله رسم الشخصيات كما رأيتها، وكذلك أماكن التصوير التى صورنا بها.
أحمد فتحى: ابتعدت عن الكوميديا.. وقدمت شخصية مركبة
أكد الفنان أحمد فتحى أن المخرج سامح عبدالعزيز هو من رشحه للمشاركة فى فيلم «سوق الجمعة»، وقال: هذه التجربة الفنية مختلفة بالنسبة لى كثيراً على مستوى الدور والشخصية، ووافقت على المشاركة بمجرد أن تحدث معى المخرج سامح عبدالعزيز والمنتج أحمد عبدالباسط، بجانب ما وجدته فى العمل من قصة ودراما واقعية، جاءت موافقتى على الفيلم لأننى رأيته إضافة قوية لأى فنان مشارك فى أحداثه، وكيف أرفض عملاً يقوم على إخراجه سامح
وأضاف: أقدم خلال العمل شخصية الذراع اليمنى للفنان عمرو عبدالجليل كبير السوق، فنحن نسيطر على السوق بشكل كامل، فأنا هنا أبتعد عن الكوميدى نهائيًا فكل تفاصيل العمل تركيبة الدور مختلفة يسيطر عليها طابع الشر الدرامى، والكوميديا الموجودة نابعة من المواقف وليس الأشخاص.
وأشار إلى أن فيلم «سوق الجمعة» يمثل دراما حقيقية تحدث يوميًا فى حياتنا، فالعمل يحتوى على قصة مميزة ومليئة بالمواضيع الإنسانية، التى تجذب الجمهور، وتتوغل فى ارتباطاتهم وحياتهم اليومية، إضافة إلى أنه يمس كل شخص فى جانب من حياته.
وأوضح فتحى أنه يحاول دائماً تقديم أدوار مختلفة تبتعد كثيراً عن فكرة الكوميديا، التى وضعه فيها المخرجون والمنتجون، برغم أنه يعشق تمثيل الأدوار التى تحتوى على تراجيديا أكثر من الكوميدى.
وعن العمل فى السينما واختلافه عن الدراما قال: أنا أعشق التواجد فى السينما أكثر من الدراما، فهى بالنسبة لى «التاريخ»، وتعنى الاستمرارية، والوقوف أمام كاميراتها شيئاً له وقار وجاذبية من نوع مختلف، والعمل الذى تقدمه فيها يعيش لعشرات السنين، مقارنة بالتليفزيون، فعلى سبيل المثال إذا ذكرت اسم مائة فيلم سينمائى فى مقابل خمسين عملاً درامياً، فستجد نفسك سريعاً قد تذكرت هذه الأفلام فى مقابل نسيان تام للأعمال الدرامية حتى إذا كان عرضها هذا العام، فالسينما تعيش فى فكر الجمهور ولكن لا يمنعنى من قول إن الدراما التليفزيونية لها متعتها وقوتها ومشاهديها خاصة بعد تطور الإمكانيات فيها خلال الفترة الماضية وأصبح هناك أعمال تليفزيونية خالدة.
وبسؤاله عن العمل مع الفنان عمرو عبدالجليل والمخرج سامح عبدالعزيز قال: عمرو عبدالجليل لديه كاريزما مختلفة وطبيعة فنية فهو فنان شاطر وفاهم، وتواجدى بجواره خلال أيام التصوير جاء بسبب أن مشاهدى أغلبها معه، فأنا أعمل مساعده فى السوق لذلك فكواليسنا فى العمل كوميدية للغاية وهناك مواقف تحدث أثناء التصوير تجعلنا لا نستطيع إكمال المشهد من كثرة الضحك.
أما المخرج سامح عبدالعزيز مهما تحدثت وقلت عنه لن أستطيع إعطاءه حقه فهو مخرج شاطر وناجح له شكل خاص فى كل أعماله فتشعر أن له بصمة من أول مشهد فهو مخرج يعتمد على الاهتمام بأدق التفاصيل، وهو ما يحدث معنا فى التصوير أستمتع كثيرًا لأنه يحب الممثل الذى أمامه ويريده أن يخرج بأفضل شكل، لذلك لديه عينه الخاصة، ورؤيته المميزة، والتى لا نراها إلا بعد أن نشاهد مشاهدنا على الشاشة، وأنا سعيد للغاية للتعاون معه فى فيلم «سوق الجمعة».
أحمد عبدالباسط: غياب عدالة التوزيع ظلم الفيلم
أعرب المنتج أحمد عبدالباسط عن استيائه مما يحدث فى دور العرض السينمائى من ظلم لفيلمه الجديد «سوق الجمعة»، وقال فى تصريحات خاصة لـ«الوفـد»: نحن نعيش فى منظومة ليس بها عدالة فى التوزيع، والمنتج الذي لديه دور عرض سينمائى هو من يربح أكثر، وغرفة صناعة السينما ليس لها أى دور إلا أنها تحصل من المنتجين رسوماً وأموالاً فقط، فطبيعى ما يحدث.
وأضاف: بجانب أنه ليس لديك نجم شباك من المتعارف عليهم، فأصبح فيلمى سهل التلاعب به، وظلمه وسط هذا الموسم، فتجد أن العمل استحوذ على أقل دور عرض بالنسبة للأفلام الموجودة معه فى الموسم بمعدل 38 دور عرض، ولكن الإشكالية أنه لا يتم الالتزام بدور العرض الموجودة، ويتم تغيير حفلات الفيلم بأفلام أخرى، بحجة زيادة الطلب على هذا الفيلم.
وبسؤاله عن رفع الفيلم من دور العرض السينمائية بالإسكندرية وبعض الأماكن بالقاهرة قال: ليس عندى علم بذلك، ولكن بالطبع وارد حدوثه، لأنه لا توجد جهة يمكنك الرجوع إليها، فالموزع هو المتحكم فى السوق، فالقانون ينص على أن الفيلم يجب تركه فى دور العرض لمدة لا تقل عن أسبوعين، ولكن هذا ما لا يحدث، فكما قلت الموزعون هم المتحكمون فى السوق.
وأشار إلى أن إيرادات الفيلم حتى الآن مرضية بالنسبة له، حيث حقق الفيلم فى الأيام الأولى من العيد حوالى مليون جنيه، وهذا مرضٍ فى ظل عدم وجود نجم، حتى لو أن القصة هى البطل الرئيسى فى الأحداث، ولكن الجمهور فى مصر لا ينظر إلى ذلك بل ينظر إلى المناظر والبطل، وأتمنى أن يحقق الفيلم نجاحاً خلال الفترة القادمة فى مناسبات أخرى.