الدهون الصحية.. درع طبيعي للوقاية من أمراض القلب
في الوقت الذي يسعى فيه الكثيرون إلى تجنب الدهون بشكل كامل للحفاظ على صحتهم، أكدت دراسة طبية حديثة أن تناول “الدهون الصحية” بكميات متوازنة يعد وسيلة فعّالة للوقاية من أمراض القلب، وتحسين مستويات الكوليسترول في الدم، بل وتعزيز وظائف الدماغ أيضًا.
أوضحت الدراسة أن الدهون الصحية، مثل تلك الموجودة في الأفوكادو، زيت الزيتون، المكسرات، الأسماك الدهنية كالسلمون والسردين، تحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة تساهم في خفض الكوليسترول الضار (LDL) وزيادة الكوليسترول النافع (HDL). هذا التوازن يحمي الشرايين من التصلب ويقلل من خطر الجلطات القلبية والدماغية.
كما أشارت النتائج إلى أن الأحماض الدهنية “أوميغا-3”، التي تتوفر بكثرة في الأسماك، تلعب دورًا مهمًا في تقليل الالتهابات المزمنة، والتي تُعتبر من أبرز أسباب أمراض القلب والأوعية الدموية. إلى جانب ذلك، تساعد هذه الأحماض في تحسين وظائف الدماغ والذاكرة، وتقلل احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
وأوضحت الدراسة أن إدخال الدهون الصحية ضمن النظام الغذائي لا يعني الإفراط في تناولها، بل يجب استبدال الدهون الضارة بها، مثل الزيوت المهدرجة والسمن الصناعي والوجبات السريعة المقلية، والتي تزيد من فرص تراكم الدهون الثلاثية في الدم وتضر بصحة القلب.
وأشار خبراء التغذية إلى أن إضافة ملعقة من زيت الزيتون البكر إلى السلطات، أو حفنة من المكسرات غير المملحة كوجبة خفيفة، يمكن أن يحقق فوائد ملموسة على المدى الطويل. كما نصحوا بتناول الأسماك مرتين على الأقل أسبوعيًا لتحقيق التوازن الغذائي المطلوب.
إلى جانب حماية القلب، أثبتت الدراسة أن الدهون الصحية تساعد أيضًا في امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين A، D، E، K، وهي فيتامينات أساسية لصحة العظام، العيون، والجلد. كما أنها تساهم في تعزيز الإحساس بالشبع لفترة أطول، ما يجعلها عاملًا مساعدًا في ضبط الوزن ومنع الإفراط في تناول الطعام.
وأكد الباحثون أن السر يكمن في الاعتدال والاختيار الصحيح، حيث أن الاستغناء الكامل عن الدهون قد يضر بالصحة، بينما الاعتماد على الدهون الصحية يمنح الجسم الطاقة اللازمة ويحافظ على توازن العمليات الحيوية.
ويبدو أن إعادة النظر في مفهوم “الدهون” لم تعد خيارًا غذائيًا فقط، بل ضرورة طبية لحماية القلب من أمراض العصر وضمان حياة أطول وأكثر صحة.