دراسة تكشف فوائد التمر لصحة الدماغ ومقاومة الشيخوخة
أثبتت دراسة علمية حديثة أن التمر، الذي يُعرف منذ قرون بلقب فاكهة الصحراء، لا يقتصر دوره على كونه غذاءً طاقيًا فقط، بل يمتد ليكون واحدًا من أقوى الأطعمة التي تدعم صحة الدماغ وتقاوم مظاهر الشيخوخة.
وأشار الباحثون إلى أن التمر يحتوي على نسب عالية من مضادات الأكسدة مثل الفلافونويدات والبوليفينولات، وهي مركبات طبيعية تحارب الجذور الحرة التي تسرّع تلف الخلايا العصبية وتزيد احتمالية الإصابة باضطرابات معرفية مثل الزهايمر، وأوضحت النتائج أن تناول التمر بانتظام يمكن أن يحافظ على نشاط الذاكرة ويعزز التركيز، خاصةً لدى الفئات العمرية الأكبر.
كما بينت الدراسة أن التمر يعمل على دعم إفراز “السيروتونين”، وهو الهرمون المسؤول عن تحسين المزاج ومقاومة الاكتئاب، ما يجعله غذاءً مثاليًا للحفاظ على التوازن النفسي ولم تقتصر الفوائد عند هذا الحد، بل أظهرت النتائج أن الألياف الغذائية الموجودة بكثرة في التمر تُساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم، مما ينعكس بشكل إيجابي على استقرار الطاقة اليومية ومنع الشعور بالتعب المفاجئ.
وفي الجانب الغذائي، يعد التمر مصدرًا غنيًا بالبوتاسيوم والمغنيسيوم، وهما عنصران ضروريان لدعم صحة القلب والأعصاب، إضافة إلى فيتامين “ب6” الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز وظائف المخ وإنتاج الناقلات العصبية ولهذا، أوصى الباحثون بإدخال التمر ضمن النظام الغذائي اليومي، ولو بعدد محدود من الثمرات، لتحقيق الفائدة من دون زيادة السعرات الحرارية.
اللافت في نتائج الدراسة هو الإشارة إلى أن التمر يمكن أن يكون بديلاً صحياً للسكريات الصناعية، حيث يمنح الجسم حلاوة طبيعية متوازنة مع قيمة غذائية مرتفعة، وهو ما يجعله خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يسعون للتقليل من الحلويات المصنعة.
ويُذكر أن التمر ظل على مر التاريخ جزءًا أساسيًا من العادات الغذائية في المجتمعات العربية، ويبدو أن العلم الحديث يثبت اليوم أن هذه العادة لم تكن مجرد تقليد ثقافي، بل سر من أسرار طول العمر وصحة الدماغ.