عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمريكا «العلمانية».. هل تتحالف مع مصر «الإخوانية» أو السلفية؟!

الهرولة الأمريكية تجاه الاخوان المسلمين في مصر وتجاهلها للسلفيين والليبراليين والاشتراكيين، بل والثوار بعد الانتخابات البرلمانية أمر يدعو للتأمل والمراجعة أكثر مما يدعونا للتفاؤل لأنه تحرك بني على حسابات المصالح ــ على الأقل من جانب أمريكا ــ وليس على مبادئ الحرية والديمقراطية التي تتشدق بها واشنطن، وهذا هو ما يقلق في حقيقة الامر فلو أن أمريكا يعنيها استقرار مصر الجديدة لوقفت على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية في البلاد.

والدليل على أن التحرك الامريكي الاخير في مصر هو تحرك مصالح وليس شيئا آخر هو أن الخارجية الامريكية لن تنقلب على ثوابتها في يوم وليلة وإلا بماذا نفسر تقرير الخارجية الامريكية عن حقوق الانسان في مصر والصادر قبيل اندلاع الثورة المصرية بأيام ، ذلك التقرير الذي تقتضي الأمانة أن نذكر الجميع بتفاصيله المشينة التي تحول مصر المتماسكة والمستقرة عبر تاريخها الى خريطة ممزقة من الجماعات والفصائل، وذلك ليحكم القارئ بنفسه على نوايا التحرك الامريكي هل هو من أجل المصالح أم من أجل الاستقرار؟
القسم الأول من تقرير الخارجية الامريكية يحمل عنوان الديموغرافية الدينية ويقول نصا:
تبلغ مساحة مصر 370٫308 أميال مربعة ويبلغ عدد السكان 86 مليون نسمة، ويشكل المسلمون اتباع المذهب السُني حوالي 90% من السكان، ويمثل المسلمون الشيعة أقل من 1% من السكان.
أما التقديرات عن نسبة عدد السكان المسيحيين فتتراوح مابين 8-12% (6-10 ملايين)، وتنتمي الأغلبية إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. ويبلغ عدد أفراد الجالية اليهودية تقريبا 125 شخصاً، معظمهم من المواطنين كبار السن.
وغاص التقرير الامريكي في تفاصيل التفاصيل موضحا أن بعض المذاهب المسيحية الأخرى تشمل الأرمن الرسوليين، الكاثوليك (الأرمن، الكلدانيين، اليونانيين، الملكيين، الروم، والسريان)، المارونيين، والكنائس الأرثوذكسية (اليونانية والسريان) التي تتراوح في حجمها من بضعة آلاف الى مئات الآلاف). والمذهب البروتستانتي (المعروف بالعربية بالمذهب الإنجيلي) الذي تم تأسيسه في منتصف القرن التاسع عشر، وهو يشمل 16 طائفة بروتستانتية (المشيخية، الإنجليكان، المعمدانية، الأخوة، الأخوة المرحبين، نهضة القداسة، الإيمان، كنيسة الله، المثال المسيحي، الرسولية، النعمة، الخمسينية، النعمة الرسولية، كنيسة المسيح، الكرازة بالإنجيل، والرسالة). كما أن هناك أيضا أتباعا للكنيسة السبتية التي تم منحها وضعاً قانونياً في الستينيات. وهناك من 800 الي 1200 من شهود يهوه وعدد صغير من أتباع طائفة المورمون، لكن الحكومة لا تعترف بأي من الجماعتين. ويقدر عدد البهائيين بألفي شخص.
ويقيم المسيحيون في مختلف أنحاء الدولة، بالرغم من أن نسبة المسيحيين

أعلى في الصعيد وفي بعض مناطق القاهرة والاسكندرية.
وهناك عدة مجموعات دينية أجنبية، خاصة الروم الكاثوليك والبروتستانت، متواجدة في مصر منذ أكثر من قرن. وتشترك هذه المجموعات في الأنشطة التعليمية والاجتماعية والتنموية.
أما القسم الرابع من التقرير فيحمل عنوان سياسة الحكومة الأمريكية، وأول سطر في هذه السياسة يقول: ان الحرية الدينية هي جزء مهم من الحوار الثنائي وقد تمت إثارة موضوع الحق في الحرية الدينية مع كبار المسئولين الحكوميين من قِبَل كافة مستويات الحكومة الأمريكية، بمن في ذلك أعضاء الكونجرس ووزيرة الخارجية والسكرتير المساعد لشئون الشرق الأدنى والسكرتير المساعد لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، والسفير ومسئولون آخرون بوزارة الخارجية والسفارة. وتجري السفارة اتصالات رسمية مع مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية. وتقوم السفارة كذلك بإجراء مناقشات دورية حول شئون الحرية الدينية مع مسئولين حكوميين آخرين، بمن فيهم المحافظون وأعضاء البرلمان.
و يجري المسئولون في السفارة الأمريكية حوارا نشطا مع قادة الطوائف الدينية اليهودية والمسيحية والإسلامية والبهائية، ومع المجموعات الحقوقية والنشطاء الآخرين، ويحقق المسئولون في السفارة الأمريكية في الشكاوي التي يتلقونها فيما يتعلق بالتمييز الديني الرسمي، كما يناقشون شئون الحرية الدينية مع جهات مختلفة تتضمن الأكاديميين ورجال الأعمال والمواطنين خارج العاصمة. ويناهض المسئولون الأمريكان صراحةً المقالات المعادية للسامية في الوسائل الإعلامية من خلال مناقشات مع رؤساء التحرير والصحفيين.
بعد هذا الاعتراف الرسمي الذي حمله تقرير الخارجية الامريكية بدعم قنوات الحوار العلمانية أتصور أن مصر في الحقبة الاخوانية والسلفية مقبلة على صدام مع واشنطن طالما يصر البيت الأبيض على سياسة الاقصاء والانتقاء وتغليب لغة المصالح على حساب مبادئ الديمقراطية والاستقرار.

-------

[email protected]