رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ظهور"داعش" يفك شفرة هجمات 11 سبتمبر بعد 13 عاماً

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد مرور 13 عاماً على وقوع هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، لاتزال تفاصيل وخلفيات الحدث الرهيب محل غموض وتساؤلات سواء داخل أمريكا أو عالمياً، وتدور التساؤلات لتتمركز حول سؤالين كلاهما أقرب للواقع

وهو هل أفسحت الولايات المتحدة المجال لحدوث هجوم 11 سبتمبر 2001؟.. أم هى التى خططت وأعطت الأوامر لتنفيذه؟! لتختلق الذرائع الدولية لخلق تحالف دولى يشن هجمات على بعض الدول، ولتجد الأسواق لتدوير عجلات مصانعها الحربية، ولتخلق نوعاً جديداً من الصراع فى العالم الغربى مع عدو جديد وهو الإسلام، بعد أن انتهت عقود صراعها مع الكتلة الشرقية، وتؤكد المعلومات التى توصلت إليها عدة تحقيقات محايدة، أن الولايات المتحدة الأمريكية متورطة فى أحداث 11 سبتمبر، وأن رئيس أمريكا السابق جورج دبليو بوش، وعدداً من أصحاب المصالح داخل الحكومة الأمريكية، كان لديهم على أقل تقدير علم بالفعل قبل حدوث هجمات 11 سبتمبر 2001.
ورغم أن عشرات التحقيقات الأمريكية وأيضا الدولية قامت حول أحداث 11 سبتمبر، إلا أنها جميعا خرجت بجملة من التناقضات التى تتزايد وتتراكم، خاصة أن الحقيقة كاملة لاتزال غامضة حتى يومنا هذا، والجميع يتساءل، هل كان أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة حقاً لديهم القدرة على مثل هذه العملية الكبيرة؟ والإجابة المنطقية تقول إن طبيعة ونطاق الهجمات تؤكد أن وراء هذه الهجمات إدارة على قدر عال من التنسيق، ولديها تفاصيل فنية ولوجستية.
المثير فى الأمر، أن خبراء ومؤرخين أمريكان أكدوا فى مقالات وكتب عديدة لهم على مدى السنوات الماضية، أن المتهمين المتوقع أنهم من قاموا بخطف الطائرة التى استخدمت فى اختراق البرجين كانوا معروفين تماماً لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، بل الأمر تعدى ذلك بأن عناصر داخل السى آى إيه قامت بتوفير كافة سُـبل الحماية لهم، بعد أن قامت بإقناع الإدارة السياسية الأمريكية فى البيت الأبيض آنذاك، بأن هؤلاء «الذين نفذوا الهجمات الإرهابية فيما بعد» مجرد ضباط استخبارات تابعين لجهاز مُخابرات المملكة العربية السعودية، وأن وجودهم على الأراضى الأمريكية، إنما للقيام بمهام أمنية تستفيد منها حكومة واشنطن، بعلم وتعاون مع جهاز الاستخبارات الباكستانية ISI وكذلك عدد من الحلفاء.
وبعد أن تسربت هذه المعلومات بتورط عناصر السى آى إيه فى الهجمات، لتنفيذ مخطط سرى وإيجاد الذرائع للانتشار العسكرى والاستخباراتى فى العالم، انطلقت تساؤلات أخرى فيما إذا كانت الاستخبارات الأمريكية قد خدعت الحكومة الأمريكية بالفعل؟ أم تظاهرت حكومة واشنطن بأنها خدعت على عكس الحقيقة؟ فإذا كانت تظاهرت بذلك فلها أهداف استراتيجية تكمن فى أنها قد أفسحت المجال لحدوث هجوم 11 سبتمبر 2001.. وانطلاقاً من هذه الفرضية لابد من معرفة لماذا فعلت ذلك أمريكا.
وكشفت التحقيقات الأمريكية السرية حول هجمات 11 سبتمبر والتى تسربت فيما بعد لوسائل الإعلام الأمريكية والدولية، أن رئيس الاستخبارات الباكستانية ISI الجنرال «أحمد محمود» أعطى أمراً صريحاً إلى عميل له يُدعى «سعيد شيخ» لتحويل مبلغ 100 ألف دولار أمريكى إلى «محمد عطا» قائد عملية اختطاف الطائرة التى نفذت الهجوم على البرجين، وقد ثبت بالفعل أن الجنرال الباكستانى كان موجوداً فى واشنطن بضعة أيام قبل وبعد تنفيذ عملية 11 سبتمبر، وأجرى اجتماعات سرية مع رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية CIA.
وثبت أيضا من التحقيقات أن المشتبه فى ارتكابهم العملية تابعوا دورة تدريب على الطيران فى عدد من القواعد الجوية العسكرية والجوية الأمريكية مثل المحطة الجوية البحرية فى بينساكولا وقاعدة بروكس للقوات الجوية فى سان أنطونيو وقاعدة ماكسويل الجوية فى ولاية ألاباما ومعهد لغة الدفاع فى مونتيرى بولاية كاليفورنيا، وتجدر الإشارة إلى أن المحطة الجوية البحرية فى بينساكولا، كانت هى العنوان الرسمى لإقامة المُشتبه فيهم وكذلك المدون فى رخص قيادة السيارات التابعة لهم.
وثبت أيضا من التحقيقات أن إدارة الهجرة والجوازات الأمريكية منحت تأشيرات دخول رسمية للمشتبه بهم، وذلك على الرغم من أنهم كانوا قد انتهكوا قانون الهجرة، والأدهى من ذلك أن أحد موظفي إدارة الهجرة الأمريكية تلقى أوامر عليا سرية، بحذف أسماء المشتبه بهم من قاعدة بيانات المطلوبين، وذلك بهدف حمايتهم، كما تشير معلومات المخالفات المرورية إلى أنه على الأقل عدد 3 من المشتبه بهم ارتكبوا مخالفات السير بسرعة، ولكن لم يتم تطبيق القانون عليهم ولم يتم تحصيل أو مُطالبتهم بدفع الغرامات المالية المُقررة.
وتوالى تسلسل الأحداث التى سبقت تنفيذ الهجمات الإرهابية، حيث قام مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI فى ولايات فينيكس، مينيابوليس وشيكاغو ونيويورك، بإبلاغ المركز الرئيسى أن هذه المجموعة ستقوم بتعلم الطيران دون التحليق أو الهبوط بالطائرات، لكن المركز الرئيسى تجاهل الأوامر ولم يقم بتنفيذ التعليمات، وتركهم يحلقون بطائرات للتدريب.
التاريخ يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان أمريكا دوما وراء صناعة العدو، ومن ثم هى المتحرك الأول لمحاربة هذا العدو، فهى تتفنن فى خلق الصراعات بمناطق العالم، وتتفنن فى لعب دور الشرطى وحامى العالم، فكما صنعت طالبان فى أفغانستان لمواجهة المد الشيوعى ومحاربة الاحتلال الروسى، ثم انقلبت على طالبان وحاربته فى تحالف دولى، وكما صنعت تنظيم القاعدة، ثم حركت العالم لمحاربته، صنعت مؤخراً تنظيم داعش والكثير من الخلايا الإرهابية المُتطرفة بهدف تفتيت المنطقة العربية وتحقيق أمن إسرائيل، وقد فضح هذا الأمر الدبلوماسى الأمريكى السابق «مايكل سبرينجمان»، والذى تحدث عن دور كل من وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الاستخبارات الأمريكية CIA فى إنشاء تنظيمات إرهابية ولدت من رحم تنظيم القاعدة، مؤكداً أن تنظيم «دولة العراق والشام» الإرهابي، «داعش»، (دولة الخلافة الإسلامية) هو حلقة فى سلسلة المؤامرات الأمريكية.
وكشف الدبلوماسى السابق «سبرينجمان» فى كتابه الصادر حديثا «زمن الإرهاب»، وهو الذى شغل من قبل عدة مناصب دبلوماسية فى أكثر من بلد عربى، خاصة فى المملكة العربية السعودية، كشف أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتجنيد وتدريب إرهابيين جلبتهم من مُختلف دول العالم وأرسلتهم إلى أفغانستان لمُحاربة قوات الاتحاد السوفيتى السابق هناك، مُشيراً إلى أن هؤلاء تحوّلوا بعد ذلك إلى عناصر مرتزقة استخدمتهم الولايات المتحدة لزعزعة استقرار أمن المنطقة العربية.
وتم إرسال العناصر المرتزقة إلى يوغسلافيا بهدف السيطرة على منابع النفط والغاز وتقسيم أراضيها، وتلت هذه الخطوة إرسالهم إلى العراق لخلخلة أمنه واستقراره، ثم إلى الأراضى الليبية للمشاركة فى إسقاط حكومتها مستغلة حالة الغضب والثورة على نظام العقيد القذافى، ثم وضعت أمريكا خطة سريعة لشحن الأسلحة إلى سورية عن طريق الطائرات والسفن، ووضعتها فى أيادى العناصر الإرهابية التى عُرفت فيما بعد بجبهة النصرة، وهى العناصر التى دخلت الأراضى السورية عن طريق تركيا ولبنان، بعد ان تم تدريبهم بمعرفة ضباط وضباط صف من قوات المارينز الأمريكية، بعضهم كان متواجداً فى المنطقة، وآخرون كانوا على متن بعض سفن الأسطول الأمريكى القريب من المنطقة، وكذلك من قاعدة مطار «العديد» الذى يعرف باسم «أبونخلة» وتقع فى الجنوب الغربى من العاصمة القطرية الدوحة.
وتعتبر الآن كل من سوريا والعراق مراكز لتنظيم «داعش» إذ تسعى إدارة واشنطن لتغيير النظام السورى وخلع بشار الأسد، وفى العراق تريد استمرار عملية تقسيم أراضيه لأن ذلك هو الضمان لبقاء الخلافات هناك واستمرار تدفق النفط العراقى لأمريكا، وهى الخطة التى بدأتها أمريكا عام 2003، وكانت مصر ضمن خطة التقسيم على اعتبار أن أمريكا لا تريد أن تكون هناك دول قوية موحدة فى منطقة الشرق الأوسط، الا انها فشلت بفعل ثورة 30 يونية على وجه الأخص.
إن الولايات المتحدة تحصل على مئات مليارات الدولارات من الدول العربية لقاء مبيعات أسلحة لا تُستخدم إلا فى حروبهم الداخلية، وإن قسماً كبيراً من هذه الأموال يذهب لتعزيز القدرة العسكرية لـ«إسرائيل» لتكريس قوتها فى المنطقة، إذا ترى أمريكا أن أمن إسرائيل لا ينفصل أبداً عن أمن أمريكا.
احتار المحللون السياسيون فى العالم فى قراءة تاريخ أحداث سبتمبر، ولكنهم اتفقوا فى كتاباتهم على أن شخصية الإدارة الأمركية مصابة بما يشبه الفصام، ويدللون على ذلك بأن الرئيس الأمريكى أوباما مُستمر فى تدريب وتسليح الإرهابيين والمتطرفين، على الرغم أنه يعلن غير ذلك، وأن سياسة البيت الأبيض وقعت فى المحظور، حيث لم يعد بوسعها الآن التفرقة بين المعتدلين والمتطرفين، وفيما إذا كان هؤلاء سيستخدمون هذه المساعدات لاحقاً فى شن هجمات فى أمريكا وأوروبا؟!
ومما يؤكد الفصام السياسى الأمريكى أيضا، أن ما يجرى فى العراق هو قتال مع الإرهابيين، وقيامها بتسديد ضربات جوية ضدهم، رغم أنها هى التى أمدتهم بالمال والسلاح وقامت بتدريبهم على القتال، كما أعلن الرئيس الأمريكى أوباما الشهر قبل الماضى موقفا متناقضا يؤكد ازدواجية المعايير التى تتبعها الإدارة الأمريكية فى ملف مكافحة الإرهاب، حيث أعلن عزمه تقديم المساعدة للحكومة العراقية فى مواجهة العصابات الإرهابية شمال العراق، فى الوقت الذى أعلن فيه استمرار تقديم الدعم المادى لهؤلاء الإرهابيين فى سوريا.
إن ملف أحداث 11 سبتمبر سيظل غامضا عدة عقود، حتى يتمكن محايدون فى الاستخبارات الأمريكية من الكشف عن الوثائق الأكثر خطورة، ليخبروا العالم بحقيقة ما حدث، وما حدث فى 11 سبتمبر، يتكرر الآن مع داعش، وننتظر أن يكشف لنا التاريخ أيضاً الدور الذى لعبته أمريكا فى صناعة داعش ومن ثم الدعوة لمحاربتها عبر تحالف دولى لا يختلف كثيرا عن التحالف الدولى الذى أقامته عقب أحداث 11 سبتمبر.