الإعلام والهلوسة السياسية
يقوم الإعلام علي أربع ركائز هي: نشر الخبر وعرض الرأي والإعلان والتسلية عندما يقوم هذا الإعلام بعرض الخبر مخلوطا بالرأي فإنه تجاوز الحقيقة وفقد المصداقية لهذا الخبر وهذاالرأي عند ذلك يكون الخطأ في مقدم الخبر أو عارض الرأي إلا أن الأمر يزداد سوءا
ويتحول الي هزل عندما يكون نشرالخبر مخلوطا برأي أحدهم بغية الإعلان وبهذا يتحول الأمر برمته الي سلعة هي في الغالب فاسدة لمن يتعاطاها إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذه المرحلة السيئة جدا بل تحول الي كارثة حقيقية عندما تسيطر علي مصالح القنوات والصحف فكرة التنافسية والسبق الصحفي بغية جذب وتسلية الشاهد أو المستمع أو القارئ ويتم خلط الخبر بالرأي بالإعلان بالتسلية وعوامل التشويق والإثارة مما يجعل الأمر أكثر ارتباكا وسخافة أكثر مما هو عليه وفي الحقيقة إن الغالب من الشعب المصري ليس ضد الإعلام ولا أجندته المعلن عنها والخفي وإنما هو ضد هؤلاء وأولئك البهلوانات الذين يعتبرون أنفسهم قادة للرأي والسلطة الرابعة في وطننا المنكوب بأمثالهم ومما زاد الطين بلة إن الجميع في مصر تحولوا من كرويين أو فهلويين أو أشخاص طبيعيين الي سياسيين من كل الدرجات والتي أفضلها هو سياسي بدرجة سيئ. نعم نحن نعاني من أمية سياسية ليس للإعلام وحسب ولكن أيضا لمن يشاهدون هذا الإعلام وهذه مصيبة أما المصيبة الأفدح والأعظم أن السياسيين الذين يضعون الخطط لهذا الإعلام هم بدرجة سيئ جدا! عند ذلك الموقف المعقد والمتشابك لا نستطيع القول إن الإعلام يشارك بدور في السياسة الرشيدة وإنما هو صانع الكثيرمن الهلوسة السياسية التي تدور رحي معاركها علي الشاشات والصفحات والإذاعات؟ يعتقد البعض أن الإعلام مجبر علي الدعاية والإعلان والتسلية بقصد جني الأرباح وتحقيق المردود الاقتصادي لهذه الصناعة اليومية التي تتكلف الكثير من الأموال لنقلها عبر الأثير وفي خضم ذلك وجد نفسه يغلق الحقائق لتصبح سلعة تباع وتشتري وتزيف في أغلب الأوقات حتي يستطيع التنافس بها والحصول علي أكبر جزء من اقتصاديات هذه الصناعة ولأن هناك البعض يفتقدون عنصر الفهلوة أو الجذب الإعلاني ولكن لديه هذه الأجندة الخاصة فإنه يقوم علي ترويج الخبر مخلوطا بالرأي فقط وهو يفتقد هذا العنصر الاقتصادي المهم وهو الإعلان مما جعله يصيغ الخبر مخلوطا بالرأي والوهم والأكاذيب مضافا اليها هذه الأجندة الخاصة لعل
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.. يحيا الشعب المصري حرا كريما.