رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طابية صالح .... مأساة إنسانية أثرية بالإسكندرية

بوابة الوفد الإلكترونية

في منطقة القباري إحدى أقدم المناطق فى محافظة الإسكندرية   تقع  منطقة طابية صالح  وهى "عشش سكانية" فوق قمة تل حيث يعيش في هذه المنطقة أكثر من 120 أسرة فى غرف فوق بعضها كل اسرة تعيش داخل غرفة وكل ثلاثة اسر لهم دورة مياه و هى عبارة عن حفرة تستخدم  كمرحاض” وبجواره “طشت” للمياه .... هذه  المنطقة التى لم تدخلها المياة منذ 50 عاما... فقط فهم يعيشون على  حنفية مياه فى الشارع  تقع خلف المساكن  الشعبية بمنطقة القباري هذا المكان الذى تحول الى  مقلب للقمامة المنتشرة فى كل مكان .... و الغريب و المدهش هو أن أهالي طابية صالح يعيشون فوق جبانات أثرية رومانية تم بناؤها منذ أكثر من 3200 سنة، مما  شجع الأهالي على الحفر والتنقيب بشكل سري بحثا  عن أي قطع أثرية، مما أدى لتكرار وقوع حوادث الهبوط الأرضي بالمنطقة.

ويقول الدكتور  مهدى شاكر عضو جمعية المحافظة على التراث بالاسكندرية .... هناك 4 كوارث تتعرض لها منطقة طابية صالح الأثرية وتتمثل فى تعرض هذه المقابر الأثرية لأربع جرائم أولها سرقة محتوياتها الأثرية من قبل مافيا التنقيب عن الآثار، وتسرب مياه الصرف الصحى داخل جدرانها وغرق بعض غرفها، وكسر خط مياه داخل هذه المقابر بالاضافة الى  قيام عدد من الأسر ببناء عشش ومنازل عشوائية عليها، مما تسبب فى ضياع معالمها الأثرية , والآن تتعرض تلك المنطقة الى  عدد من التصدعات ومناطق الهبوط الأرضى المتقاربة حيث فوجئ الأهالى بسماع انهيار منزل من المنازل العشوائية خلف البلوك رقم 10 بجوار مسجد الهدى و تدفق المياه  من الأرض، من عدة أماكن .

و يقول الحاج محمد احمد ، صياد سمك “60” عاما ويسكن هو واسرته واسر اولاده فى المنطقة منذ 50 عاما، نعيش فى هذه  الحجرة المملوءة  بالحشرات، والثعابين غير وجود الفئران , مما ادى الى

إصابة أطفال المنطقة بأمراص الصدر والكلى وغيرها من الأمراض الناجمة عن التلوث والإهمال, و يضيف الحاج محمد ان مسئولي حي غرب طالبوهم بإخلاء المنطقة لاعتبارها من المناطق الأثرية، على أن يتم تعويضهم بتوفير وحدتين لكل عشة، الا ان وعودهم ذهبت هباء و لا حياة لمن تنادى . اما عن الحياة فى مثل هذا الجو الملوث و الخطر يضيف بقى شيء عادى ان يصاب اى من السكان بسبب عض الفئران و الثعابين فاذا أصيب احد بعضه فأر بنوديه مستشفى القباري العام، لكن لو لدغه ثعبان بنوديه على مستشفى بحري لأنه الوحيد اللي فيه قسم للدغات الزواحف"  .

من جانبه، قال حسن فراج (صياد) من سكان المنطقة أن أغلب منازل الأهالي مبنية من الحجارة أو الخشب ومكونة من حجرة واحدة فقط مما يعني أنها بلا حمامات حيث يلجأ جميعهم إلى حمام عمومي واحد بمدخل المنطقة . و يضيف فراج أن حى غرب قام بعرض نقلة إلى إحدى الوحدات السكنية بحى العامرية، بإيجار شهرى 140 جنيها، مشيرا

إلى أنه صياد «على باب الله» ولا يملك هذا المبلغ شهريا غير ان هذه المساكن بعيدة و لا يوجد لها مواصلات . و اضاف  ان هذه المنطقة التعيسة وقعت من خريطة شركة النظافة حيث يقوم الأهالي كل فترة بجمع مبلغ مالي من بعضهم البعض ليستأجروا من يقوم برفع تلال القمامة المكومة امام  منازلهم، التى اصبحت هى وبرك الصرف الصحي من اهم معالم منطقتهم .

وتقول (سيدة ) 55 سنة أنها تعيش في طابية صالح منذ 35 سنة حيث أنجبت 4 أطفال كبروا جميعا ومازالوا يعيشون جميعا داخل نفس الحجرة وان كل طموحها هو  هو إيجاد حل للتخلص من الحشرات والزواحف التي حولت حياتها إلى جحيم . وأن تتولى المحافظة مسئولية رفع القمامة من بين المنازل ومن فوق الأسطح .

كان  حى غرب بالإسكندرية قد اعلن قيامة  بتشكيل لجنة لحصر كافة الأسر التى تقطن فى عشش تمثل الخطورة على أرواح قاطنيها، ثم حصر شامل لكل العشش، تمهيدا لإعداد مساكن بديلة لهم ونقلهم إليها بالكيلو 26، ومساكن توشكى، ومساكن عبد القادر، إلا أن المشكلة أن عادة ما يرفض السكان الذهاب لهذه المناطق بحجة أنها نائية ، استعدادا لتسليم تلك الأرض لهيئة الآثار، لأنها بها شواهد أثرية الا انها وعود لم تنفذ .

من جانبه أكد الدكتور موريس عازر الباحث فى الاثار اليونانية ان هذه المنطقة كنز أثرى و يمكن ان تكون قبلة السياحة الثقافية فى الاسكندرية حيث يجب ضرورة إزالة العشوائيات وإعادة تأهيل المنطقة للسياحة، وتحويلها إلى منطقة أثرية سياحية حيث  ان منطقة القبارى جزء من الجبانة الغربية للإسكندرية قديما، حيث كانت الإسكندرية حيث يعود تاريخها إلى 2300 عام، ومنذ بداية القرن العشرين، شهدت المنطقة عددا من الاكتشافات الأثرية وتم اكتشاف مقبرة الورديان ثم فى التسعينيات عند حفر كوبرى 27 ظهرت آثار وتم اكتشاف موقع جبانة القبارى تحت الكوبرى، وظهرت المنطقة الأثرية ممتدة فى منطقة القبارى ككل .