رود كرول "هولندا".. المبدع الأنيق

يعد الهولندى رود كرول، الذى ولد فى 24 مارس 1949، من أبرع من لعبوا فى مركز الظهير الحر فى تاريخ الكرة العالمية، مع الألمانى فرانز بيكنباور، فهو أحد نجوم الجيل الذهبى للكرة الهولندية الذى نجح فى وضع الكرة الهولندية على خريطة الكرة العالمية فى السبعينات مع زملائه كرويف وجونى ريب ويوهان نسكينز ورينزبرينك وآرى هان وغيرهم من نجوم الكرة الشاملة.

بدأ كرول مشواره الكروى مع نادى أياكس فى العاصمة الهولندية امستردام، وفى سن العشرين شارك مع الفريق الأول ليجد نفسه مع مجموعة من العمالقة، بقيادة المدير الفنى رينوس ميشيلز، الذين نجحوا فى السيطرة على بطولة كاس الأندية الأوروبية للأبطال (دورى أبطال أوروبا حالياً) لثلاث سنوات متتالية، أعوام 1971 و1972 و1973، وكانت هذه هى البداية لمدرسة أياكس امستردام العريقة فى كرة القدم.
فى عام 1974 تأهل منتخب هولندا للمرة الأولى فى تاريخه إلى نهائيات كأس العالم بالمانيا، حيث ظهر المنتخب الهولندى بمستوى أكثر من رائع وتمكن من إبعاد كل المنتخبات التى واجهها، خصوصاً منتخبى البرازيل والأرجنتين اللذين تغلب عليهما 3/1 و4/ 0 على التوالى، وكان لكرول نصيب هائل من الإشادة فى الصحف الرياضية العالمية بعدما قاد بنجاح الدفاع الهولندى حتى وصل إلى المباراة النهائية أمام منتخب المانيا، وعلى رغم تقدم منتخب هولندا بهدف من ركلة جزاء إلا أن منتخب المانيا عاد بهدفين لبول برايتنر وجيرد مولر ليفوز بالمباراة ويكتفى منتخب هولندا بمركز الوصيف واعتبره الكثيرين أفضل منتخب فى تاريخ كأس العالم يحقق المركز الثانى.

استمر منتخب هولندا على أدائه الرائع فى تصفيات كأس العالم عام 1978 وتمكن من الوصول إلى النهائيات فى الأرجنتين، لكن قبل النهائيات فوجئ المدير الفنى آرنست هابيل باعتذار النجم الكبير يوهان كرويف عن عدم المشاركة بحجة تعرضه لتهديدات من عصابات فى الأرجنتين، فتم اختيار رود كرول ليقود المنتخب البرتقالى فى كأس العالم، وبالفعل كان كرول عند حسن الظن، وكان منتخب هولندا هو الحصان الجامح فى البطولة الذى أطاح بكل منافسيه، حتى نجح فى بلوغ المباراة النهائية للمرة الثانية على التوإلى ويخسر أمام الأرجنتين بثلاثة أهداف لهدف، على رغم تفوقه فى أغلب فترات المباراة على منتخب التانجو.
بعد نهائيات كأس العالم 1978 خبا نجم منتخب هولندا وأياكس، ففضل كرول الذى اختير ثالث أفضل لاعب بأوروبا عام 1979 الاتجاه للاحتراف خارج هولندا فاختار نادى فانكوفر الكندى عام 1980 مثل أغلب نجوم أوروبا فى ذلك الوقت الذين انتقلوا للعب بدورى أمريكا الشمالية فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، لكنه لم يستمر طويلًا لينتقل إلى نادى نابولى الإيطالى ويستمر معه أربعة مواسم كان فيها من أنجح اللاعبين فى الدورى الإيطالى، حيث حصل على لقب أفضل لاعب أجنبى بالدورى الإيطالى عام 1981.
فى عام 1984 انتقل إلى نادى كان الفرنسى وظل معه عامين حتى اعتزل كرة القدم عام 1986.
مشواره كمدرب يعد ناجحًا إلى حد بعيد، على رغم أنه لا يماثل مشواره كلاعب بكل تأكيد، حيث بدأ عام 1990 بتدريب نادى ميتشيلين البلجيكى، ثم نادى سيرفين جنيف السويسرى، قبل أن يتعاقد لتدريب منتخب مصر الأوليمبى عام 1994، ونجح مع منتخب مصر الأوليمبى فى الفوز بالميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأفريقية بزيمبابوى عام

1995 لكنه فشل فى تأهيل المنتخب الأوليمبى المصرى إلى دورة أتلانتا الأوليمبية عام 1996 بعدما اصطدم بمنتخب نيجيريا الرهيب، وخسر فى لاجوس 3 / 2، وتعادل بالقاهرة 1/1، لكنه قدم جيلاً ذهبياً للكرة المصرية تمثل فى مجموعة من اللاعبين صاروا نجومًا لمصر وأفريقيا فيما بعد، مثل عصام الحضرى وحازم إمام ومحمد عمارة وعبدالستار صبرى وإسلام الشاطر ومدحت عبدالهادى ومعتمد جمال وغيرهم من النجوم الذين أصبحوا فيما بعد أعمدة منتخب مصر الأول الفائز بأمم أفريقيا 1998 ببوركينا فاسو.
بعد مشواره مع المنتخب المصرى الأوليمبى تولى كرول تدريب منتخب مصر الأول لفترة قصيرة، شارك فيها فى كأس الأمم الأفريقية بجنوب أفريقيا عام 1996 وخرج من الدور الثانى أمام زامبيا، على رغم فوزه فى الدور الأول على جنوب أفريقيا بهدف ونجح منتخب جنوب أفريقيا فى الفوز باللقب فى النهاية.
فى يوليو 1997 تم تعيينه مديرًا فنيًا لنادى الزمالك المصرى، وعلى رغم قيام الفريق فى ذلك الوقت بعملية إحلال وتجديد شاملة بعد رحيل كل النجوم الكبار إلا أن كرول قاد فريقاً من المغمورين فى ذلك الوقت للفوز بالكأس الأفروآسيوية على حساب بوهانج الكروى الجنوبى.
ظل كرول فى تدريب الزمالك حتى عام 1999 عندما تولى منصب مساعد المدرب لفرانك ريكارد فى المنتخب الهولندى حتى عام 2002 حيث وصل منتخب هولندا إلى نصف نهائى بطولة يورو 2000 التى نظمتها بالمشاركة مع بلجيكا.
عام 2002 انتقل كرول لمنصب المدرب المساعد لرونالد كويمان بنادى اياكس امستردام وكان مديرًا لإدارة اكتشاف المواهب حتى عام 2006 الذى تولى فيه تدريب نادى أجاكسيو الفرنسى.
عام 2007 عاد لتدريب الزمالك المصرى لمدة موسم واحد ليقوده للفوز بكأس مصر عام 2008.
تولى تدريب نادى اورلاندو بيراتس الجنوب أفريقى من 2008 وحتى 2011 وحقق معه لقب الدورى عام 2001.
عام 2012 تولى تدريب النادى الرياضى الصفاقسى التونسى ليحقق معه لقب الدورى التونسى عام 2013 ويقوده للصعود لنهائى كأس الكونفيدرالية الإفريقية.
تولى تدريب منتخب تونس لفترة قصيرة فى مباراتى الصعود لنهائيات كأس العالم أمام الكاميرون لكنه فشل فى بلوغ النهائيات لينتقل لتدريب نادى الترجى التونسى ويفوز معه بلقب الدورى التونسى عام 2014.