عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إسنا المركزي .. خرابة

بوابة الوفد الإلكترونية

الإهمال بات هو العنوان الأبرز داخل مستشفي إسنا المركزي بجنوب الأقصر، والشكوي هي الحاضر الأوحد في جميع أقسامه

وكما تقول مني مسلم البيهي الباحثة بمركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية فإن المستشفي عبارة عن خرابة تتمثل في عدم وجود خدمات علي الإطلاق سوي تحويل الحالات المرضية التي تصل للمستشفي الي مستشفي الأقصر الدولي عن طريق الممرض الوحيد الذي ربما تجده هناك لو أسعدك الحظ أما الطبيب فوجوده نادر جدا واستدعاؤه يكون دائما بالموبايل فقط، إذا كان متاحا بطبيعة الحال.. فالمستشفي خارج نطاق الخدمة.
وعند دخولك المستشفي تصطدم بقسم الطوارئ ممر طويل تتناثر به الأسرة علي الجانبين وبعض الحالات المرضية فاقدة الوعي تماما والأهالي ينتظرون وهنا يبرز دور «التمرجي» ويبدأ بالمعاينة بالمبدئية للحالة ويجتهد في البحث، وغالبا يتم نقل الحالة الي مستشفي الأقصر الدولي لأن المستشفي غير مجهز طبيا وتعجز كفاءته عن تقديم الإسعافات الأولية للمرضي وإنما تقتصر الخدمة به علي التشخيص المبدئي لبعض الحالات البسيطة وكذلك علي أعمال التمريض من تعليق المحاليل وأخذ عينات وحقن المرضي.
خالد صومعي شاب كان يقوم بعمله علي اللودر وانفجر الإطار فألقي به بعيدا وتم نقله الي مستشفي إسنا العام لطلب الإغاثة وفي غضون دقائق انتهي الفحص الطبي وغادر المستشفي بعد توقيع أهله علي تقرير طبي يفيد بأن به كسورا وكدمات طفيفة وحالته لا تستدعي مزيدا من الفحص مع إخلاء مسئولية المستشفي تماما وما إن عاد الي منزله حتي بدأ في النزيف وسرعان ما نقل الي مستشفي الأقصر الدولي وهناك أدرك الأطباء أنه يعاني من نزيف داخلي وما أن شرع الأطباء في إجراء عملية جراحية له إذا به يفارق الحياة.
كما يتعرض المواطنون للإهانة من قبل بعض الأطباء والعاملين وتتدهور صحتهم وأناس تسمعهم يشكون فيما بينهم من سوء المعاملة لكنهم يؤثرون عدم الشكوي، وكما قال أحدهم: «الناس هنا غلابة راضيين بقليلهم يخافون لو اتكلموا الدكتور يعالجهم غلط».
ويرجع بعض الأطباء حالة تراجع الخدمات الصحية بالمستشفي الي انشغال الأطباء بعيادتهم الخاصة الي ضعف أجور الأطباء والحوافز مما يدفعهم للبحث عما يعوضهم عن هذا النقص خارج جدران المستشفي.، وكل يعمل حسب ضميره أولا وعلي الطبيب النائب أن يكون دائم التواجد لإسعاف حالات الطوارئ.
وأما صيدلية المستشفي فما هي إلا كشك صغير ملحق بالمبني وبه كراتين «مكومة» فوق بعضها البعض وأدوية ملقاة في جميع الأنحاء بشكل غير لائق وغير صحي.
إحدي الممرضات رفضت ذكر اسمها روت للجنة عن حادث مؤلم شهدته مشرحة المستشفي وهو أنه ذات يوم توفيت فتاة صغيرة ونقلت الي المشرحة وبعد إنهاء كل الإجراءات أتت والدة الطفلة لتستلم جثة ابنتها فإذا بها تجد الجثة ملقاة علي أرضية المشرحة والقطط تنهش جسد نجلتها مما أدي الي انهيارها.
وكانت آخر التقارير عن مأساة المستشفي هو تقرير لجنة الوفد بالأقصر والذي أشرف عليه عباس حزين السكرتير العام حيث رصد حالة الإهمال والفوضي داخل وخارج المستشفي واحتلال الباعة الجائلين لمدخل المستشفي وانتشار القمامة في كل مكان وانفجار مياه الصرف الصحي والقاذورات.. وكذلك تحطم الأبواب الزجاجية والسلالم والأرضيات.. «غير نظيفة»، وأيضا انتشار الحشرات وخاصة الصراصير ناهيك عن الإهمال والفوضي والتسيب.
كما أحالت وكيلة وزارة الصحة كثيرا من المسئولين بالمستشفي للتحقيق وإقالة آخرين بسبب الإهمال والتقصير.