المصريون قربانا
هالني ما شاهدته صباح أول أيام العيد فى شوارع وطرقات المدينة من تلوث خطير فاق كل تصور، فقد سالت دماءالأضاحى فى كل مكان فلا تجد شارعا واحدا وخاصة الشوارع التجارية الكبرى إلا ووجدت دماء الاضاحى تسيل فيها أنهارا ، ناهيك عن الروث المستخرج من حاشية الحيوانات
وكيف يتم إلقاؤه على نواصي الشوارع وتحت أقدام المارة دون رادع من قانون أو وازع من دين أو ضمير ، ولا أعرف كيف نتقرب إلى الله بالأضاحي فى الوقت الذي نلقى كل تلك المخلفات الضارة جدا بل والقاتلة والتي تحمل مليارات المليارات من البكتيريا الضارة لحياة كل كائن حي وعلى رأسها الإنسان ، فيتحول التقرب إلى الله بالأضاحي إلى تقديم المصريين قربانا للأمراض الوبائية والمعدية الخطيرة جدا ، وليت الأمر توقف عند أنهار الدماء السائلة تحت أقدام المواطنين وروث الأحشاء الملقى فى كل مكان ، بل وصل إلى إلقاء الدماء على سيارات وملابس بل ووجوه المارة على نواصي الشوارع وذلك بأن يقف عشرات من الأطفال ومعهم بعض الشباب أمام محلات الجزارة وأماكن الذبح العشوائية حاملين فى اكفهم الدماء السائلة على الأرض وملقين بها فى وجوه المواطنين وعلى سياراتهم ، وقد هالني المشهد لدرجة جعلتني أبكى على حال الوطن فكيف لهؤلاء الأطفال أن يفعلوا ذلك ألم يتعلموا شيئا فى مدارسهم ، الم يعلموا شيئا مطلقا عن الوقاية الصحية وخطورة ما هم فاعلون وأين الدولة ومؤسساتها والمحافظ والمحليات مما يحدث من خرق للقانون ، لماذا لا تعاقب الدولة كل من يذبح خارج السلخانة ؟ وكيف تسمح مديرية الصحة والبيئة بهذا! وأين وزارة التعليم ودورها فى التوعية الصحية ؟ ثم ألم يكفى هؤلاء أن لوثوا النيل وروافده من استخدامه كمقلب زبالة كبير لمخلفات منازلهم المطلة على روافد النهر ومقبرة لحيواناتهم النافقة ، ألا يعلم هؤلاء أن الدم هو أعلى مصدر للتلوث، وان الدم وكل مخلفات الاضاحى تكون مصدرا للروائح الكريهة، وتكون وسطا مثاليا لتكاثر الميكروبات وخاصة إذا اختلطت بمخلفات القولون التي تحتوى على ملايين البكتيريا فى الحيوان الواحد ، وتكون مصدرا لجذب الذباب والعديد من الديدان التي تسبب تلوثا شديدا وتمثل ناقلا للأمراض ، وان التخلص من هذه المخلفات يمثل مشكلة كبيرة، حيث انه في حالة التخلص منها عن طريق الصرف الصحي تسد شبكات الصرف، وفي حالة حرق هذه المخلفات تنتج غازات ضارة جدا بالبيئة ، إلا يعلم هؤلاء وأمثالهم
----------
استشارى طب الأطفال
الأمين العام المساعد لحزب الوسط بالفيوم