حرب العاشر من رمضان.. يوم العبور واسترداد الكرامة

"الثانية وخمس دقائق" ساعة الصفر الذي انطلقت فيها 220 طائرة مقاتلة مصرية لعبور قناة السويس لتدمير مراكز قيادة ومطارات إسرائيل في سيناء، في نفس الوقت الذي أطلق 2000 مدفع حممهم على العدو الإسرائيلي، لإسترداد الأراضي المحتلة إيذانا ببداية حرب العاشر من رمضان عام 1973، التي اهتزت لها القلوب طربًا، وابتسمت لها الثغور فرحًا، ولهجت بها الألسنة ثناء، وسجدت الجباه من أجلها لله شكرًا وتحطٌمت فيها أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
43 عاما مرت على الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة، التي شنتها مصر على إسرائيل في العاشر من رمضان الموافق 6 أكتوبر لعام 1973، وسط عطش الجنود المصرية، هجم الجيش المصري على العدو الاسرائيلي، الذي كان مرابطا في سيناء وهضبة الجولان.
وساهم فى الحرب بعض الدول العربية سواء عسكريا او اقتصاديا، ومن بينهم سوريا، وزودها الاتحاد السوفيتي بالسلاح اللازم، والمملكة السعودية التي منعت تصدير البترول عنهم.
وقد اختير التوقيت المناسب لبدء المعركة، وكان رمضان هو الوقت الملائم نفسيًّا وروحيًّا؛ لما يمد به الجنود من نفحات، من ناحية ولأنه يتوافق مع عيد الغفران اليهودي من ناحية أخرى، فانتهزت القوات المسلحة المصرية غفلتهم وانهماكهم في الاحتفال بالعيد؛ ليفاجئوهم بضربتهم القاضية.
هذا الحدث بث الحياة مرة أخري في الأمة العربية واستردت به كرامتها فقد حققت الأهداف الإستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، فقد كانت هناك إنجازات ملموسة فى الأيام الأولى بعد شن الحرب، حيث توغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول فى عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا.
صنعت القوات المسلحة قناطر وجسورًا
وانتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك فى 31 مايو 1974، حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
وكانت من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضى فى شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى استرداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية.
وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 1975، كما مهدت الطريق لاتفاقية "كامب ديفيد" والتى عقدت بين مصر وإسرائيل فى سبتمبر 1978، على إثر مبادرة الرئيس الراحل أنور السادات التاريخية في نوفمبر 1977 وزيارته للقدس.