عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المخرج الكبير على عبدالخالق: الغياب عن الساحة أفضل من الحضور الباهت

المخرج الكبير علي
المخرج الكبير علي عبدالخالق

لا يحتاج المخرج الكبير على عبدالخالق إلى تعريف أو سيل من المدح.. تاريخه المشرف أكبر دليل على أنه مبدع من العيار الثقيل ولديه أعمال تؤكد أنها انحاز فقط للقيمة ولم يتنازل أو يفرط فى مبادئه من أجل مكسب مادى لا يدوم أو شهرة لحظية لا تبدأ إلا لتنتهى.. «العار، جرى الوحوش، الوحل، إعدام ميت» كلها أعمال رائعة وشاهد إثبات على إبداع هذا الرجل الذى فضل البقاء فى المنزل على تقديم أعمال ضعيفة لا ترتقى بوعى المشاهد أو تساهم فى بنائه فكريا. عندما فكرت فى إجراء حوار مع على عبدالخالق لم يكن الهدف هو الكشف عن  كواليس عمل فنى جديد أو معرفة رأيه فى قضية معينة، ولكن الهدف هو توثيق مشوار مخرج ومبدع حقيقى حتى يتعلم منه الجيل الحالى، فى هذا الحوار نقف أمام المحطات المهمة فى تاريخه وكيف كانت بدايته ولماذا فضل الابتعاد والانسحاب من الساحة بعد أن أحدث حالة فريدة من الفن والإبداع والخيال على شاشة السينما.

< دائما="" تستوقفنا="" البدايات..="" فهل="" كانت="" سهلة="" أم="" صعبة="">

- بصراحة شديدة، البدايات زمان كانت بالغة الصعوبة أما الوقت الحالى فمن السهل أن تصبح مخرجا وتصل للناس، فى الماضى كان هناك 3 طرق فقط حتى تصبح مخرجاً، الأول أن تكون مساعد مخرج وبعد 10 أو 15 سنة تصبح مخرجاً، الطريق الثانى كان عبر المونتاج، أما الثالث فكان من خلال الدراسة بالخارج مثل يوسف شاهين وكمال الشيخ، وكانت بدايتى من خلال المركز القومى للأفلام التسجيلية قدمت أفلاما تسجيلية مهمة ومنها: «السويس مدينتى» وقد حصل على العديد من الجوائز لكن كان بداخلى حلم تقديم فيلم روائى عن حرب 67 وناضلت كثيرا من أجل هذه الفكرة.

< ومتى="" خرج="" حلمك="" للنور="" وبدأت="" تشعر="" أنك="" تمشى="" فى="">

- عندما شاهدت مسرحية «أغنية على الممر» للراحل على سالم راودتنى الفكرة ومن أجلها طرقت أبواباً كثيرة وقلت للمسئولين إن بداخلى حلماً عن حرب 67 وأتمنى تقديم فيلم يعبر عن هذه المرحلة، كانت الفكرة جريئة والأفلام الحربية ليست موجودة أو مطروحة لذا لم يتحمس أحد، اتفقت ومجموعة من زملائى على تأسيس «جمعية السينما الجديدة» وضمت مجموعة من النقاد والمبدعين منهم: محمد راضى، سمير فريد، رأفت الميهى، على أبوشادى، وسمح لنا الكاتب الكبير أن نعبر عن أفكارنا فى مجلته التى كان يرأس تحريرها «الكواكب» ومنحنا صفحتين كنا نكتب تحت عنوان «الغاضبون» فى تلك الفترة قررت تحويل مسرحية «أغنية على الممر» إلى فيلم وحتى تخرج التجربة للنور تبرع جميع النجوم بحوالى 20٪ من أجره وبالفعل تم التنفيذ ونفذنا من خلال جمعية السينما الجديدة هذا الفيلم وفيلماً آخر بعنوان «ظلال على الجانب الآخر» للمخرج الفلسطينى غالب شعث.

< وهل="" حقق="" «أغنية="" على="" الممر»="" النجاح="" الذى="" كنت="" تتوقعه="" فى="" بداية="">

- الحمد لله حقق «أغنية على الممر» نجاحا وبدأ الناس والمهمومون بصناعة السينما يعترفون بوجودى كمخرج شاب لديه فكر ورؤية، وزاد من سعادتى أن الفيلم شارك فى أكثر من مهرجان وحصل على جوائز دولية ذات قيمة.

< ولكن="" كيف="" مضى="" بك="" الطريق="" بعد="" نجاح="" «أغنية="" على="">

- تأرجح الحال بى كثيراً بين الصعود والهبوط حتى جاء فيلم «العار»، الذى شارك فى بطولته نخبة من أفضل وأهم النجوم منهم محمود عبدالعزيز والراحل نور الشريف وحسين فهمى وأمينة رزق، من خلال هذا الفيلم نجحت فى تحقيق المعادلة الصعبة وهى تقديم فيلم يقدم قيمة وينال رضا النقاد وفى نفس الوقت يجنى ويحصد إيرادات كثيرة، لذا أعتبر هذا الفيلم نقطة مهمة فى حياتى الفنية، بعد ذلك توالت الأعمال التى نجحت على مستوى الجمهور ونالت فى الوقت نفسه إعجاب ورضا النقاد منها: «الوحل، إعدام ميت، شادر السمك، جرى الوحوش».

< فى="" رأيك="" ما="" وجه="" الاختلاف="" بين="" الجيل="" الحالى="" والجيل="">

- لا تندهش إذا قلت إن الجيل الحالى مظلوم رغم الثورة العظيمة فى تكنيك الإخراج وتعدد واختلاف الإمكانيات، لكنى أجد الجيل الحالى من المخرجين بالتحديد ضحية الممارسات الاحتكارية، هناك شركات إنتاج تحتكر نجوماً والنجم الآن أصبح كل الحكاية فهو الذى يأتى بالمخرج وهو الذى يعطى ويمنع، باختصار شديد فى العملية الفنية الميزان اتقلب، وهذا أثر على المناخ الفنى، ولو تأملت المشهد جيدا ستكتشف أن كلامى حقيقى وصحيح وموجود وملموس على أرض الواقع، بالمناسبة الاحتكار أيضا أضر بعدد كبير من النجوم فقد اختفى نجوم كثيرون بعدما هبط مؤشر إيراداتهم وصعد آخرون بدلا منهم، ناس كثيرة اختفت من الساحة بعدما ملأت الدنيا وشغلت الناس.

< هل="" يوجد="" أعمال="" فى="" أرشيف="" على="" عبدالخالق="" يود="">

- لا أحب ولا أتمنى حذف أى فيلم من أرشيف أعمالى لسبب بسيط جدا، لى ذكريات غالية مع كل فيلم شاركت فيه وهذا يجعلنى أتمسك بهذه الأفلام وأحييها.. صحيح هناك أعمال لم

تخرج بالمستوى أو بالشكل الذى تمنيته لكنها فى النهاية صارت جزءا منى وأنا جزء منها ولى ذكريات رائعة مع أبطالها وكلما مر الزمن أحبها وأتعلق بها، لا تنسى أن الذكريات جزء من الإنسان وحذف جزء من ذكرياتك شىء صعب ولا يصدق.

< هل="" هناك="" أفلام="" رفضت="" إخراجها="" وعندما="" خرجت="" للنور="" نالت="">

- دعنا نتفق على أن المخرج رؤية ولكل منا رؤية مختلفة عن الآخر، بدون مبالغة كل الأفلام التى رفضتها كانت تذهب إلى الراحل عاطف الطيب، وأذكر أن السيناريست الكبير وحيد حامد عرض علىّ إخراج فيلم «البرىء» بطولة أحمد زكى ورفضت الفيلم لأنه يهاجم عصر «عبدالناصر» ويتهم هذا العصر بالقهر واعتقال الفكر والرأى، وتولى إخراج الفيلم عاطف الطيب، اعتذرت أيضا عن إخراج فيلم «التخشيبة» وكان ذلك بسبب الاختلاف على الأجر.

< من="" الفنان="" الذى="" تشعر="" أن="" بينك="" وبينه="" «كيميا»="" وانسجاماً="" فى="">

- الحمد لله كل الذين اشتغلت معهم كانت بيننا «كيميا» وتفاهم فقد عملت مع محمود عبدالعزيز أكثر من سبعة أفلام ونفس الشىء مع نور الشريف وفاروق الفيشاوى، والمخرج الموهوب هو الذى يستفز طاقة الممثل وهو الذى يجبره على إخراج أفضل ما لديه وكل الذين عملت  معهم كانت تربطنى بهم علاقة طيبة وتفاهم كبير.

< لماذا="" قال="" نور="" الشريف="" إذا="" أرسل="" لى="" على="" عبدالخالق="" سيناريو="" أوقع="" على="" العقد="" قبل="">

- هناك واقعة وراء هذا التصريح تبدأ تفاصيلها عندما عرضت على نور الشريف سيناريو فيلم «الوحل»، رفض نور الشريف السيناريو وقال: «مش هعمل فيلم بطولته ست».. أقنعته وطلبت منه أن ينفذ الفيلم من أجلى ويترك الحكم للجمهور، وافق بعد إلحاح وفى أول يوم عرض حضرت مع نور وصفق الجمهور للراحل نور الشريف مرتين دليل على إعجابه بالأداء والشخصية، خرج نور الشريف سعيداً بنجاحه وقال لى: لا تأخذ رأيى فى أى عمل تحتاجنى فيه أرسل العقد للتوقيع فقط.

< على="" عبدالخالق="" كيف="" يرى="" المشهد="" الثقافى="" والفنى="">

- بصراحة شديدة أنا حزين جداً ليس هذا الوضع الذى كنا نتمناه لمنظومة الثقافة والفن بعد ثورة 30 يونية، كنت أتوقع أن يكون الفن هو عمود الخيمة للنهضة فى مصر وبكل أسف لم يحدث أى شىء، عندما تسمع تصريحاً لوزير الشباب يقول فيه إنه تم إنفاق 3 مليارات ونصف المليار على تطوير مراكز الشباب ولا تجد الحكومة ترصد مليماً للسينما ولا تترك قطاع الإنتاج بالتليفزيون ومدينة الإنتاج بدون مال، ولى عتاب على الرئيس عبدالفتاح السيسى لأنه استقبل القادمين من ريو دى جانيرو ولم يهتم بالسينمائيين الذين رفعوا اسم مصر فى الخارج مثل محمد دياب، الذى شارك بفيلم «اشتباك» فى «كان» ومثل كاملة أبوذكرى التى تم اختيار فيلمها «يوم للستات» ليكون فى افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى وأيضا صناع فيلم «نوارة» الذى فاز بالجائزة الكبرى فى مهرجان «وهران».. أتمنى من الدولة أن تعي أنه لا فائدة من بناء أجسام طالما العقول فارغة.. أرجو أن تهتم الدولة بالفنانين بنفس قدر اهتمامها بالرياضيين.

< لماذا="" فضلت="" الغياب="" عن="" الساحة="">

- أنا أحترم نفسى وتاريخى.. فكل ما يعرض لا يليق بتكوينى أو بمشوارى الفنى المحترم، لذا أقول إن الغياب أفضل من حضور باهت وبلا قيمة.