رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوطن: بين حق التظاهر.. وحق العمل

لا أحد يرفض ان يخرج بعض المواطنين، يتظاهرون.. يعتصمون.. يطالبون بما يرونها حقوق لهم، وهي بالفعل كذلك.

فهذا حقاً لهم، ولغيرهم.. فقد عانوا كثيراً.. جاعوا وتعروا.. ويعيشون في العشوائيات، لا يرون علاجاً عاماً حقيقياً.. بل يواجهون بتجاهل تام.. رغم تزايد عدد المرضي.. بل وعدد الأمراض!!

وهذا حق لهم فالرواتب متدنية بشكل رهيب.. خصوصاً وهم يرون ويسمعون ويقرأون الكثير عن ثروات الاغنياء، ورجال الاعمال الذين نموا وترعرعوا مثل الفطر علي وجه الامة وعلي جسد الوطن. فالناس تفاجأ بمن يملك المليارات.. هكذا فجأة ليس مليونا ولا اثنين.. بل عشرات المليارات هناك من بين ابناء الشعب من كان يعرف ان اثرياء ما قبل يوليو 1952 لم يملك أي واحد منهم ملياراً.. بل فقط عشرة ملايين.. واسألوا كم كانت ثروة اكبر رجل صناعة في مصر وهو احمد باشا عبود.. أو كم كانت ثروة فرغلي باشا الذي لقب بملك القطن، الذي كان اشهر رجال تجارة القطن في مصر، وخارج مصر.. وكانوا يعرفون ثروات السيد يس ملك صناعة الزجاج.. ولا حتي ثروة طلعت حرب باشا..

** الناس، كلهم يعرفون ثروات رجال الأعمال الكبار وان لم يعرفوا هل حققوها بعرق الجبين، كما يعرف كل مصري.. ام حققوها بالسرقة والفساد.. والاقتراب من السلطة والسلطان.

وسواء كان ذلك وهذا فإن هذه الارقام استفزت كل مصري شريف.! هنا خرج كل هؤلاء يطالبون بتحقيق العدل.. والحصول علي الخبز.. كل أحلامهم الخبز والعدالة.. لقمة عيش يقدمونها لاولادهم. وغرفة صحية يتربون فيها، و »هدمة« نظيفة.. وتعليم بلا دروس خصوصية.. وعلاج بلا طلب من المستشفي للمواطن المريض بأن يشتري الشاش والحقنة.

والمواطن يطلب: العدل.. ليس لكي يصبح كل واحد منهم مليارديراً مثل زيد أو عبيد، أو حتي نطاط الحيط.. ولكن يطلب ما يكفي لتحقيق حد الكفاف.

** من هنا خرج كل هؤلاء يطلبون بعض الحقوق الفئوية.. أو المطالب الفئوية. وهي حق لهم، ولكل مواطن.. هذه الوقفات الفئوية.. وهي للحقيقة بدأت قبل 25 يناير.. عندما رأينا مظاهرات واعتصامات علي سلم نقابة الصحفيين ونقابة المحامين.. ولما تشجع البعض منهم توجهوا إلي شارع قصر العيني، ودخلوا خلف مبني مجلس الوزراء ثم تشجعوا أكثر فاعتصموا، وناموا علي رصيف مجلس الشعب.. وكل هؤلاء كانوا يطلبون الخبز.. والعدل.

وبعد نجاح ثورة 25 يناير، التي شارك فيها صغار الموظفين من ذوي الدخول المنخفضة. زاد عدد هذه الوقفات الفئوية.. اتجهت معظمها الي الوزارات أو الهيئات، أو البنوك لتعلن رأيها وتطالب بما تراه حقاً وهو حق بكل المقاييس - حتي صغار ضباط الشرطة والامناء والموظفون المدنيون كلهم تظاهروا يطلبون ما هو حق.

ونحن لا نريد ان نتهم أحداً بأنه يريد ان يستغل فترة سقوط النظام ليخرج ويطلب.. وهو يعلم ان أحداً

لا يريد، ولا يجرؤ علي رفض ما يطالبون به.. ولكن لكل مقام مقال.. حقيقة هم يعتقدون انهم إذا لم يحصلوا علي هذه المطالب الآن.. فلن يحصلوا عليها بعد الآن.

** ولكن عندما يحين الوقت المناسب من حق الوطن علي كل هؤلاء ان ينتظروا شهراً، أو بعض شهر.. فهناك المهم.. وهناك الأهم.. والأهم هنا هو تحقيق الانتقال السلمي والطبيعي للسلطة في مصر.. وترتيب الاوضاع وتحقيق الاصلاح الدستوري الذي طالما حلمت به الأمة.. وان نضع قواعد سليمة للحكم في مصر، بعد طول تحكم ودكتاتورية في ادارة الامور.. واجراء انتخابات سليمة للبرلمان.. وللرئاسة. وبعدها يمكن ان نطالب بما نريد، بل يجب ان نطالب بما نريد.

** ولكن هل نعرف حجم الخسائر اليومية التي تضرب الاقتصاد الوطني هل نقول انها بمئات الملايين يومياً.. فلا أحد يعمل.. ولكن فقط يطالب.

وما كان اسهل ان تأمر الحكومة بالاستجابة لكل هذه المطالب.. نعم كلها وان تقوم بطبع ما يلبي طلبات كل الفئويين من أوراق نقد بالمليارات ولكن الشعب كله هو الذي سيدفع الثمن.. وهم منها بطبيعة الأحوال لان طبع البنكنوت دون انتاج حقيقي يوازيه يحدث التضخم.. والتضخم هنا هو بأبسط الكلمات زيادة الاسعار.. ويصبح بعدها ان تعجز اي زيادة في الاجور في تغطية الزيادة في الاسعار.

** نحن نرفض ان يقع اي ظلم علي أي مواطن.. والا يحصل علي الاجر الذي يستحقه وما يحقق لاسرته حياة كريمة.. ولكن هذا لن يتحقق الا بالعمل.. والعمل الجاد، فالحكومة تدفع من عائد العمل.. وليس من غيره.

عودوا إلي العمل.. وميدان التحرير باق وايضا سلم نقابة الصحفيين وارصفة مجلس الشعب والوزراء.

وبعدها نحن معكم قلبا وقالبا.. ولكن بعد ان تهدأ الامور.. ويبدأ دولاب العمل في الدوران.

** نقول ذلك من أجل مصر.. ومن أجل ابناء مصر، والله المستعان.