عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصلحة مصر التحالف مع امر يكا

الحديث الدائر حاليا فى الاعلام المصرى وفى المجتمع بشكل عام حول المعونة الامريكية ، وعن مبادرات دعم الاقتصاد المصرى محليا ، والاستغناء عن تلك المعونة  الامريكية ، حديث اخذ ابعاد لا تعبر عن حقيقة بعض المشهد السياسى والاقتصادى

الذى يجب ان تكون عليه مصر لتحقيق استقرار مصر داخليا وخارجيا وفى مصلحة مصر اقتصاديا، فالمجتمع المصرى من المجتمعات النادرة فى صعود قضية وبسرعة الى السطح ثم انتشارها وكثرة الحديث حولها وربما تبدأ بخبر بسيط ، مؤكد او غير مؤكد ، ثم ولا ينتظر مجرد ان تتضح الصورة الكاملة للخبر ، يستمر الاعلام بكافة اشكاله فى تناول الموضوع حتى يتم ظهور قضية اخرى او خبر ، ولا تتم تلك المواضيع والقضايا بشكل منظم ودراستها قبل اتخاذ القرارات ، بل الكل يتفاعل مع الحدث وبسرعة شديدة ، بل اننى وجدت رئيس وزراء مصر يتفاعل وبسرعة على غير العادة مع المبادرات المحلية التى تطلب الاستغناء عن المعونة الامريكية بل وصرح انه يدعمها ، وهذا شيئا جيدا  ، والتصريح بدعمه للمبادرة المحليه شيئا حسن ، لكن كان يجب ان يوضح ايضا اهمية المعونة الامريكية وانها ليست مادية بحته بل هى استراتيجية فى مجالات عديدة ، واهميتها فى تلك الفترة خصيصيا ان مصر تحتاج لدعم امريكا وجميع الدول ،، ولا نرفع نبرات عالية الاصوات بان مصر يمكنها الاستغناء عن دعم امريكا خاصة بعد تخلى الاشقاء العرب عن تقديم قروض لمصر ، ونحتاج دعم امريكا ايضا لدى صندوق النقد الاجنبى لتسيهيل حصول مصر على قروض ذو فائدة منخفضة ، والتوعية بان التعامل مع امريكا ليس شرا ولا اهانة لمصر ، فامريكا هى الدولة القائدة للعالم والمسيطرة عليه اقتصاديا وعسكريا ، وتسعى جميع الدول لارضاء امريكا ، والافضل من ذلك استخدام الدبلوماسية السياسية فى توضيح وجهة النظر المصرية ووجهة نظر المجتمع المصرى للمجتمع الامريكى خاصة بعد الثورة والتغييرات الحادثة فى المنطقة بعد تغيير عدة انظمة عربية حليفة لامريكا وتخوف الادارة الامريكية من بعض الملفات فى مصر الثورة .

امريكا لديها قواعد عسكرية فى معظم دول العالم المتقدم ، فلديها قواعد عسكرية فى المانيا وكوريا الجنوبية واليابان والفلبين وباكستان ولديها ايضا قواعد عسكرية فى دول الخليج العربية  ولديها علاقات عسكرية قوية بالهند واسرائيل ودول افريقية متعددة ، ولم يكن ذلك التحالف ان يضعف هيبة تلك الدول ولم تطلب تلك الدول فض هذا التحالف ، لانها ترى ان مصلحتها الابقاء على ذلك دون التدخل فى سيادة الدول تلك ، وليس هدف تلك العلاقات فقط هو حماية مصالح واهداف امريكية بل التعاون العسكرى فى مجال التقنية والاسلحة ، فمازالت امريكا تحتفظ باعلى تقنية حديثة فى مجال التسلح والتدريب واقوى جيش فى العالم حيث ان الجيش الامريكى اقوى من اقوى ثلاث جيوش متتالية له فى القوة فى اوروبا ، ولديها قوة خارقة فى التنبؤ ولاستكشاف ومراقبة الدول عسكريا ومعرفة البيانات الخاصة بقوة وتسلح الدول المختلفة ، ولديها الاقمار الصناعية العسكرية التى تستطيع الوصول وبدقة الى جميع دول العالم وليس برضا تلك الدول ،،وان التعاون العسكرى مع امريكا هو فى الحقيقة قوة لاى دولة ، والبدائل المتاحة من هذا التعاون ليس على قدر الكفاءة سواء روسيا او فرنسا او نجلترا او المانيا وصولا الى الهند والصين ، وربما اسرائيل هى التى تقترب تقنيا مع امريكا ، كما ان لامريكا قدرة سياسية على حماية حلفائها ضد اى عدوان خارجى مدعوم من اى دولة ولا تجرؤ دولة ما ان تهاجم دولة حليفة لامريكا الا اذا كان هناك ضوء اخضر من امريكا ، وهذا ليس مدحا فى امريكا او انها الخير كله ، بل هى الواقعية ، وان الذكاء السياسى يتطلب التعاون مع امريكا عسكريا فى حدود ما يخدم مصلحة

مصر ، دون الدخول فى شعارات لا تخدم الواقع الحقيقى الراهن .

امريكا اقوى اقتصاد فى العالم ، تنتج اكثر من نصف الانتاج العالمى من المنتجات العالمية ، لديها اكثر من 1500 شركة عالمية تخترق جميع الدول ، وتحظى امريكا باكبر قوة شرائية اقتصادية فى العالم ، كما ان عملتها الدولار هى العملة الدولية المأمونة والمتعارف عليها فى اجراء التبادلات الدولية والتى تحظى بالثقة العالمية ، والتى تسعى جميع الدول الى محاولة ايجاد اكبر قدر من المخزون من الدولار لانها تعتبر التغطية المباشرة لمعظم بنوك العالم المركزية ، بل ان الصين تحتفظ بمخزون من الدولار قد يفوق الموجود فى امريكا نفسها ، والدولار هو العملة التى باستقرارها يستقر الاقتصاد العالمى والعكس ، وهى العملة الضرورية لمعظم الدول وخاصة مصر فى الحصول على المستوردات من العالم ، ويعتبر الدولار الاحتياطى النقدى الاجنبى الذى يوازى الذهب لدى الدول التى تربط عملتها بالدولار ،،،المقصود ان امريكا اكبر اقتصاد عالمى وتأثيره على جميع دول العالم قوى ، ومن مصلحة اى دولة التعاون اقتصاديا مع امريكا ، بل واستنباط تجربة من الاقتصاد الامريكى لتكون نموذج للاقتصاد المحلى ، وهذا يدعونا الى تنشيط العلاقة الاقتصادية مع امريكا بعد سقوط النظام السابق ، وليس ان ندعى اننا ليس فى حاجة الى دعم امريكا اقتصاديا .

امريكا تمتلك اعلى ثورة علمية وتكنولوجية فى العالم ، والتعليم والعلم الحديث المتقدم والذى يسير بسرعة جنونية فى التطور نتيجة البحث العلمى والاهتمام بالتعليم والبحث العلمى والتكنولوجى واعلى انفاق فى العالم على التعليم ، كل ذلك فى امريكا ، وان نقل تلك التكنولوجيا الحديثة والازمة لتقدم اى دولة مرتبط بمدى علاقة الدول سياسيا واقتصاديا ، بل ان تقدم اليابان علميا بدأ بعد نقل التكنولوجيا الامريكية لليابان ، والبعثات اليابانية والاوروبية والهندية والصينية العلمية مازالت مستمرة وبشكل اكبر من بداية التسعينات الى امريكا فى محاولة لنقل نتائج البحث العلمى الامريكى لتلك الدول ثم البناء عليها .

ان من مصلحة مصر التحالف مع امريكا فى جميع المجالات ، حتى تتقدم مصر وتتحق النمو والتقدم المنشود علاوة على تحقيق الامن الدولى والاقليمى لانها الدولة الراعية لهذا الامن ، والتعاون مع امريكا لا ينقص السيادة المصرية ، ولا يهين المصريين !! وانها كل هذا التعاون يتم وفقا للتعاون بين الدول لتحقيق المصالح المشتركة ولا يوجد دولة فى العالم تعيش منغلقة او تستطيع ان تعادى الدولة القائدة للعالم والا سوف تتعرض لكثير من المشاكل فى جميع المجالات .
[email protected]