رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سقوط أقنعة أهل الفن بميدان التحرير

أحد أسباب انتشار ونجاح ثورة شباب‮ »‬25‮ ‬يناير‮« ‬هو أن الجماهير التي خرجت للشوارع ثم استقرت بميدان التحرير،‮ ‬كانوا علي‮ ‬يقين بالهدف الذي خرجوا من أجله،‮

‬في المقابل هناك بعض الأسماء خاصة من فئة النجوم كانوا في حالة ترنح،‮ ‬تارة‮ ‬يعلنون تأييدهم للنظام،‮ ‬وتارة‮ ‬يرون أن كفة شباب‮ »‬25‮ ‬يناير‮« ‬أرجح،‮ ‬وهنا‮ ‬يهرولون في اتجاهها‮. ‬وبالتالي أمام أقرب مطب‮ ‬يبكون،‮ ‬ويقولون‮ »‬هما اللي قالو لي‮«‬،‮ ‬طيب ماذا قالوا لك؟،‮ ‬وأين كان عقلك؟ وأين فكرك؟ كل الاجابات تصب في أن الإنسان منا‮ ‬عندما‮ ‬يكون بلا هدف،‮ ‬وعقله متجمداً‮ ‬عند منطقة‮ »‬مصلحتي‮« ‬فالنتيجة تكون ما حدث لتامر حسني في ميدان التحرير،‮ ‬فجر الأربعاء الماضي رفضه من الجماهير وصل الي حد الاعتداء وربما كاد‮ ‬يحدث ما هو أكثر من ذلك لكن الله سلم‮.‬

والغريب في حكاية زيارة تامر لميدان التحرير أنه اعترف بأن جهة ما طلبت منه الذهاب الي الميدان لتهدئة الجماهير،‮ ‬وحثها علي فض المظاهرة،‮ ‬والعودة الي الديار،‮ ‬هذا‮ ‬يعكس ان تامر حسني بلا هدف،وكان وسيلة في‮ ‬يد البعض،‮ ‬وبالتالي اعترف بأنه مجرد أداة في‮ ‬يد البعض،‮ ‬من هم الذين استخدموه؟ لا نريد أن نعرف لكنه في النهاية هذه الزيارة أكدت ان تامر خاو من الداخل لم‮ ‬يدرس الموقف،‮ ‬ولم‮ ‬يدرك انه بالنسبة للناس مجرد مطرب‮ ‬يستمعون اليه فقط عندما‮ ‬يغني،‮ ‬وربما الكثيرون من الجماهير المستقرة في ميدان التحرير لا تسمع أغانيه أصلاً‮ ‬لأنها لا تحب الغناء للمؤخرة،‮ ‬وغيرها من الألفاظ التي اعتاد تامر علي استخدامها في أعماله الغنائية،‮ ‬لدرجة أن الكثيرين‮ ‬يرون انه أحد أسباب الانهيار الغنائي الموجود لدينا،‮ ‬وأن الاعلام المصري الرسمي جعل منه اسطورة وهمية وهذا الإعلام الآن مرفوض من الشعب،‮ ‬وبالتالي فكل من تبناه هذا الإعلام أصبح مرفوضاً‮ ‬أيضاً‮ ‬من الناس،‮ ‬وبالتالي لو جلس تامر مع نفسه لرفض أيضاً‮ ‬فكرة من دفعوه للقيام بهذا الأمر،‮ ‬خاصة انه محسوب علي النظام منذ أن خرج وأعلن ان الرئيس مبارك هو والده،‮ ‬وقتها هناك ناس أنا منهم احترمته ـ لأنه‮ ‬غير من وجهة نظره بصراحة حتي لو أغضبت شباب‮ »‬25‮ ‬يناير‮«‬،‮ ‬لكن تامر لم‮ ‬يدافع عن وجهة نظره ولم‮ ‬يدافع عن أسباب ولائه للنظام،‮ ‬وبالتالي عندما أراد أن‮ ‬يتحول ويمنح ولاءه للجانب الآخر حدث ما حدث له،وكانت النتيجة أنه ظهر باكياً،‮ ‬وكأنه طفل فقد والديه ولم‮ ‬يشفع له انه اعلن عن تقديمه لألبوم خاص بالثورة هناك امور كان علي تامر أن‮ ‬يعيها،‮ ‬المصريون أغلبهم تحت خط الفقر،‮ ‬ويعانون معاناة شديدة،‮ ‬وبالتالي فالقضايا التي تظاهروا من أجلها مثل القضاء علي الفساد،‮ ‬وتغيير الدستور،‮ ‬ورفع المستوي الاقتصادي أي من أجل رغيف الخبز،‮ ‬يعني أن الاقتراب منهم مرفوض حتي لو عاد عبدالحليم حافظ للوجود فلن‮ ‬يستطيع التأثير فيهم،‮ ‬وبالتالي علي تامر وغيره مثل احمد السقا الذي تقريباً‮ ‬تعرض لنفس الموقف،‮ ‬وظهر مع عمرو أديب‮ ‬يعطي الضمانات للشباب وكأنه الحاكم بأمره،‮ ‬كلام السقا أعطي انطباعاً‮ ‬للناس ان الخارج من ميدان التحرير مفقود،‮ ‬رغم أن الناس داخلة ـ خارجة بلا أي قيود،‮ ‬لكنه عندما‮ ‬يعلن للناس انه علي استعداد للذهاب،‮ ‬واصطحاب أي شخص من شباب‮ »‬25‮ ‬يناير‮« ‬للتحاور مع الجهات الرسمية وهذا‮

‬يعني أن السقا‮ ‬غير متابع لما‮ ‬يحدث،‮ ‬لأن العديد من شباب‮ »‬25‮ ‬يناير‮« ‬ظهروا علي العديد من الفضائيات قبل ظهوره،‮ ‬ولم‮ ‬يحدث لهم شئ،‮ ‬كما أن هناك عدداً‮ ‬من هذا الشباب جلسوا مع السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية،‮ ‬وعادوا لمكانهم في ميدان التحرير وبالتالي كلام السقا عبر الفضائيات من ضمانات لم‮ ‬يكن موفقاً‮ ‬فيه،‮ ‬خاصة انفعالاته الزائدة علي اللزوم‮.‬

ما حدث مع تامر حسني واحمد السقا‮ ‬يؤكد ان هذه الثورة أكبر من أي نجومية،‮ ‬خاصة وأن كثيرين من الناس تري أن نجوم الفن والرياضة من اكثر الناس تدليلاً‮ ‬خلال السنوات الأخيرة وبالتالي فالجميع لم‮ ‬يعد‮ ‬يثق في رأي أي فنان سواء مع أو ضد النظام فالأقنعة وقعت،‮ ‬خاصة أن من بين المعارضين للرئيس مبارك كانوا‮ ‬يقدمون وصلات متتالية من النفاق قبل‮ »‬25‮ ‬يناير‮« ‬والآن هم علي الجانب الآخر،‮ ‬وسبحان مغير الأحوال‮.‬

أما عمرو مصطفي الذي ظهر باكياً‮ ‬في مناظرة مع السيناريست الشاب محمد دياب في برنامج‮ »‬مصر النهاردة‮« ‬فكان انفعاله شديداً‮ ‬وكثيرون تعاطفوا معه،‮ ‬لكنه استخدم جملة في حواره أضعفت وجهة نظره،‮ ‬عندما قال لمحمد دياب وهو الطرف المؤيد لشباب‮ »‬25‮ ‬يناير‮«. ‬انه ايضاً‮ ‬قاد ثورة في الموسيقي،‮ ‬ولا أعلم كيف تجاوز دياب هذا الهراء؟ والكلام‮ ‬غير المقبول،‮ ‬أي ثورة في الموسيقي التي‮ ‬يتحدث عنها الأستاذ عمرو مصطفي،‮ ‬فالفارق كبير بين ثورة قادها الشباب بصدورهم،‮ ‬وقلوبهم وحناجرهم من أجل لقمة العيش،‮ ‬وتوفير حياة كريمة وثورة لم نجن منها سوي الألحان،‮ ‬والكلمات الركيكة،‮ ‬والغريب ان عمرو مصطفي بين كلامه قال انه جاهل في السياسة ولا‮ ‬يعرف عنها شيئاً،‮ ‬ويبدو انه ايضاً‮ ‬يحتاج لمن‮ ‬يؤكد له ان الثورة الموسيقية التي تنسبها لنفسك قادها الموسيقار والمغني الليبي ناصر المزداوي في السبعينيات ثم ركب موجتها حميد الشاعري مع بداية الثمانينات،‮ ‬في كل الأحوال أزمة التليفزيون المصري تجلت صورها في‮ ‬حلقة الأربعاء الماضي من‮ »‬مصر النهاردة‮« ‬لأن من‮ ‬يتحدثون عن أزمة مصر الحالية لابد وأن‮ ‬يكون لديهم الوعي الكافي في شتي الأمور،‮ ‬وليس مجرد مجموعة من المتحمسين كل واحد لوجهة نظره،‮ ‬سواء كانت صحيحة أم خاطئة‮.‬