عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أهم مواد الدستور

بدأ الملك فاروق حكمه مبشرا ونقيا  ومحبوبا من الشباب ،ومثلا أعلى لضباط الجيش ، وبعد 16 عاما خرج مطرودا يجر فضائحه ورذائله . وبدأت ثورة يوليو وطنية دافعة ورفعت شعار " ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الاستعباد " وقبل أن يرحل زعيمها احتلت سيناء وَوُئدت الحرية وشاع الظلم والإرهاب وعُذّب مَن عُذّ ب وسجن مّن سجن ، وقُتّل مَن قُتّل  .

وبدأ الرئيس أنور السادات عهده بتحطيم أسوار المعتقلات ورفع الحراسة وتقطيع أشرطة التصنت على الناس ، وقبل رحيله بأيام جمع 1500 من خيرة عقول مصر وساستها  وأقلامها وتحفظ عليهم ، ونقل عددا كبيرا من الكتّاب والصحفيين إلى صيدناوى وعمر أفندى . .

وجاء الرئيس مبارك ليبشر بعهد جديد من الحرية والكرامة وأفرج عن المعتقلين السياسيين وسمح للصحف  غير الحكومية بالصدور واستعان بكافة التيارات السياسية لعمل مؤتمر اقتصادى قومى ، ودعا لأول مرة إلى تحديد فترة رئاسة الحكم بفترتين وتعهد  شخصيا أنه لن يزيد على ذلك . وبعد 29  عاما تحول  تراجع الرئيس عن فترتى الرئاسة تحت زعم ضغط الشعب ، وردد الرجل كثيرا رفضه التخلى عن الحكم حتى آخر نفس ، قاهرا بذلك طموح الساسة المشروع للوصول إلى الحكم   .

لاشك أن ذلك يعنى  أن المسئول إذا علم أنه باق فى موقعه حتى آخر أنفاسه يزداد طغيانه وتجبره ويلتف حوله أصحاب المصالح والهوى  .

وفى بلادنا المقهورة لا يمكن أن يتحرك شىء للأمام والحاكم قابع فى مكانه ، ولا يتطور البناء الاجتماعى والحاكم فى مقعده ، ولا يتحسن الاقتصاد والحاكم لا يسمح بفكر جديد

وعقل جديد وأسلوب جديد . لا شىء يتغير مادام الرأس كما هو ، ومن يتصور أن نظام الرئيس مبارك يمكنه وضع خطط إصلاح اقتصادى أو سياسى أو غير ذلك واهم لأنه كما يقول " هيجل " :  " لو أن شيئا من الممكن أن يحدث لكان حدث .."

إن الوجوه كما هى لم تتغير منذ ربع قرن ورموز النظام يبدلون  مواقعهم وأدوارهم ، لكنهم باقون مفروضون علينا كأسمائنا  بنفس العقول وذات الافكار .

إن البداية الحقيقية لأى إصلاح فى هذا البلد الذى قتلتنا محبته تبدأ من القمة . لا يمكن لتجربة إصلاح أن تحقق أى نتائج مادامت بعيدة عنه تحديدا : موقع الرئيس ،  لذا فإن تحديد فترة الرئاسة بفترتين أمر لا يجب التراجع عنه وينبغى أن يصبح الخطاب الأول لقوى المعارضة فى مصر. هناك  كثيرون يركزون فى حديثهم عن تعديل الدستور على المادة 76 ويتناسون أن البداية الحقيقية هى 77  لأن تحويل فترة الرئاسة لفترة مؤقتة يدفع الحاكم دفعا لتعبيد الطريق لمن يأتى بعده . والله أعلم .

[email protected]